نشرت شبكة “معراج” اليوم، الإصدار الثاني من نشرتها الشهرية “مرصاد” التي سلّطت الضوء من خلالها كافة الأحداث التي جرت في مدينة القدس المحتلة على مدار شهر أكتوبر 2022.
وجاء في نشرة “مِرصَاد” جملة من الاعتداءات والانتهاكات والإجراءات التعسفية اليومية التي انتهجتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والمدينة المقدسة على عدة أصعدة والتي واجهها المقدسيون بثباتٍ وصمودٍ منقطع النظير.
شهداء المدينة المقدسة
الشهيد: فايز خالد دمدوم (18 عاما)
الشهيد: عدي كمال التميمي (24 عاما)
الشهيد: بركات موسى عودة (49 عاما)
خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول للعام 2022 وبحسب “مرصاد” فقد ارتقى 3 شهداء مقدسيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ففي الأول من هذا الشهر، استشهد الشاب فايز خالد دمدوم (18 عاما) إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال، في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه دمدوم، أثناء مروره بدراجته النارية بالقرب من مسجد المرابطين في العيزرية، ما أدى إلى إصابته برصاصة في عنقه، واستشهاده على الفور.
وفي 19 تشرين أول استشهد الفدائي المطارد عدي كمال التميمي منفذ عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط، بعد أن أصاب جنديا إسرائيليا بجراح بعملية إطلاق نار قرب مستوطنة “معاليه أدوميم” شرق المدينة المقدسة.
وفي 30 تشرين أول استشهد الفدائي بركات موسى عودة (49 عاما) من بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة، بعد أن نفذ عملية دهس في مدينة أريحا أدت إلى إصابة 5 جنود إسرائيليين بجراح.
الجثامين المحتجزة
في السياق ذاته، احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الشهر جثمان الشهيدين عدي التميمي وبركات عودة ورفضت تسليمهما لذويهم، وبذلك يرتفع عدد جثامين الشهداء المقدسيين المحتجزة لدى الاحتلال حتى نهاية تشرين أول 21 شهيدا.
وفي 27 تشرين أول نظم أهالي المدينة المقدسة مسيرة للمطالبة باسترداد جثمان الشهيد محمد أبو جمعة، وكافة جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، كما أعلن الأسير المقدسي سامر العيساوي إضرابه المفتوح عن الطعام رفضًا لاحتجاز جثامين الشهداء.
الإصابات
(174) مصابا برصاص الاحتلال وقنابله الغازية
ولتصاعد حدة المواجهات خلال شهر تشرين أول 2022، بحسب “مرصاد” دور كبير في ارتفاع عدد الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة بحق المقدسيين، وقد تم رصد أكثر من (174) إصابة خلال هذا الشهر، نتيجة إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز، بالإضافة إلى الاعتداء بالضرب المبرح وأعقاب البنادق.
وكانت أخطر الإصابات التي سجلت في مدينة القدس المحتلة لأحد الشبان خلال مرافقته للشهيد فايز دمدوم في الأول من
تشرين أول 2022، وفي 8 تشرين أول أصيب العديد بجراح مختلفة جراء قمع الاحتلال للمحتفلين بذكرى المولد النبوي الشريف عند باب العامود في القدس، بالإضافة إلى إصابة الطفل محمد رجب أبو قطيش (15 عاما) في 22 تشرين أول، وذلك بعدما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي صوبه في ملعب لكرة القدم في حي الشيخ جرّاح، حيث وصفت جراحه بالخطرة بعد أن تلقى أربع رصاصات في منطقتي القدم والكتف. وذلك بحجة الاشتباه في طعن مستوطن.
وفي 28 تشرين أول اعتدى المستوطنين على الشاب مراد عدنان صري من سكان بلدة جبل المكبر، وذلك أثناء عمله في شارع يافا بالقدس المحتلة، ونقل على أثر ذلك للمستشفى لتلقي العلاج.
