معراج – القدس
تبدأ مساء اليوم السبت، أول أيام ما يُسمى “عيد الفصح” العبري، وسط تصعيد غير مسبوق من جماعات “الهيكل” المتطرفة التي تُكثّف من دعواتها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى المبارك، وتنظيم طقوس توراتية، أبرزها “ذبح القربان الحيواني” داخل باحاته، في خطوة تمهيدية لما تسميه الجماعات “التأسيس المعنوي للهيكل المزعوم”.
وبالتزامن مع هذا العيد الذي يمتد حتى مساء السبت المقبل، تحشد الجماعات المتطرفة أنصارها لاقتحامات متكررة تبدأ غدًا الأحد وتستمر حتى الخميس، بمشاركة حاخامات وشخصيات سياسية ودينية بارزة، مثل إيتمار بن غفير وموشيه فيغلين، فيما تُمنع الاقتحامات يومي الجمعة والسبت.
هذا العيد يُعد الأخطر على المسجد الأقصى منذ سنوات، إذ تسعى جماعات “الهيكل” لفرض طقوس “القربان الحيواني” عند الجهة الشرقية للمسجد، خاصة في محيط قبة السلسلة، باعتباره ذروة الطقوس التوراتية المرتبطة بـ”الخلاص الإلهي” في معتقداتهم.
الجماعات المتطرفة تنظر إلى عيد “الفصح” باعتباره مركزًا لمحاولة تحويل الأقصى إلى مكان عبادة توراتية، عبر ارتداء المستوطنين لـ”ثياب الكهنة” البيضاء، وحمل أدوات الطقوس كـ”الشال واللفائف السوداء”، ونشر صور الذبح الافتراضي داخل الأقصى بتقنية الذكاء الاصطناعي، كما فعل أرنون سيغال وأعضاء في منظمة “عائدون إلى جبل الهيكل”.
هذه الجماعات لا تتحرك بشكل عشوائي، بل تنفذ مخططًا منظمًا هدفه تغيير هوية المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وتحويله تدريجيًا إلى “هيكل توراتي”، مع تخصيص أوقات خاصة لليهود.
ورغم محاولات الاحتلال السابقة لإدخال “قربان الفصح” إلى المسجد، إلا أن هذا العام شهد تصعيدًا أكبر، حيث حاول رئيس منظمة “عائدون إلى جبل الهيكل” رفائيل موريس إدخال القربان، موجّهًا دعوة علنية لوزراء الاحتلال للانضمام إليه في هذه الطقوس، ما يعكس تواطؤًا رسميًا وسياسيًا مع هذه الانتهاكات.
وفي ظل هذا المشهد الخطير، صدرت دعوات فلسطينية مكثفة لشد الرحال والرباط داخل المسجد الأقصى، وإفشال محاولات اقتحامه وتدنيسه، مؤكدين أن المعركة على هوية القدس لم تتوقف، بل تتصاعد مع كل مناسبة دينية عبرية.
يأتي ذلك في وقت ما تزال فيه الأمة العربية والإسلامية حبيسة الصمت والخذلان، دون أن تحرك ساكنًا تجاه ما يتعرض له أولى القبلتين وثالث الحرمين من تهويد وعدوان ممنهج.