يواصل المستوطنون اعتداءاتهم بطرق مختلفة على المقدسيين، أقل ما يمكن وصفها بأنها همجية، تخالف كل معايير حقوق الإنسان، واحترام الخصوصية والملكية.
اعتداءات تنوعت بين حرق وضرب واعتداء واختطاف، ووصلت إلى درجة القتل، كما حدث مع الطفل المقدسي محمد أبو خضير، وعائلة دوابشة، التي أحرقتها عصابات المستوطنين وهي آمنة في منزلها، ليموت الأب والأم والابن ويبقى طفل وحيد شاهد على هذه الجريمة النكراء.
آخر هذه الاعتداءات كان إقدام عصابات المستوطنين على حرق مساحات شاسعة من أراضي المقدسيين الزراعية في بلدة بدو شمال غرب القدس المحتلة، قرب جدار الفصل العنصري.
دوافع الاعتداءات
الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب، يكشف لـ “معراج” أسباب إحراق المستوطنين لمساحات زراعية شاسعة من أراضي المقدسيين، وهي حسب قوله ملخصة بدوافع انتقامية من الفلسطينيين.
أسباب أخرى كشفها أبو دياب، تتمثل بحقدهم الدفين على المقدسيين لدرجة أنهم لا يريدونهم أن ينتفعوا من أي أرض زراعية، فجاء الحرق حتى لا ينتفعوا من محصولهم الزراعي، وكذلك حتى يهجر أصحاب الأراضي أراضيهم فيسهل السيطرة عليها وسرقتها.
أشياء من شأنها أن تمنع وصول المقدسيين لأراضيهم خاصة المحاذية للبؤر الاستيطانية، وهو ما يسهل على المستوطنين ضمها وتوسعة بؤرهم ما يؤهلهم للاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي، والتوسع الجغرافي على حساب التضييق على الفلسطينيين وخنقهم وسط أحزمة من المستوطنات.
دعم حكومة الاحتلال
ويوضح أبو دياب، أن الاحتلال يدعم المستوطنين في اعتداءاتهم ويسهل عليهم هذه الانتهاكات الخطيرة، من خلال توفير الحماية لهم، وضمان عدم العقاب بعد ارتكابهم أي جريمة، بل حتى حمايتهم في كثير من الأحيان من انتقام الفلسطينيين أو التصدي لهم.
وقد سجلت العديد من الحالات التي وفرت قوات الاحتلال فيها الحماية للمستوطنين، أبرزها تأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، والتي تجري على مدار خمسة أيام أسبوعيًا، من الأحد حتى يوم الجمعة.
وكذلك تأمين اعتداءات المستوطنين على الأهالي في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والذي يشهد تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين ضد أهالي الحي، في محاولة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من منازلهم، لإفراغ الحي من ساكنيه العرب، والسيطرة عليه من عصابات المستوطنين.
إجراءات خطيرة
وفي سبيل مواصلة المستوطنين لاعتداءاتهم، فإنهم يتبعون إجراءات من شأنها أن تشكل خطرًا كبيرًا على أهالي القدس، تتمثل بإجراءات قانونية من خلال استغلال ثغرات قانونية في الأوراق الرسمية التي يمتلكها المقدسيون لمنازلهم، ومن شأن هذه الثغرات البسيطة في غالب الأحيان أن تقلب الأمور، وتدين صاحب المنزل بل وتطرده من أرضه، في ظل وجود قضاء صهيوني متحيز للاحتلال ومستوطنيه.
وقد استطاع المستوطنون السيطرة على عدد من منازل المقدسيين بهذه الطريقة، كان آخرها منزل عائلة صب لبن في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس، حيث سيطر المستوطنون على المنزل بعد أن أقرت حكومة الاحتلال أن ملكية المنزل تعود لليهود قبل عام 1948 استنادًا على أدلة غير صحيحة.
وكذلك إجراءات عدوانية، كالاعتداء المستمر على الأهالي وإلقاء الحجارة على منازلهم، وتخريب محتوياتهم، وإحراق مركباتهم، وتصل لحد اختطاف أبنائهم وتعذيبهم.
ورغم انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم الخطيرة إلا أن المقدسيون ما زالوا متشبثين بأرضهم ومنازلهم ويرفضون الخروج منها إلا قسرًا في تحدٍ واضح للإجرام الصهيوني المتواصل على المدينة المباركة.