اعتدى مستوطنون، اليوم الثلاثاء، على أهالي واد حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، واستولوا على أرض الحمرا في منطقة العين، تحت حماية شرطة الاحتلال.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة سلوان تحت حماية شرطة الاحتلال، واستولوا على أرض الحمرا في منطقة العين التي تبلغ مساحتها حوالي 5 دونمات، وتعتبر أهم قطعة أرض في واد حلوة.
وتعد هذه الأرض ملكاً لعائلة سمرين بحسب عقد المزارعة لها فيها، وحق الحراسة والمنفعة منذ أكثر من سبعين عاما، والذي حصلت عليه من الدير النصراني في الكنيسة الأرثوذوكسية.
يذكر أن هذه الأرض تحمل أهمية استراتيجية من ناحية كونها جزءا من النظام المائي لعين سلوان التاريخية، والتي كانت بالأصل بركتين عظيمتين لتجميع مياه العين والأقصى لخدمة سكان مدينة القدس.
الباحث في الشأن المقدسي رضوان عمرو، أشار في حديثٍ خاص لـ “معراج” بأن هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 5 دونومات تحتل أهمية كبيرة تاريخياً ودينياً واستراتيجياً، فهي تعتبر أول مدخل للقدس القديمة “اليابوسية”، وسميت بـ “بوابة القدس اليمانية” التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القدس متوجهًا إلى المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج.
وأضاف الباحث عمرو إلى أن لهذه الأرض ارتباط نبوي عظيم بعدد من الأنبياء، منهم نبي الله عيسى “عليه السلام” وتحديدا بعلاقة عين سلوان بمعجزات الشفاء التي أتى بها، وأيضاً نبي الله أيوب “عليه السلام” الذي عاش واستقر في السفح الجنوبي للأقصى.
ولا يستبعد الباحث كون استيلاء المستوطنين على “أرض الحمرا” نتيجة لصفقة جديدة من صفقات التسريب، كون الكنيسة الأرثوذوكسية قد تورطت في العديد من صفقات تسريب وبيع العقارات في القدس للمستوطنين والجمعيات الاستيطانية ويعتبر بطريارك هذه الكنيسة أحد أهم المتورطين في هذه القضايا.
ويذكر أن أحد صفقات التسريب كشفت في 27 يونيو/حزيران 2017 والتي تم بموجبها بيع أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في الشطر الشرقي من القدس وتشمل أراضي الطالبية، ويقام عليها اليوم 1500 عقار يجري استئجارها بموجب عقود تنتهي عام 2052 وتبلغ مساحة الأراضي المسربة من خلال الصفقة نحو 500 دونم.