مخيم شعفاط.. 11 يوما حصار
في الثامن من تشرين أول 2022، نفذ الفدائي عدي التميمي عملية إطلاق نار على حاجز مخيم شعفاط، ما أدى لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة جنديين آخرين بجراح، أرتبك الاحتلال كثيرا من هذه العملية التي تمكن منفذها من الانسحاب بسلام، ونفذ حملة بحث مطولة وحاصر مخيم شعفاط وأغلق جميع الطرق المؤدية إليه في محاولة للامساك بالمنفذ،10 أيام والاحتلال بكافة أجهزته الأمنية يقف على قدم واحدة سعياً للوصول للمنفذ لكن دون جدوى.. وفي النهاية جاء الفدائي عدي التميمي ونفذ عملية أخرى على مسافة كبيرة من المكان الذي اعتقد الاحتلال أنه يختبئ فيه!
وخلال الحصار الذي فرضه الاحتلال على شعفاط، نفذ أهالي المخيم العصيان المدني، وواجهوا القوات المقتحمة للمخيم أكثر من مرة، فيما عم الإضراب الشامل شوارع المدينة المقدسة، وبلداتها وأحيائها ومدارسها، وأغلقت المحلات التجارية، التزاما بقرار العصيان المدني التضامني مع أهالي شعفاط، وأعلنت المساجد عبر مكبرات الصوت تنظيم وقفات تضامنية نصرة للمخيم، والتصدي لقوات الاحتلال في معظم نقاط التماس، وحاول الأهالي تضليل مخابرات الاحتلال بتكثيف ذكر اسم عدي عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية، وحلق رؤوسهم على “الصفر”، الأمر الذي أربك المنظومة الأمنية للاحتلال.
وفي أعقاب استشهاد الفدائي عدي التميمي منفذ عمليتي حاجز شعفاط ومعاليه أدوميم، التزمت القدس المحتلة وبلداتها بالإضراب الشامل. وفور انتشار خبر استشهاد التميمي، اندلعت مواجهات في جميع بلدات القدس، ونعته جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، ونُظمت وقفات تضامنية في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين، كما قام مواطنون وشخصيات وقادة فصائل وغيرهم بتأدية التحية العسكرية للشهيد التميمي، تلبية لنداء غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في القطاع، وتم إطلاق اسم دوار عدي التميمي على المنطقة التي استشهد فيها الفدائي عدي بالقرب من دوار مستوطنة “معاليه أدوميم”.
الاستيطان على أشده
(9) مخططات استيطانية تهدد بابتلاع المزيد من أراض
تصاعدت مشاريع الاستيطان بمدينة القدس المحتلة خلال تشرين الأول 2022، في محاولة لفتح المجال لزيادة أعداد المستوطنين في المدينة، وفيما يلي يسلط “مرصاد” الضوء على أبرز المشاريع الاستيطانية التي أعلن عنها الاحتلال خلال هذا الشهر:
- وضع حجر الأساس لجسر مشاة معلق فوق وادي الربابة في سلوان بطول 200 م، بهدف تحويل الوادي لمكان سياحي.
- مخطط لبناء مئات الوحدات الاستيطانية على أراضي قرى شعفاط، وبيت حنينا، وبيت صفافا، والولجة، وعين كارم، ولفتا، في مستوطنات “جيلو”، و”كريات مناحيم”، و”النبي يعقوب”، و”رموت” و”رمات شلومو”، و”بسغات زئيف”، حيث يهدف المخطط لإجراء تغييرات جذرية في البنية التحتية، في هذه المستوطنات، وربطها بما يطلق عليه “مشروع القدس الكبرى”، بالإضافة لربط الأحياء الاستيطانية بمحور السكك الحديدية الخفيفة، وشبكة الطرق الالتفافية التي تربط هذه المستوطنات مع شبكة الطرق الرئيسة في غرب القدس والعمق في الداخل، وربطها مع المستوطنات في الضفة والأحياء الشرقية بالقدس المحتلة.
- توسيع البؤرة الاستيطانية “شمعون هتصديق” ومضاعفة عدد المستوطنين في حي الشيخ جراح، من خلال 3 مشاريع استيطانية جديدة.
- تخصيص نحو 2 مليون شيكل لفتح النفق السري بجبل صهيون وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لسرد الرواية اليهودية.
- الترويج لمخطط تهويد سوق القطانين الملاصق للمسجد الأقصى وتحويله لكنيس يهودي مسقوف.
