لطالما حاول الاحتلال أن يرتدي عباءة الإنسانية، ويتظاهر أمام العالم بأنه الصدر الحنون لقضايا الإنسان، وبذل في سبيل غسل عقول العالم ملايين الدولارات بل المليارات، إلا أنه وبعد كل هذا الإنفاق على تجميل صورته، يظهر بمظهره الحقيقي، ويشن عدوانا خطيرًا ليس على جيوش منظمة، ولا على فصائل مسلحة، إنما على ستة طلبة من ذوي الهمم!
ففي القدس، تحديدا في مدرسة مشفى إلين والتي تقع في الجانب الغربي المحتل من المدينة المباركة، يدرس 6 طلبة من ذوي الهمم في هذه المدرسة المجهزة للحالات الخاصة، والتي تكفل دراستهم في أجواء صحية ملائمة لأوضاعهم، وكانوا معتادين عليها، وتطمئن عائلاتهم بوجودهم فيها.
إلا أنه فجأة ودون سابق إنذار، يقرر الاحتلال فصل الطلبة الستة وإحالتهم إلى مدراس شرق القدس، غير المزودة برعاية صحية تضمن راحة وأمان هؤلاء الطلبة، الأمر الذي اعترض عليه الأهالي بشدة، وحاولوا بشتى الطرق إبطال هذا القرار، إلا أن الاحتلال أصر على كشف نفسه، وعقاب أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا بإعاقة صحية.
خطر كبير
عضو اتحاد أولياء أمور الطلبة السيد رمضان طه، يكشف لـ “معراج” الخطورة الكبيرة التي قد يتعرض لها الطلبة في حال إخراجهم من مدرسة مخصصة لحالتهم، إلى مدارس غير مجهزة للتعامل معهم في حال حدث أي طارئ، ما قد يعرضهم لخطر الموت.
ويوضح طه الحالة الصعبة لمدارس شرق القدس، حيث يواصل الاحتلال عدوانه على هذه المدراس في محاولة لإجبارها على تدريس المنهاج الإسرائيلي، إلا أنها متمسكة بمنهاجها العربي الفلسطيني، ما جعلها تتعرض لإهمال البلدية الاحتلالية، بل ومهددة بفرض عقوبات.
ويبين كيف أن مدارس شرق القدس تتعرض لإهمال خطير وكبير، بالمقارنة مع مدارس غرب القدس المتطورة والمزودة بكل الإجراءات الصحية الجسدية والنفسية.
ويؤكد أن هذا الإهمال في مدارس شرق القدس، جعلها أمام تحديات صعبة، ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال احتضان هؤلاء الطلبة أو توفير رعاية حقيقية لهم.
عنصرية الاحتلال
ويكشف طه أن حكومة الاحتلال تتعامل بعنصرية كبيرة، بين طلبتها وطلبة أهالي القدس، وتتعمد التمييز والتفريق بينهم، فالطلبة في غرب القدس يتمتعون بامتيازات كبيرة، على الصعيد العلمي والنفسي والترفيهي والصحي، على العكس تماما فإن الطلبة في الجانب الشرقي يدرسون في بيئة غير ملائمة، وظروف صعبة، ويتحملون ضغوطات كبيرة.
وفي إحدى مدارس القدس، سقط سور المدرسة وشكل خطرًا كبيرًا على الطلبة إلا أن بلدية الاحتلال لم تتخذ أي إجراءات إزاء إعمار السور أو تصليحه، بل وصل بها الأمر إلى مساومة المدرسة على تدريس المنهاج الإسرائيلي مقابل إعمار السور الذي يهدد حياة الطلبة.
ولم يكتفِ الاحتلال عند هذا وحسب بل حاول غسل عقول الطلبة المقدسيين من خلال إنشاء مخيمات صيفية ترفيهية، بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من طلبة القدس، ثم تمرير مخططاتهم التهويدية إلى عقولهم، فالاحتلال الذي عجز عن غسل عقول الجيل الحالي، يحاول أن يغسل عقول الجيل الجديد من خلال هذه الفعاليات التي يبدو ظاهرها حسن لكن باطنها خبيث.
وفي ظل كل هذه العنصرية التي تتبعها حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو، وبتحريض بن غفير، فإن كل طلبة القدس تحت الاستهداف وتحت التهديد، فمن يتعدى على طالبات في وضع صحي خاص وخطير، يمكنه أن يفعل أي شيء، فسجله التاريخي عامر بالإرهاب والإجرام.
دعوات لإبطال القرار
وأكد طه أنه من الضروري جدًا إبطال هذا القرار الجائر بحق الطلبة من ذوي الهمم، وذلك لأنه لا يوجد أي مدرسة قادرة على احتضانهم بسبب وضعهم الصحي الذي يتطلب وجود مدرسة خاصة.
ووجه أهالي الطلبة دعوات مستمرة، للمطالبة بإلغاء هذا القرار والنظر بعين الرحمة والإنسانية لهؤلاء الأطفال، ومراعاة حالتهم وعدم حرمانهم من حقهم بالتعليم.
وطالبوا بنشر قضية أبنائهم على أوسع نطاق، للضغط على الاحتلال وأصحاب القرار فيه، لإبطاله وإعادة أبنائهم الطلبة إلى المدرسة التي اعتادوا الدراسة فيها، والتي تراعي حالتهم الصحية، وتستطيع التعامل معهم في حال حدوث أي طارئ.