عدوان همجي خطير، هز باحات المسجد الأقصى المبارك، حين سار فوق أرضيتها أكثر من ألفي مستوطن، أدوا طقوسًا تلمودية وهتفوا بهتافات استفزازية ودنسوا كل مكان دخلوا فيه.
جماعات الهيكل قادت هذا العدوان، بمباركة ومشاركة من أعضاء في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة وعلى رأسها المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، والذي تبجح علانية في قلب الأقصى بأن حلم إقامة الهيكل بات قريبًا وأن السيادة على الأقصى لهم وحدهم.
كلمات كانت كفيلة بأن تفجر المنطقة لو كان هناك من يهتم، إلا أن الصمت العربي والدولي شكل خذلانًا كبيرًا للفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في هذه المعركة أمام محتل افتقر لكل معاني الإنسانية والاحترام.
محاولات مستمرة
الخبير في شؤون القدس زياد الحموري يكشف لـ “معراج” أن محاولات السيطرة على الأقصى ليست جديدة، بل كانت منذ قيام هذه الدولة المزعومة.
وبين وجود محاولات عديدة للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، أشهرها حادثة إحراق الجانب الشرقي من المصلى القبلي في المسجد الأقصى، والذي أدى لإحراق سجاده ومنبر صلاح الدين التاريخي.
فيما قال الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب لـ “معراج”: “الاحتلال يقوم بخطوات تصعيدية في المسجد الأقصى المبارك بهدف فرض السيادة الكاملة عليه”.
وكشف عن محاولات جماعات الهيكل الحثيثة لأسرلة وعبرنة وتهويد المسجد الأقصى المبارك بكل الطرق الممكنة، من أجل فرض السيادة الكاملة عليه.
هوية ثابتة
وأوضح الحموري أن هوية المسجد الأقصى المبارك ما زالت إسلامية ثابتة، رغم كل تلك المحاولات الحثيثة من حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل لفرض وقائع جديدة فيه، وتغيير هويته من إسلامية خالصة إلى يهودية.
وأكد أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى إسلاميًا خالصًا مهما تمادى الاحتلال ومستوطنيه، بفضل إرادة الفلسطينيين وصمودهم أمام كل تلك الجرائم.
من جهته أشار أبو دياب لأن المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، يحاولون استفزاز مشاعر المسلمين ومرابطي الأقصى، بهدف كسر عزائمهم وإحباطهم، وتمثل في ذلك بأداء رقصات استفزازية وتوجيه شتائم مباشرة، ودخول نساء المستوطنين بلباس فاضح، إلا أن المرابطين تفطنوا لهذه الاستفزازات واستقبلوها بمزيد من الصمود والثبات فانقلب السحر على الساحر وتمكنوا من إغاظة المستوطنين وإفشال مخططاتهم، مؤكدين بذلك أنهم ما زالوا صامدين ومتمسكين بحقهم في مسجدهم المبارك.
ودعا إلى شد الرحال والرباط في الأقصى وإعماره، للتأكيد على هويته الإسلامية الثابتة، ولإفشال كامل مخططات الاحتلال التي تهدف إلى تمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني وصولًا إلى إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.