- تكثيف أعمال الحفريات وطمس الملامح لمئذنة قلعة القدس التاريخية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
- مخطط للتجديد العمراني في مستوطنة “معالوت الدفنا” بين مستوطنتي “تلة الذخيرة” في الشيخ جراح و “راموت”، ببناء 135 وحدة استيطانية جديدة.
- تصعيد زراعة “القبور الوهمية” في أراضي سلوان والأوقاف الإسلامية ” جنوب المسجد الأقصى قرب القصور الأموية.
اقتحامات الأقصى.. تصاعد ملحوظ
(8100) مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى وأدوا طقوسهم التلمودية
منهم (5525) مستوطنا خلال ما يسمى بـ “عيدي الغفران والعرش”
تواصلت اقتحامات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال تشرين أول 2022، ومنع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجد في أحيان كثيرة، بهدف فرض السيطرة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وشهد المسجد الأقصى المبارك اقتحامات غير مسبوقة خلال هذا الشهر، لا سيما خلال ما يسمى بـ “عيد الغفران” و “عيد العرش”، حيث شهد المسجد خلالهما انتهاكات كبيرة لقدسيته، وتنفيذ خزعبلات غير مسبوقة من قبل ما يسمى بجماعات “الهيكل” المزعوم، بدء بالسجود الملحمي، مرورا بإدخال القرابين النباتية، وليس أخيرا بمراسم الزواج والرقص وترديد الأغاني في باحات المسجد.
ويلخص “مرصاد” أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك خلال تشرين أول 2022 في ما يلي:
- إغلاق الطرق والشوارع المؤدية للمسجد الأقصى المبارك بالمكعبات الإسمنتية.
- اقتحام الأقصى في لباس “الكهنوت”.
- نفخ البوق “الشوفار”، خلال اقتحام المسجد الأقصى.
- تحديد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لمن هم دون الخمسين عام.
- إقامة رقصات تلمودية في باب السلسلة.
- أداء “السجود الملحمي أمام أبواب الأقصى لا سيما باب السلسلة.
- حمل ما يسمى بـ”قائد” قوات الاحتلال في المسجد الأقصى، قرابين نباتية يستخدمها اليهود في عيد العرش العبري، وأعلن للمستوطنين أن حمل القرابين النباتية عند أبواب المسجد الأقصى أصبح قانوني.
- الرقص وترديد الأغاني ورفع علم الاحتلال في باحات المسجد الأقصى.
وفي رصد لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر تشرين أول بلغ عدد المقتحمين نحو (8100) مستوطنا، فيما بلغت الاقتحامات (21) اقتحاما.
الإبعاد عن المسجد الأقصى
(46) قرار إبعاد منها (41) عن المسجد الأقصى و (5) عن مدينة القدس
صعد الاحتلال الإسرائيلي خلال تشرين أول 2022 من سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وبات اتباع هذه السياسة يأخذ منحى تصاعديا، لمعاقبة المرابطين والمرابطات، دون تفريق بين رجل وامرأة.
وبحسب ما رصده “مرصاد” فإن الاحتلال أبعد خلال هذا الشهر نحو (46) مقدسيا عن المسجد الأقصى، و(5)عن مدينة القدس المحتلة.
الاعتقالات
(292) حالة اعتقال في مدينة القدس
صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حملة الاعتقالات التي تستهدف المقدسيين، وذلك خلال تشرين الأول 2022، حيث بلغت الاعتقالات نحو (292) حالة، ويهدف الاحتلال من وراء سياسة الاعتقالات إلى إضعاف الصمود المقدسي في مواجهة إجراءاته، بالإضافة إلى إفراغ المدينة من أهلها، وقد لوحظ أن الاحتلال كثف من اعتقالاته خلال حصاره لمخيم شعفاط في محاولة للوصول إلى منفذ عملية حاجز شعفاط الشاب عدي التميمي، وأخضع الاحتلال معظم المعتقلين للتحقيق الميداني، واعتدى على بعضهم. وكان من بين المعتقلين، المرابطة المقدسية أسماء الشيوخي، وابنتها، و3 من أبنائها الشبان. وفي باحات المسجد الأقصى المبارك ومحيطه اعتقل الاحتلال عشرات الشبان لا سيما خلال موسم الأعياد اليهودية، كما اعتقل المرابطة المقدسية هنادي الحلواني. بالإضافة إلى والد وشقيق الفتى الجريح محمد أبو قطيش من ضاحية السلام.
