قال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، إن لمشروع الاقتحامات المتكرر بالمسجد الأقصى خلفيات وأبعاد، فالاحتلال يعمل وفق مشروعٍ استراتيجي في تصاعد دائم يتدحرج ككرة الثلج منذ عام 1967، واليوم يريد الاحتلال أن يحصد نتائجه عبر الهيمنة على كل أجزاء المدينة المقدسة.
وأكد الشيخ بكيرات خلال حديثٍ خاص لـ “معراج” اليوم السبت، أن الاحتلال يسعى للقضاء على الجذور الإسلامية والعربية في مدينة القدس والمسجد الأقصى تحديداً، فهو يريد محو أي جذور يتنمي إليها الأقصى من حيث القداسة، وتنتمي إليها مدينة القدس من حيث الهوية والتاريخ، وصولاً إلى إثبات أن القدس والمسجد الأقصى ما هما إلا مدينة يهودية بهيكل مزعوم.
وأشار بكيرات إلى أن الاحتلال أكد مرارًا سعيه لمحو أي وجود معماري في مدينة القدس عبر تصريحات قادته المتكررة: ” إن وصلنا إلى القدس فلن نترك بها أي أثر غير يهودي”، إضافةً لسعيه إنهاء أي وجود بشري يحمل هوية عربية وإسلامية عبر إحلاله للمستوطنين وإبعاده للمقدسيين وطردهم من مدينتهم.
ولفت إلى حرص الاحتلال في الأعوام الأخيرة على تقديم الرواية التوراتية وحجب الرواية القراءانية عبر العديد من المظاهر التي يحاول المستوطنون إثباتها عبر اقتحاماتهم، كالقرابين، الهيكل، الأعياد التوراتية، الصلوات التلمودية، السجود الملحمي وغيرها.
وأوضح قائلاً: “نستطيع أن نعي من إصرار الاحتلال على تنفيذ مزيد من الاقتحامات بشكل يومي، رغبته في تنفيذ مشروعه ذو الخطة الثلاثية التي تقضي بمزيد من إبعاد الوجود البشري ذو الهوية العربية والإسلامية ، ومزيد من فرض الرواية التوراتية، ومزيد من خنق الأقصى والمعالم الإسلامية بمزيد من الاستيطان”.
وشدد بكيرات على ضرورة مقاومة هذا المخطط الثلاثي الصهيوني بمخطط ثلاثي فلسطيني يقف في وجهه، وذلك أولا عبر منع دولة الاحتلال من المساس بالأقصى أو أي وجود معماري بالقدس، والمحافظة عليه وترميمه وإحياءه، وثانياً الحفاظ على الوجود البشري في المدينة المقدسة عبر شد الرحال إليها وإعمار مسجدها وأسواقها وأزقتها وحاراتها، وإنعاشها أيضاً بمزيدٍ من التدفق البشري كما حدث في شهر رمضان المبارك.
وتابع: “ثالثاً يجب علينا تعميق روايتنا الفلسطينية بشتى السبل، سواءً عبر الإعلام أو عبر خلق حاضنة فلسطينية عامة تعي بأن القدس هي عاصمة الشعب الفلسطيني بكل ما فيها وما دامت هذه العاصمة بخير فالقضية بخير، أو عبر تعميق الحاضنة الإسلامية والعالمية حولنا ما استطعنا إلى أن نفشل هذا المشروع بمشيئة الله تعالى”.