قال البحاث والمختص في الشأن المقدسي الدكتور جمال عمرو، إن ذكرى حريق المسجد الأقصى أصبحت مسألة موسمية، تحل كل عام علينا كذكرى ولا ننتبه لأمور أساسية أهمها هو أن الحريق الأساسي للأقصى بدأ يوم أن دخلت القدم الصهيونية الهمجية إلى باحات الأقصى عام 1967، ويوم أن تم تسليم فلسطين كل فلسطين لعصابات الاحتلال في حرب الساعات الست وليس الأيام الست.
وأضاف د. عمرو خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”: “الحريق بدأ فعلياً يوم رُفع العلم الصهوني في باحات المسجد الأقصى، ونُفخ في الأبواق في قبة الصخرة المشرفة، لذلك علينا أن ندرك أن الحريق ليس موسمياً في اليوم الذي أقدم فيه مايكل دينس روهن وهو عضو في منظمة صهيونية خططت بشكل منظم على مستوى عالي لهذه الحادثة، بالشراكة مع المخابرات والجيش والشرطة ومنعوا الإطفائيات للوصول للمسجد حتى سقطت الزخارف والآيات القرآنية الكريمة وحرقت قبة القبلية ومنبر صلاح الدين وحُرق السجاد والمصاحف وكل شيء، بل الحريق مستمر وفق خطط واستراتيجيات خفيه وتتعاظم يوماً بعد يوم”.
وأوضح الباحث عمرو أن الحريق اشتعل ولم ينطفأ حتى اليوم وهذه ليست ذكرى، فليس بالضرورة أن تكون النيران هي التي تمس القشور فحسب، لأن النيران الآن تشتعل في أساسات الأقصى وحجارته وتحت جدرانه، فاليوم صمت البشر ونطق الحجر، وما وصلنا إليه اليوم أشد خطورة بآلاف المرات من النيران التي اشتعلت في جزء من المصلى القبلي.
ولفت عمرو خلال حديثه لـ “معراج” إلى الأطماع التي تحدق بالأقصى من كل ناحية، لا تتمثل فحسب في قضية التقسيم الزماني والمكاني بل أيضاً بأطماع المنظمات الصهيونية التي تعمل ليل نهار سعياً للسيطرة على ما يسمنوه جبل الهيكل بالكامل، مشيراً إلى الإحصائية التي وثقت 3200 اعتداء جسيم على المسجد الأقصى شملت عدد من المجازر أزهقت فيها عدد كبير من الأرواح في رحاب الأقصى المبارك.
وشدد على أن ما يقوم به الاحتلال في القدس هو ما يصب في مصلحته وحده بما يخص تهويد المدينة، ابتاءً من المشاريع التهويدية التي لا حصر لها من “قطار خفيف ومحطات القطارات الأرضية والكنس ومحطات التحقيق والشرطة والمخافر”، مروراً بالأطواق الاستيطانية الثلاث التي تحيط بالمدينة من ثلاث جهات والتي عزلتها عن محيطها الفلسطيني تماماً.
وأشار د. عمرو إلى أن السلطة الفلسطينية وضعت الأغلال في يديها على عدم التدخل بشؤون الأقصى وفق ما وقعت عليه بيديها في اتفاقية “أوسلو”، وعلى ذلك يعتبرها الصهاينة ملك يمين ويتدخلون في شؤون الأقصى والمقدسات والعمران والبنى التحتية والنواحي العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، والسلطة الفلسطينية الآن هي أعجز من أن تتخذ أي إجراء ولو بسيط فيما يخص شؤون القدس.
وتابع: “عندما سمحنا أن توضع القدس على طاولة مفاوضات الوضع النهائي فنحن أعطينا الاحتلال اليد العليا والضوء الأخضر ليفعل بالأقصى ما يشاء لحين الوصول لمفاوضات الوضع النهائي، وهي اليوم لا تنبئ إلا عن فشل يتلو فشل، فدونالد ترامب أعطى كل فلسطين للصهاينة بما فيها الضفة والقدس، ونقل السفارة وفعل الأفاعيل وجاء بالعرب صاغرين للتطبيع وقفز الجميع عن منظمة التحرير وعن قضية فلسطين”.