حفريات إسرائيلية مستمرة تدمر جميع الطبقات التاريخية الإسلامية منها والمسيحية قرب المسجد الأقصى وصولا للعصر الحديدي، وهي طبقة مفترضة تحاول دولة الاحتلال من خلالها إثبات ملكية الأرض لمصلحتها، عبر ضخ ميزانيات مالية ضخمة وبذل جهود كبيرة من أجل خلق واقعٍ لم يكن.
قديماً كان النفق الغربي قرب المسجد الأقصى هو أخطر مشاريع الحفريات الإسرائيلية، لكن الأمر توسع وخرج من أسوار القدس القديمة جنوبا إلى بلدة سلوان وخاصة في منطقة وادي حلوة.
تزعم الجمعيات الاستيطانية أن النبي داود عليه السلام بنى في تلك المنطقة أول مدينة يهودية قبل ثلاثة آلاف عام، وبحثوا وفتشوا إلّا أنهم لم يجدوا شيئاً يؤكد ادعائهم أو حتى يدعم روايتهم.
نفقين أثريين اكتشفا قبل عدة عقود في هذه المنطقة الأول يبدأ من وادي حلوة وينتهي في عين سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، والآخر يبدأ من عين سلوان ويصل إلى الأساسات الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى بالقرب من القصور الأموية.
ما أصل هذه الأنفاق؟؟
هذه الأنفاق أصلها قنوات مائية تاريخية في باطن الأرض كان المقدسيون يستخدمونها قديماً في الوصول لمصادر المياه عندما كانت تتحاصر المدينة، لكن الاحتلال حاول تجيير التاريخ واختزله في قضية لا أساس لها/ محاولا سرقة إرث المقدسيين.
يريد الاحتلال من هذا التزييف إثبات وجود الهيكل المزعوم، حيث عمل على توسيع هذه الأنفاق خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبحت شبكة كبيرة وبحاجة لخرائط ضخمة من أجل الكشف عنها.
الباحث المقدسي معاذ اغبارية قال في التحقيق الخاص بـ “معراج” أن خارطة هذه الأنفاق تمتد من حي وادي حلوة حتى عين سلوان، ثم تمد مجدداً من نفق آخر صعوداً باتجاه أساسات المسجد الأقصى الجنوبية الغربية.
وأوضح أن النفق الجديد يمتد من مسجد عين سلوان مروراً بغربي النفق الأثري حتى وادي حلوة بالقرب من باب المغاربة.
في منطقة سلوان وحدها حوالي 58 حفرية شملت القصور الأموية والقصور العباسية، واستخدم الاحتلال في عمليات الحفر، آلات ميكانيكية دقيقة ومواد كيميائية خطيرة ليخترق باطن الأرض.
وفي مشاهدٍ حصرية حصلت عليها “معراج” أوضح الباحث المقدسي معاذ اغبارية أنه يقف في إحدى الأنفاق التي حفرتها المؤسسة الإسرائيلية جنوب المسجد الأقصى المبارك وبالتحديد في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد.
وأظهرت المشاهد التي عرضها اغبارية تكشف أساسات المسجد جراء الحفريات المستمرة.
الأمر الأخطر كان الكشف الجديد وبالدلائل عن نفق جديد العهد يبدأ من عين سلوان ويصل إلى وادي حلوة والذي استطاعت “معراج” الوصول إليه والتصوير بداخله وأهرت المشاهد أن الاحتلال لا يزال يواصل العمل بداخله حتى لحظة إعداد التحقيق.
المشاهد التي حصلت عليها “معراج” تكشف استقدام الاحتلال آلياتٍ ومعدات من أجل تسريع عمليات الحفر، الأمر الذي يهدد أساسات منطقة وادي حلوة ويكشف خطورة التهويد الذي ينفذه الاحتلال فوق الأرض وتحتها.
في ذات المكان تكشف الصور أيضاً عموداً أثرياً يدلل على تاريخ المنطقة الكنعانية، وحضارتها العربية الممتدة إلى الجذور، لكن الاحتلال سيعمل كعادته على تشويه التاريخ ويجير الكشف الأثري لمصلحة أفكاره التهويدية، طالما أنه الوحيد الذي يصل إلى هذه الكنوز، وربما يتعدى ذلك ويصبح جزءً من مشروع أخطر يهدد المسجد الأقصى وأساساته وهو ما يدفع لطرح السؤال مجددا.. ما الخطوة التهويدية التالية تجاه تهويد القدس؟؟ وماذا باإمكان أن نفعل لنوقف الخطر القادم للقدس والمسجد الأقصى المبارك؟؟
شاهد التحقيق كاملاً والمشاهد الحصرية عبر هذا الرابط : https://fb.watch/evqDjPX3r9/