تواجه عائلة “صب لبن” المقدسية في هذه الأثناء خطر الإخلاء القسري من منزلها الذي تقطنه في البلدة القديمة منذ 1954 بعد أن أمهلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حتى اليوم الأحد الحادي عشر من يونيو/ حزيران 2023، كموعدِ نهائي لإخلاء المنزل لصالح المستوطنين.
ويقع بيت عائلة صب لبن في مبنى بعقبة السرايا -الخالدية- في البلدة القديمة، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، ويقطنه المواطن السبعيني مصطفى صب لبن وزوجته نورا، وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل سنوات عدة على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.
وبعد أن خاضت العائلة سبع معارك قضائية ومنها عام 2000 حيث كسبت القضية وبقيت في البيت، حوّلت قوات الاحتلال العقار في عام 2010 لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، التي بدأت برفع القضايا ضد العائلة في محاولة لترحيلهم قسرياً.
السيدة نورا صب لبن صاحبة المنزل المهدد بالإخلاء تقول في حديثٍ خاص لـ “معراج”، إن سلطات الاحتلال حددت اليوم الأحد الحادي عشر من يونيو، كموعدِ نهائي لإخلاء منزلهم وتهجيرهم بشكلٍ قسري منه، ولا تزال العائلة أمام خطر تنفيذ هذا القرار في أية لحظة.
وأوضحت السيدة نورا بأن منزلها يعج بالمتضامنين والمناصرين لقضيتها من عرب وأجانب وسفراء ودبلوماسيين وصحفيين منذ ساعات الصباح الأولى، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال لم تقترب من المنزل حتى هذه اللحظة لعلمها بوجود هذا العدد الهائل من المتضامنين.
وتضيف: “جنود الاحتلال لن يقربوا المنزل وهو في هذه الحالة، فشيمة الاحتلال الخداع والمباغتة وعهدنا عليه سرقة الأملاك على غفلةٍ من أصحابها كاللصوص، هم ينظرون أن نكون لوحدنا في المنزل لينقضوا علينا ويطردونا منه”.
وتصف السيدة نورا حالة الانتظار التي تعيشها في هذه اللحظات لتنفيذ قرار الطرد والتهجير بذرائع واهية وكاذبة من منزلٍ عاشت فيه عشرات السنين، جمع الأحلام والذكريات والأمنيات ورائحة الأهل، بأنه شعور قاسٍ جداً أشبه بحكم الإعدام.
وتؤكد السيدة صب لبن بأنها ستبقى مرابطة في هذا المنزل وأن كل دقيقة تمر وهي بداخله تواجه كل قرارات الاحتلال تعد انتصاراً لها، قائلةً: “أقولها للعالم أجمع بيتي ليس شهيداً .. بيتي أسير ومصيره أن يعود ويُفكّ قيده، وإن لم أكن أنا من يعيده فسيكون أحد أولادي أو أحفادي”.
وشددت على أن إجراءات الاحتلال وتضييقها يشتد كثيرا على أهالي مدينة القدس يوماً بعد يوم، وهذا الضيق ما هو إلى دليل على الفرج القريب، وأنها على ثقة بأن نهاية الاحتلال وزواله بات قريباً جداً.
ونوهت السيدة نورا إلى أنها تقطن هذا المنزل وزوجها بمفردهما بعد أن أجبر الاحتلال أولادها وأحفادها على مغادرة المنزل بقرار محكمة عام 2016، وذلك لكي لا تمتد أحقية عقد المنزل لـ “الجيل الثالث” كما يصفه الاحتلال، فالعقد موجود قبل وفاة والديها وهي تعد الجيل الثاني الذي ورث هذا الحق.
وفي عام 2019 سعى الاحتلال لإجبار العائلة على إخلاء المنزل بدعوى انتهاك شرو الإيجار، وعام 2022 أصدرت محكمة الاحتلال قراراً بإخلاء المنزل بشكل كامل وتسليمه.
يذكر أن عائلة صب لبن تملك عقد إيجار منذ عام 1954 من الحكومة الأردنية وموثق من دائرة حارس أملاك الغائبين ومحاكم الاحتلال منذ عشرات السنين بشكل قانوني
وفي ختام حديثها مع “معراج” وجهت السيدة نورا رسالتها لكل أحرار العالم الذين يؤمنون بالعدل والحريات والعيش الكريم بأن تنظر إلى الشعب الفلسطيني بعين الرحمة، فيكفيه احتلال وتهويد واستيطان، فهو شعب يستحق الحياة والعيش بحرية وكرامة على أرضه ووطنه.