أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الثلاثاء عن الأسير المقدسي من بلدة أبو ديس، لؤي قريع (45 عاماً) بعد قضائه 7 سنوات في سجون الاحتلال.
وكان الأسير قريع قد اعتقل على إثر تنفيذه عملية إطلاق نار عند حاجز الكونتينر شرق مدينة القدس المحتلة عام 2016 وقبع طيلة فترة محكوميته في سجن ريمون برفقة عدد كبير من الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.
والأسير لؤي قريع هو أب لـ 5 أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 16 عاما وأصغرهم 8 أعوام، أصيب لحظة اعتقاله بـ 5 رصاصات، وتلقى العلاج في السجون، كما تعرض في آخر فترات محكوميته للعزل الانفرادي مدة 58 يوما، وخاض عدة إضرابات عن الطعام لمؤازرة الأسرى في السجون.
وفي حوارٍ خاص أجرته “معراج” مع الأسير لؤي قريع فور خروجه من السجن، قال قريع أنه كان يتعرض وجميع الأسرى القابعين في سجن ريمون إلى حملة شرسة من التعذيب والقمع المتواصل على يد قوات الاحتلال.
ولفت الأسير قريع إلى أن مدة اعتقاله كانت 7 سنوات قضى منها عامين ونصف في سجون السلطة الفلسطينية ثم حاول الهروب وتمكن من ذلك، لتقوم قوات الاحتلال فور ذلك في شهر يناير 2018 باعتقاله مرة أخرى حتى إتمام محكوميته الكاملة التي قضتها سلطات الاحتلال.
وأشار إلى أنه وعلى إثر عملية الهروب خضع لظروف اعتقال خاصة في سجون الاحتلال تحت مسمى أو مصطلح “سجاف”، وهو مصطلح يطلقه الاحتلال على الأسير الذي يشكل خطر أو حاول الهروب قبل ذلك، لافتاً إلى أن هذه الظروف تمثلت بوضع جنود الاحتلال قيود مضاعفة في يديه وقدميه، ونقله للمحاكم بطريقة خاصة أكثر تشديد من الأسرى الآخرين.
وسرد الأسير قريع خلال حديثه لمعراج، إحدى حوادث القمع الشرسة التي تعرض لها أسرى سجن ريمون أواخر عام 2019 والتي وقعت على إثر اكتشاف قوات الاحتلال هواتف تم تهريبها من قبل مجموعة من الأسرى إلى داخل زنازين السجن.
وأوضح أن قوات الاحتلال آنذاك شنت حملة شرسة على جميع الأقسام، وتم نقل غالبية الأسرى تعسفياً إلى سجن نفحة الصحراوي والذي يصنف على أنه أشد السجون الإسرائيلية قسوةً، ولفت إلى أن الأسرى تعرضوا حينها لظروفٍ بالغة القسوة في ظل طقس شديد البرودة، وتركهم في غرف انتظار لا تصلح للاستخدام الآدمي لساعات طويلة وحرمانهم فيها من الأكل والماء والأغطية.
كما أشار الأسير قريع إلى حملة التنكيل القاسية التي تعرض لها الأسرى على إثر هروب أسرى سجن جلبوع في السادس من سبتمبر الماضي، وقال ان إدارة السجون في أعقاب تنفيذ عملية نفق الحرية وفرار الستة أسرى، تعرض الأسرى لهجمة همجية، الا انهم استطاعوا التوحد خلف مطالب الحركة الأسيرة بإجماع وطني في السجون بعد إضراب عن الطعام استمر 55 يوماً تكلل بكسر قرارات الاحتلال وانتصار إرادة الأسرى وتحقيق مطالبهم والتي كان أبرزها عودة الأسرى إلى أقسامهم بعد نقلهم بشكل تعسفي.
وختم الأسير لؤي قريع حديثه لمعراج برسالة الأسرى القابعين خلف سجون الاحتلال، رسالة “الأمل في الحرية” كما وصفها الذين لازالوا يتشبثون بأمل تحقيق “صفقة أحرار” جديدة تخرجهم من ظلمة هذه الزنازين وتعيدهم إلى أحضان أوطانهم وعائلاتهم وخص منهم أسرى الأحكام العالية ممن أصبحوا مدارساً في الثبات والصمود.
وأشار الأسير المحرر قريع إلى أن هؤلاء الأسرى يتوقون للحظة الإفراج والحرية ومنهم من فقد والده ووالدته ولم يستطع حتى أن يودعهم أو أن يقبل جبينهم، ولا زالت سجون الاحتلال وجدرانه القاسية تسرق يوماً بعد يوم سنينا من عمره وشبابه .