حذر الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس من الأيام القادمة التي ستتصاعد فيها انتهاكات واعتداءات المستوطنين وسلطات الاحتلال، خصوصاً في ظل الأعياد اليهودية وما يسمى بعيد “الأنوار/ الحانوكاه” الذي سيستمر على مدار 8 أيام.
وأوضح الشيخ صبري خلال حديثٍ خاص لـ “معراج” بأن المجتمع الإسرائيلي متعصب ومتهور ومتطرف، وما قام به هو إفراز حكومة متطرفة ومتغطرسة، لافتاً إلى أن الذي سيقف خلف كل تلك الاعتداءات هو الحكومة الإسرائيلية التي تعمل بحسب إملاءات الجماعات اليهودية المتطرفة.
وحمل الشيخ عكرمة الحكومتين الإسرائيليتين السابقة والحالية المسؤولية الكاملة عن المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن الاقتحامات التي تطال المسجد الأقصى هي انتهاكات قديمة جديدة، تطاله في كل عيد من أعياد اليهود المتعددة، وتأتي بشكل مكثف في محاولةٍ لإثبات وجود لهم وسيادة على المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن المستوطنين يتجاوزون حدودهم بأمور جديدة في كل عيد من الأعياد اليهودية، فهم الآن يبحثون عن “الشمعدان” بعدما فشلوا في إدخال القرابين والأعلام الإسرائيلية، وهذه المظاهر تعبّر عن سلوك ديني عدواني تعصبي، يريدون به إثبات وجودهم وتشجيع اليهود في الخارج للقدوم إلى القدس وممارسة طقوسهم التلمودية بحرية.
ولفت الشيخ صبري إلى أن الحرية التي يدعيها اليهود في الأقصى، هي حرية مزعومة، فأي حريةٍ تلك التي تمارس تحت الحراسة والحماية المشددة والتي تؤكد على أن الأقصى ليس لهم ولا يملكون شبراً واحداً فيه، مؤكداً على أن هذه الحراسة لن تكسبهم الحق في أي شبرٍ من الأقصى المبارك.
وعقب الشيخ عكرمة لـ “معراج” على سياسة الاعتقالات والإبعاد الممنهجة بحق المرابطين والمرابطات في الأقصى قائلاً: “هذه سياسة تعسفية قمعية تهدف إلى تفريغ الأقصى من أهله المسلمين، مشدداً على أنها سياسة مبيتة ومرفوضة لها أهداف استرايجية مكشوفة ولن نقبل بها”.
يذكر أن “جماعات الهيكل” المزعوم دعت أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك على مدى الأيام الثمانية لـ”عيد الأنوار- الحانوكاه” العبري، والذي يبدأ اعتبارًا من يوم الأحد المقبل الموافق 18-12، وحتى الاثنين 26-12-2022.
ونصبت الحاخامية الرسمية بالتعاون مع ما يُسمى “صندوق تراث الحائط الغربي”، وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة شمعدان الاحتفال المركزي في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى، وأعلنت أن إشعال الشمعدان سيتم كل يوم في تمام الساعة 4:30 مساءً.
وسبق ذلك، عقد جماعة “نساء لأجل الهيكل” المتطرفة، أمسية دراسية في مستوطنة “كريات أربع” في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، مساء الأربعاء، لـ”تدارس الارتباط بين عيد الأنوار، والهيكل”، ولحث أعضائها على اقتحام الأقصى.
وتأتي هذه الدعوة في إطار تحضير “جماعات الهيكل” للعيد اليهودي، وتعبئة أكبر قطاع من جمهورها لاقتحام المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.
ويتخلل الأمسية الاستفزازية محاضرات تحث على اقتحام الأقصى، وتتحدث عن “أهمية الهيكل المزعوم وارتباط عيد الأنوار العبري به”.
وتأتي كل هذه الانتهاكات في الوقت الذي تتواصل فيه سياسة الاعتقالات والابعادات بحق رواد المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات على وجه الخصوص.