قال الناشط المقدسي ماهر الصوص، إنه رغم أن غلاة المستوطنين قاموا بالتحضير لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة رأس السنة العبرية، وانتهاز الفرصة لتدنيس المسجد الأقصى، ومحاولة ايجاد موطئ قدم لهم داخل الأقصى، لكننا لامسنا تراجع كبير في وتيرة الاقتحامات من حيث الأعداد وممارسات القمع التي صاحبتها.
وأضاف الناشط الصوص في حديثٍ خاص لـ معراج: “لامسنا هذا اليوم تراجعاً في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، وتراجعاً أيضا في قوة وشدة القمع الإسرائيلي المرافق لهذه الاقتحامات من قبل شرطة الاحتلال”، لافتاً إلى أن الاعتداءات كانت ملجمة بقيود داخل الأقصى وكانت وتيرتها منخفضة نسبياً “بدون ضرب، بدون سحل” وهذا الأمر كان لافتاً للنظر حسب وصفه.
وأوضح أن سلطات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية والأمنية لتأمين هذه الاقتحامات بسلام، فوضعت 4 حواجز عسكرية للعبور للمسجد الأقصى من منطقة باب العامود وحتى داخل المسجد الأقصى، وقامت بإجراءات التدقيق والتفتيش وفحص الهويات على هذه الحواجز”.
وحول أسباب هذا التراجع أشار الصوص إلى أن هذا المشهد يقودنا للوقوف على عدة أسباب، أولاها ردة فعل المقدسيين وثباتهم ورباطهم في المسجد الأقصى والذي أثر إيجابياً على تراجع أعداد المستوطنين المقتحمين”، مشيراً إلى أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة لم تؤلِ جهدا في دفع المستوطنين للاقتحامات فقد وفرت لهم المواصلات المجانية ناهيك عن إعطاءهم مبالغ مالية مقابل الامشاركة في الاقتحامات.
وأكد الصوص أن نتائج معركة سيف القدس أيضاً ومعادلة الردع التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بدت واضحةً وجليةً في هذا اليوم، فالاقتحامات لم تشهد سوى ممارسة لبعض الطقوس والصلوات التلمودية على مداخل الأقصى وبأعداد محدودة ومقيدة، ولم يكن هناك أي اقتحام للمصلى القبلي، أو مشاهد مستفزة وَي كأن رسالة المقاومة قد وصلت.
وأضاف: “الجانب الآخر، تمثل بالعنصر الضاغط من الدول المحيطة وعلى رأسها الأردن وتركيا، والذي جاء على هامش اللقاءات الأخيرة التي جمعت رئيس وزراء دولة الاحتلال برؤساء هذه الدول، والذين أوصوا جميعاً بعدم تصعيد الأوضاع في المسجد الأقصى.
ولفت الناشط المقدسي إلى أن حجم المقاومة المتصاعدة في القدس والضفة الغربية، أسهم أيضاً في تراجع أعداد المقتحمين من جانب نفسي، بعد التهديدات المقدسية التي انطلقت وأعلنت أنها ستتصدى للاقتحامات بأي ثمن.
وحول طقوس النفخ بالبوق، أوضح الصوص أن هناك معلومات قد وردت بالأمس كانت تشير إلى أن الاحتلال سيمنع الإقدام على هذا الأمر داخل المسجد الأقصى، إلا أننا شهدنا ممارسة لهذا الطقس بدافعٍ فردي وليس بالتنسيق مع الشرطة، وشاهدنا سعي شرطة الاحتلال لمنع تكراره.
وشدد الناشط المقدسي على أن وسيلة الدفاع عن الأقصى داخل باحاته لا تكن إلا بالرباط والتكبير والتهليل وإثبات الوجود، وإن تجاوز هذا الأمر حداً معيناً فسيتحول الأقصى إلى ثكنة عسكرية وساحة حرب على يد قوات الاحتلال الصهيونية بذريعة أي حدث سيكون خارج هذا الإطار وهذه الحدود.