قدم نشطاء من جماعة “العودة إلى جبل الهيكل” المتطرفة طلبا رسميا للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى المسجد الأقصى ضمن مسار “مسيرة الأعلام الإسرائيلية” المقررة يوم 18 مايو/أيار الجاري.
ولم يقتصر طلب جماعات الهيكل المتطرفة على اقتحام الأقصى ضمن مسيرة الأعلام، بل تعدى ذلك إلى طلبها أن يتم الاقتحام من باب الأسباط لا المغاربة.
يذكر أنه لم يسبق لجماعات الهيكل المتطرفة أن اقتحمت الأقصى في مسيرة الأعلام، وأنها تركز عادة على اقتحام البلدة القديمة في القدس عبر الدخول من باب العامود والتجول بالرقصات والاحتفالات حول أبواب الأقصى من الخارج فقط.
وبهذا الطلب، تهدف الجماعات المتطرفة إلى أن يكون الاقتحام من باب الأسباط، وذلك لإضافة باب جديد إلى سيطرتهم، وتسعى كذلك لرفع الأعلام ودق الطبول.
وذكرت جماعات الهيكل في طلبها أن عدد المقتحمين المطلوب لهذه المسيرة هو 7500 متطرف ومتطرفة.
وخلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خشيته من تأثير رد فعل المقاومة الفلسطينية في غزة على مسيرة الأعلام.
ووفقا للقناة الإسرائيلية الـ13، فإن نتنياهو قال “نحن بحاجة إلى الاستعداد لوضع ستحاول المنظمات خلاله سحب المعركة إلى أقرب وقت ممكن من يوم القدس، من أجل إحباط مسيرة الأعلام وربط أكبر عدد ممكن من الساحات ببعضها بعضا”.
وأشارت مصادر عبرية إلى أن نتنياهو أوعز -خلال جلسة الكابينيت- بتنفيذ مسيرة الأعلام في القدس وفقا لمخطط مسارها التقليدي، أي أنها “ستمر من البلدة القديمة في القدس”.
وفي ما يُعرف بيوم “توحيد القدس”، تحيي “إسرائيل” ذكرى احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967، وفيه تنظَم “مسيرة الأعلام” التي تُعد الاحتفالية الأبرز في هذا اليوم، وتنطلق سنويا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بعد تجمع المشاركين الذين قد يبلغ عددهم نحو 30 ألف مشارك، وتمر من بابين من أبواب البلدة القديمة، هما باب الخليل والجديد، ثم تصل إلى باب العامود.
ثم يكمل المستوطنون مسيرتهم من باب العامود نحو ساحة البراق مارّين بالحي الإسلامي، ويحرصون على إلحاق الأضرار بالمحال التجارية وممتلكات المقدسيين، وتعمد استفزازهم وشتمهم وشتم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
يذكر أن المستوطنين فشلوا في إكمال مسيرة الأعلام في العاشر من مايو/أيار 2021، عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها باتجاه القدس، والتي شنت إسرائيل على إثرها عدوانا استمر 11 يوما على قطاع غزة.
ومنذ بدء العدوان الأخير على قطاع غزة، تحتل مسيرة الأعلام جزءا من النقاشات السياسية والأمنية الإسرائيلية اليومية، إذ دوّت بسببها صافرات الإنذار في القدس قبل عامين، ويُخشى من تكرار السيناريو ذاته بعد أيام.