أكد الباحث في علوم المسجد الأقصى، رضوان عمرو، اليوم السبت 2 يوليو، أن المسجد الأقصى في خطر دائم وغير مسبوق، ومنع الاحتلال من ترميم الأجزاء المتهالكة التي تتساقط منها الحجارة يوما بعد يوم يعني خطر أعظم، محذرا من انهيارات أكبر اذا ما استمر الصمت على هذا الأمر بهذه الطريقة.
وقال الباحث عمرو في حديثٍ خاص لـ “معراج”: “في الآونة الأخيرة وتحديدا في الأسبوعين الماضيين تساقطت حجارة من الباب المزدوج الموجود تحت المصلى القبلي في ثلاثة حوادث منفصلة ومتتالية من هذه الأعمدة التاريخية والتي تعتبر أقدم أعمدة في المسجد الأقصى المبارك”.
وأشار عمرو إلى أن هذه الأعمدة كانت موجودة منذ عهود الأنبياء السابقين وفي ليلة الإسراء والمعراج دخل النبي عليه الصلاة والسلام تحديدا من هذه البوابة، “بوابة الباب المزدوج” في الأقصى القديم، ورآها ووصف لنا بعض مما فيها بعد رحلة الإسراء والمعراج.
وتابع: “يوجد فضاءات سفية تحت هذا الباب على شكل آبار وممرات للمياه منحوتة في الصخور، وضع الاحتلال نصب أعينه أمر العبث بهذه المنطقة منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967، بل إن حراس المسجد الأقصى المبارك ضبطوا ذات مرة وزير الدفاع الصهيوني الذي احتل الأقصى عام 1967 “موشيه ديان” في داخل شبكة الأنفاق وتحت هذا الباب تحديدا ووجدوه قد وصل برفقه جنوده إلى داخل أحد الآبار في المصلى القديم تحديدا عند هذا البوابة ثم أغلق حراس الأقصى هذا الممر الصخري تحت هذه الأعمدة”.
وأوضح الباحث عمرو أن هذا الموضع ليس الوحيد الذي تتساقط به حجارة الأقصى، بل رأينا تساقط للحجارة من الجدار الغربي للمسجد ورأينا أيضا تساقط للحجارة في داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى في محراب المدرسة الأشرفية وباب السلسلة وباب السكينة، وفي إحدى الشرافات التي كانت في داخل احدى المدارس، ناهيك عن التصدعات وتساقط الحجارة من محيط الأقصى من الجهات الأربعة وتحديدا السور الشرقي.
الترميم ودور الأوقاف في ذلك
ولفت عمرو خلال حديثه لـ “معراج” إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة تعلن دائما عن محاولاتها في ترميم الأجزاء المتهالكة في المسجد الأقصى لاكن الاحتلال يمنعها، والحقيقة أن الاحتلال يتحكم في أبواب المسجد عبر منع إدخال مواد الترميم وهذا ابتداءً، كما أنه يعطل مشاريع كثيرة للأوقاف، ناهيك عن احتكار ومحاولات التدخل في ترميم الأسوار الخارجية للأقصى.
وأشار إلى أنه سمح للأوقاف بترميم أجزاء معينة من السور الجنوبي والشرقي للأقصى في وقت معين قبل سنوات ثم تم منعها، لافتا إلى أن الاحتلال يزعم أنه يتولى القيام بأعمال ترميم في السور الغربي للمسجد الأقصى وفي الحقيقة ما يفعله هو أعمال تخريب.
وشدد عمرو على أن هناك أصوات متصاعدة في الشارع المقدسي تطالب الأوقاف باتخاذ موقف أكثر حزما، وبدأت تلتلفت إلى أن الأوقاف ذات سلطة ووصاية على المسجد الأقصى وهي امتداد لدول وحكومة، وهناك لقاءات واجتماعات مستمرة توصف بالدافئة بين المملكة وحكومة الاحتلال، وهناك تفاهمات على قضايا كبيرة، متسائلا أنه لماذا يتم إقصاء الأقصى من هذه التفاهمات التي تقتضي إعطاء الأوقاف دورها وحقها في إدخال مواد الترميم للمسجد الأقصى؟؟