معراج – القدس
تُعد زاوية الهنود في القدس واحدة من المعالم الإسلامية التاريخية التي تعكس التفاعل الثقافي والديني بين العالم الإسلامي وشبه القارة الهندية. تقع هذه الزاوية داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، بالقرب من المسجد الأقصى، وقد كانت مركزًا دينيًا وروحيًا للمسلمين القادمين من الهند، خاصة المتصوفة الذين قصدوا المدينة المقدسة للعبادة والتأمل.
ترجع أصول تأسيس زاوية الهنود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما بدأ المسلمون القادمون من الهند في الاستقرار في القدس، وكانوا بحاجة إلى مكان يجمعهم للعبادة والإقامة. ساهمت هذه الزاوية في تعزيز العلاقات بين مسلمي الهند وفلسطين، كما لعبت دورًا مهمًا في الحياة الصوفية داخل المدينة، حيث كانت مأوى للزهاد والدارسين.
لم تقتصر أهمية زاوية الهنود على دورها الديني فقط، بل كانت أيضًا نقطة تواصل بين مسلمي الهند والعالم الإسلامي، وساهمت في نشر العلوم الدينية والتصوف. كما حظيت بدعم الحكام المسلمين عبر العصور، بما في ذلك العثمانيين الذين قدموا لها المساعدات للحفاظ على دورها.
رغم التغيرات السياسية التي شهدتها القدس، لا تزال زاوية الهنود تحتفظ بمكانتها الروحية والتاريخية، حيث يزورها المسلمون من مختلف أنحاء العالم. وتبقى شاهدًا على عمق الروابط بين القدس والعالم الإسلامي، خاصة الجالية الهندية التي كان لها دور بارز في تاريخ المدينة المقدسة.