أدانت هيئات وشخصيات مقدسية وفصائل فلسطينية ومنظمات دولية، الاعتداءات السافرة المستمرة بحق المسجد الأقصى المبارك والتي يقودها الاحتلال الاسرائيلي بشكل ممنهج وخطير، ضارباً بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية.
وكانت حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” قد عقدت يوم أمس الأحد، اجتماعها الأسبوعي في أنفاق حائط البراق وأسفل المسجد الأقصى المبارك للمرة الثانية بعد أول اجتماع لها عام 2017، وصادقت خلال اجتماعها على مشاريع تهويديه في المدينة في الذكرى السادسة والخمسين لاحتلالها وفي مقدمتها خطة خمسية من عام 2023 لغاية 2027 لتطوير العمل فيما يسمى مشروع الخوص المقدس التهويدي، كما رصدت ميزانيات ضخمة لتهويد القدس المحتلة وتعزيز الاستيطان.
وفي صبيحة ذات اليوم، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، وهي المرة الثانية منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي لكيان الاحتلال.
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، في القدس أكد أنّ كل التدابير التشريعية والإدارية للاحتلال وكافة الانتهاكات والإجراءات المحدثة على واقع المدينة المقدسة ومقدساتها وأوقافها الإسلامية والمسيحية “لاغية وباطلة لن تكسب المعتدي أي حق”.
وشدد المجلس في بيان له، أنّ المسجد الأقصى المبارك سيبقى بكافة مكوناته مسجدًا إسلاميًّا خالصًا للمسلمين وحدهم إلى جانب الأملاك الوقفية في القدس رغم عبث العابثين.
وقال البيان: إنه “في اقتحام سافر وتدنيس لرحاب المسجد الأقصى المبارك عاد واقتحم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال ومخابراته، واهمًا أنّ اقتحامه للمسجد وأداء طقوسه التلمودية وإطلاق تصريحاته التحريضية ستحقق أحلامه وأهدافه الرامية لتهويد المسجد الأقصى، غير مدرك لتبعات ومآلات هذه الاستفزازات والعبث بالمسجد الأقصى المبارك”.
وأشار إلى خطورة دعوة حكومة الاحتلال لعقد اجتماعها صباح اليوم في منطقة حائط البراق على السور الغربي للأقصى، في رسالة تصعيدية واضحة وممنهجة ضد تاريخ وتراث المدينة العربي الإسلامي الأصيل.
وطالب مجلس الأوقاف الهيئات والمرجعيات الإسلامية والدول الاسلامية والعربية بالإيفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها نحو المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، بتوفير الحماية الفورية لأهل القدس.
وفي هذا الصدد قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة، إنّ الاقتحام الهمجي الذي نفَّذه وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير برفقة مجموعة من المستوطنين المتطرّفين لساحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأحد؛ تأكيدٌ على عمق الخطر المُحدق بالأقصى في ظل هذه الحكومة الصهيونية الفاشية وصلف وزرائها من اليمين المتطرّف.
وأضاف حمادة في بيان صحفي: “إننا أمام هذا الإمعان في العدوان على أطهر بقاعنا وأقدس مساجدنا نؤكد أنّ شعبنا لديه من الإصرار ما هو أكبر وأطول نفسًا من الاحتلال، ولن يستسلم شعبنا أمام هذا العدوان، ولن نترك الأقصى وحيدًا”.
وحمَّل حمادة الاحتلال المجرم كامل تبعات هذا الاعتداء الهمجي، داعيًا أبناء شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى تكثيف الرباط بالأقصى وشدِّ الرحال إليه، وتسييجه بالمُقل والأرواح والمُهج، والوقوف سدًّا منيعًا أمام كل محاولات تدنيسه وتهويده.
من جهته، حذَّر عضو مكتب مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، شعيب أبو اسنينة، من خطورة تصاعد الاستيطان والانتهاكات التي تتعرَّض لها القدس يوميًا.
وشدَّد على ضرورة التحرّك لحماية القدس والمسجد الأقصى من هذه الانتهاكات المتواصلة، مشيرًا إلى أن القدس هي وديعة للفلسطينيين وأنه ليس لديهم خيار سوى الدفاع عنها ومواجهة المستوطنين المجرمين.
ومن جانبه، أوضح رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، أن ما يحدث في المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات تشجّع المستوطنين على تصعيد التطرف تجاه الأقصى والقدس بشكل عام.
ونبَّه إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار مخطَّط منظَّم يُشرف عليه بن غفير وسموتريتش، بهدف تحقيق مستوى جديد من التحدي، لافتًا إلى أن بن غفير يسعى لإرسال رسالة للمسلمين بأنه قادر على القيام بخطوات أكثر تطرفًا، مثل اقتحام أبواب المسجد الأقصى، وأن هذه الرسائل مرتبطة بمخطَّطات حكومة الاحتلال ومنظَّمات الهيكل.
وفي ذات السياق، عبّرت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها من الزيارة التي وصفتها بالاستفزازية التي تمت الأحد إلى الحرم القدسي الشريف وما صاحبها من خطاب تحريضي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان صدر عنها، الليلة الماضية، أنه لا يجوز استخدام المواقع المقدسة لأغراض سياسية، وإن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى احترام قدسية تلك المواقع، وتأكيد الدور الخاص للأردن كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
كما رصدت “معراج” في ذات الصدد أيضاً، إدانات عربية ودولية واسعة كانت أبرزها من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي ودول كـ (قطر والسعودية وتركيا والامارات والبحرين وفرنسا) لاقتحام مسؤول إسرائيلي “ايتمار بن غفير” للمسجد الأقصى المبارك، باعتباره انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، واستفزازًا لمشاعر المسلمين.