شهدت مدينة القدس المحتلة اليوم الأربعاء، غضبًا عارمًا وإضرابًا شاملًا، رفضًا لممارسات الاحتلال العنصرية، وللحصار المفروض على مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرقي المدينة لليوم الخامس على التوالي.
وعمّ الإضراب الشامل شوارع المدينة المقدسة، وبلداتها وأحيائها ومدارسها، وأغلقت المحلات التجارية، التزامًا بقرار العصيان المدني التضامني.
وأغلقت البلدة القديمة أسواقها ومحلاتها التجارية، بالإضافة لإغلاق الطرقات الداخلية في بلدتي الطور والعيساوية، وجرى إغلاق مدخل مخيم قلنديا شمالي القدس، والطرق المؤدية للحاجز العسكري.
وأشعل الشبان الإطارات وأغلقوا شوارع بلدة كفر عقب شمال القدس، تضامنًا مع شعفاط وعناتا، وعمت المواجهات بلدتي العيساوية وحي بئر أيوب في بلدة سلوان، بالإضافة لمخيم شعفاط وبلدة عناتا، وسط إطلاق قوات الاحتلال للقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت صباح اليوم، بلدة العيساوية، واعتلت سطح مسجد الأربعين في البلدة، وأسطح المباني المحيطة فيه، وأزالت صورة الشهيد فادي علون.
وأوضحت المصادر أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز بكثافة، وسط تواجد لسيارة المياه العادمة في المنطقة، لافتين إلى أن البلدة تشهد إضرابًا تجاريًا وتعليميًا.
وفي بلدة الطور، أعطب مستوطنون اليوم، مركبات مقدسيين في حي الصوانة بالبلدة، والتي تشهد أيضًا إضرابًا احتجاجيًا.
ويعيش نحو 130 ألف مقدسي في شعفاط وعناتا أوضاعًا كارثية وصعبة، وعقابًا جماعيًا، حول حياتهم إلى “سجن كبير”، مُكبل بقيود مشددة وحواجز حديدية، محاطة بالمكعبات الإسمنتية.
وتشهد المنطقة المستهدفة شبه شلل تام بالحياة اليومية والتعليمية، إذ احتجب مئات الطلاب عن الذهاب إلى مدارسهم بسبب الأوضاع الأمنية السائدة.
وتماطل شرطة الاحتلال في السماح بتنقل الأهالي والمرضى عبر الحاجز العسكري المقام على أراضي المخيم، مما يتسبب بحدوث أزمات مرورية خانقة، بالإضافة إلى منع دخول سيارات الاسعاف وملاحقة المسعفين والمراكز الطبية.
ومساء الثلاثاء، أعلن أهالي مخيم شعفاط البدء بعصيان مدني مفتوح، حتى إنهاء الحصار المفروض عليهم منذ أيام، ورفضًا لممارسات الاحتلال بحقهم، عقب عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري مساء السبت الماضي، والتي أدت لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين.
وطالبت لجان المخيم في بيان، بمنع استعمال السيارات بعد الساعة العاشرة مساءً إلا للحالات الطارئة، وعدم خروج العمال للعمل ابتداءً من اليوم كـ “عنوانٍ للكرامة”.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، إضرابًا شاملًا اليوم، استجابة لنداء أهالي مخيم شعفاط، بما يشمل كافة مناحي الحياة بما فيها المواصلات العامة والتأكيد على التوجه للحواجز رفضًا للحصار.
ودعت، المؤسسات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وكل الجهات الدولية العاملة في فلسطين إلى الوقوف عند مسؤولياتها برفع الظلم والحصار المفروض على القدس ومخيماتها وضرورة زيارة المناطق المستهدفة والاطلاع على حجم الاستهداف لها.
ولم تتوقف اعتداءات سلطات الاحتلال عند ذلك، بل تصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، واستفزازاتهم بأداء الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته، وعند أبوابه، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، ناهيك عن الاعتداء على المرابطين والمرابطات وفرض قيود على دخولهم للمسجد وإبعادهم عنه.