اعتداءات المستوطنين
(66) اعتداءً نفذها قطعان المستوطنين
صعد قطعان المستوطنين من ممارساتهم القمعية وانتهاكاتهم واستفزازاتهم وتنكيلهم بالمقدسيين، واستهدافهم للأراضي والمحاصيل الزراعية، وخلق حالة من الرعب في صفوف السكان العزل، في الوقت الذي توفر فيه قوات الاحتلال الحماية الكاملة لهذه العصابات.
وخلال تشرين أول 2022، تجاوزت اعتداءات المستوطنين في المدينة المقدسية الأشكال المألوفة وأصبحت منظمة على شكل عصابات وجماعات تقتحم وتضرب وتصادر دون رادع أو مانع، حيث إنهم اعتدوا في كثير من الأحيان على المواطنين وأصابوهم في جراح، وكانت أبرز هذه الانتهاكات في14 تشرين أول عندما هاجمت مجموعات كبيرة من المستوطنين، المواطنين في حي الشيخ جراح، وحطموا زجاج عدة مركبات، وشارك في الهجوم عضو “الكنيست” ورئيس حزب “عوتسما يهوديت” المتطرف إيتمار بن غفير، الذي أشهر سلاحه صوب المواطنين، وتعاملت الطواقم الطبية حينها مع 20 إصابة في صفوف المقدسيين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 7 شبان مقدسيين.
وفي السادس من تشرين أول سرق قطعان المستوطنين ثمار الزيتون، في حي وادي الربابة بالقدس المحتلة.
كما لم يسلم المسجد الأقصى المبارك خلال تشرين أول 2022، من استفزازات قطعان المستوطنين الذين اقتحموه بشكل يومي، ومارسوا طقوسهم الاستفزازية في باحاته. وأيضا لوحظ تكثيف المستوطنين اقتحاماتهم لمقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ونفخ البوق فيها.
هدم وتجريف
(8) منازل هدمها الاحتلال بالقدس
خلال شهر تشرين أول 2022 أحصى تقرير “مرصاد” (8) عمليات هدم وتجريف في مدينة القدس المحتلة من بينها (7) عمليات هدم ذاتي، نتج عنها تشريد العديد من العائلات.
وفي 8 تشرين أول، أجبر الاحتلال عائلة “الحج يحيى” على هدم منزلها قسراً في حي وادي الجوز بالقدس تحت تهديد الغرامات الباهظة، وفي 13 تشرين أول أجبرت قوات الاحتلال عائلة الشاب المقدسي مروان حامد من بلدة صور باهر، على هدم منزله، تحت تهديد الغرامات المالية، بعد 3 سنوات فقط من سكنهم فيه.
كما كثفت سلطات الاحتلال من تسليم إخطارات هدم منازل المقدسيين، أبرزها في 6 تشرين أول 2022، عندما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الولجة المقدسية وسلمت إخطارات وقف بناء لعدد من الأهالي.
وفي محاولة لوقف قرار الاحتلال هدم مسجد قريتهم، في 15 تشرين أول، قدّم 60 مقدسيًا من قرية بيت صفافا جنوب القدس المحتلة، اعتراضًا أمام محكمة الاحتلال.
وفي 26 تشرين أول، أجبر الاحتلال عائلة رسمي العجلوني على إخلاء غرفة كانت تأويه وزوجته وطفلتيه في حارة السعدية بالقدس القديمة وأجبرتهم على هدمها قسراً.
وفي 28 تشرين أول، أجبر الاحتلال المقدسي إياد الإمام على هدم جزء من منزله في بلدة الطور، ومحمد راغب جعابيص من سكان جبل المكبر على هدم منزله قسرا، بالإضافة للمقدسي خالد صوان من نفس البلدة الذي هدم أساسات منزل قيد الإنشاء. وفي 29 تشرين أول أجبر الاحتلال المقدسي عبد الهادي أبو عيسى على هدم منزله في شعفاط، وعزام أبو عصب على هدم منزله في شارع صلاح الدين.
مقدسيون خلف أسوار السجن
(17) مقدسيين صدر بحقهم حكما بالسجن الفعلي
(22) مقدسيين صدر بحقهم دفع غرامات مالية
(26) مقدسيين صدر بحقهم حكما بالحبس المنزلي
(16) مقدسيين صدر بحقهم حكما بالسجن الإداري
كان لمحاكم الاحتلال الدور الأبرز في التضييق على المقدسيين وفرض أحكام جائرة عليهم، في محاولة لثنيهم عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فقد أصدرت هذه المحاكم العشرات من الأحكام الجائرة بحق المعتقلين المقدسيين، وتنوعت هذه الأحكام ما بين الحكم بالسجن الفعلي، وتجديد الاعتقال الإداري، وفرض غرامات مالية، والحكم بالحبس المنزلي، بالإضافة إلى تمديد اعتقال العشرات دون صدور أحكام بحقهم.
وفي 29 تشرين أول، أعلن الأسير المقدسي سامر العيساوي إضرابه المفتوح عن الطعام رفضًا لاحتجاز جثامين الشهداء وتضامناً مع أهاليهم.
ولعل صرخات الأسيرة فدوى حمادة كانت الأكثر ألما خلال شهر تشرين أول 2022، عندما قالت في رسالة لها إنها لا تعرف طعم الراحة ولا النوم داخل الزنزانة وتعاني من إهمال طبي ومماطلة في العلاج وأوجاع صعبة.
معركة الدفاع عن القدس
(217)عملية مقاومة ونقطة مواجهة
وأبرزها: عمليتي إطلاق النار التي نفذها الفدائي عدي التميمي في حاجز شعفاط و”معاليه أدوميم”
- (1) قتلى في صفوف الاحتلال
- (23) إصابة في صفوف الاحتلال
- (2) عمليات طعن
- (10) عمليات إطلاق نار
- (25) زجاجات حارقة
- (18) تصدى للمستوطنين
- (133) نقطة مواجهة
- (47) إلقاء مفرقعات نارية
القدس تثور من جديد.. هكذا كانت الأوضاع في مدينة القدس المحتلة خلال شهر تشرين أول 2022، فالمدينة المقدسة انتفضت في وجه الاحتلال الإسرائيلي واشتعلت فيها حدة المواجهات الليلية، ونفذت العديد من العمليات النوعية التي أربكت ليل المحتلين، وأدت عمليات المقاومة بالقدس لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة 23 جنديا ومستوطنا إسرائيليا. ولعل أبرز عمليات المقاومة في مدينة القدس المحتلة كانت 8 تشرين أول 2022، عندما ترجل الفدائي عدي التميمي ابن مخيم شعفاط لينفذ عملية إطلاق نار على حاجز مخيم شعفاط، ما أدى لمصرع مجندة إسرائيلية وإصابة آخرين بجراح. ووصفت العملية بالجريئة إذ تمكن المنفذ من إطلاق النار على الجنود من مسافة صفر ومن ثم انسحب بسلام، لينفذ الاحتلال بعدها عملية بحث وترصد مكثفة استمرت 11 يوما دون الإمساك به، وهزت مشاهد البطولة التي أظهرها الشهيد التميمي، مشاعر الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي، حين فاجأ الاحتلال مرة أخرى، بخروجه وتنفيذ عملية فدائية ثانية، أطلق خلالها النار تجاه قوات الاحتلال، واستبسل وهو مصاب، حتى أنفاسه الأخيرة.
كما أشعل المقدسيين نحو (133) نقطة مواجهة بوجه الاحتلال والمستوطنين، ونفذوا العديد من العمليات التي أربكت المحتل، كان أبرزها: رشق حافلة للمستوطنين بالحجارة، وإطلاق نار صوب قوات الاحتلال في بلدة صور باهر، وعلى حاجز قلنديا، وفي بلدة الزعيم، ورشق البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان بالمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة أكثر من سبع مرات.
وأيضا أصيب مستوطن جراء رشقة بالحجارة في البلدة القديمة بالقدس، وأصيب جندي وضابطين من قوات الاحتلال خلال مواجهات في بلدة العيساوية بالقدس، كما أشعل المقدسيين النار في كاميرات الاحتلال في بلدة الطور، واستهدفوا المستوطنين في بلدة بيت حنينا وفي حي الشيخ جراح، وأطلقوا المفرقعات النارية تجاه مركبة تابعة للاحتلال في حي الشيخ جراح، كما تعرضت سيار رئيس بلدية الاحتلال بالقدس إلى الرشق بالحجارة بالقرب من رأس العامود حيث كان في طريقة لإحياء عيد العرش، وأشعل الشباب الثائر النار في جيب إسرائيلي في بلدة سلوان، وفي 22 من تشرين أول 2022 أصيب ثلاثة جنود صهاينة خلال اقتحام منزل الفتى محمد أبو قطيش منفذ عملية الطعن بالتلة الفرنسية بالقدس.
وتصدى ثوار القدس بشكل يومي لاقتحامات قوات الاحتلال المتكررة لبلدات وأحياء القدس بالزجاجات الحارقة والأعيرة المطاطية والحجارة.
اقتحام قرى وبلدات القدس
(158) عملية اقتحام والثوار يستبسلون في التصدي للقوات المقتحمة
خلال تشرين أول 2022، شهدت قرى وبلدات القدس المحتلة تصعيد غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ كثفت من اقتحاماتها للقرى والبلدات المقدسية، وتم رصد نحو (158) عملية اقتحام، وفي كل مرة يقتحم فيها الاحتلال أي قرية مقدسية كان يُواجه بمقاومة غير مسبوقة من قبل الشباب الثائر الذين يرشقوا قواته بالحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة ويجبروها على الهروب.
التعليم في القدس..
مقاومة المنهاج الإسرائيلي
استمرت معركة التعليم في المدينة المقدسة خلال تشرين أول 2022، حيث إن أولياء أمور الطلبة نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية رفضا لمحاولات الاحتلال فرض المنهاج المزور، وفي تحد واضح للاحتلال وزعت معظم مدارس القدس المنهاج الفلسطيني على الطلبة، في وقت واصل الاحتلال اعتداءاته على الطلبة، وأصاب العديد منهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وكانت أخطر انتهاكات الاحتلال بحق المسيرة التعليمية في القدس يوم 26 تشرين أول، عندما اقتحمت قواته مدرسة الإيمان بالقدس وفتشت حقائب الطلاب بحثا عن المنهاج الفلسطيني؛ الأمر الذي أثار غضب المقدسيين الذين نظموا وقفات احتجاجية، أمام المدرسة.
ولعل الأبرز في قضية التعليم في مدينة القدس خلال تشرين أول 2022، مخاوف أهالي طلبة المدرسة الصناعية الثانوية في القدس، التابعة لجمعية لجنة اليتيم العربي الأردنية، من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المدرسة، إما بضمها لبلدية الاحتلال أو ما يسمى بـ وزارة المعارف الإسرائيلية وتدريس المنهاج الإسرائيلي المحرف فيها، أو السيطرة على أرضها، خاصة أنها تقع في منطقة مستوطنة “عطروت”. وطرحت إدارة المدرسة رؤية على أهالي الطلبة يُعتقد أنها تشكل مقدمة لإخضاع المدرسة للاحتلال، أو إغلاقها بالكامل لاحقا، ما دفع أهالي الطلبة، للاعتصام في ساحة المدرسة تعبيرًا عن رفضهم لهذه الرؤية.
وأخيرا.. هذا ليس كل شيء في مدينة القدس ومسجدها الأقصى المبارك.. فالاحتلال الإسرائيلي لم يترك بشرا ولا حجرا ولا شجرا إلا اعتدى عليه، وفي كل ثانية تمر هناك اعتداء إسرائيلي يطال بوابة الأرض إلى السماء؛ بغية تهويدها، وإنهاء الوجود العربي والإسلامي فيها، وجعلها ذات طابع يهودي بحت… ولكن هيهات له فالصمود المقدسي أعجزه.. وكان مبضع أهل المدينة المقدسة أشد من أعمل فيه وأرهقه، ولم تجد التشديدات العسكرية التي فرضتها قواته وأجهزته الأمنية في كل حارة وشارع وزقاق من المدينة، نفعا أمام صمود المقدسيين الذين يرقبون من ينصرهم ويشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.