بقلم: محمد مصطفى شاهين
يستمر احراق المسجد الأقصى ومدينة القدس بأشكال أكثر حدة وأنه لأمر عجيب أن تسارع الأنظمة الشمولية العربية المطبعة الى حماية صورة الاحتلال ودعمه أمام المجتمع الدولي وتحسين صورته في الوقت الذي مازالت النيران مشتعلة في المسجد الأقصى حتى يومنا هذا تهويداً وتهجيراً وقتلاً للفلسطينيين كل يوم ومن خلال ممارسات الإجرامية التي تنتهجها الإدارة الصهيونية بسياساتها وفي ظل ازدواجية المعايير الغربية وسياسة الكيل بمكيالين حيث صدرت قرارات إبعاد لما يزيد عن 700 فرد من سكانها الفلسطينيين عن مدينة القدس وسط صمت من المؤسسات الدولية والحقوقية مع ان ما يحدث مخالفة صريحة لمئات القرارات والقوانين الدولية وسط ذلك كله لا تزال مدينة القدس تواجه عدد كبير من الصعوبات المفروضة على سكانها منها فرض ضرائب عليهم ومحاولة الاستيلاء على أراضيهم وهدم بيوتهم وتهجيرهم منها بالقوة الجبرية.
رغم التحديات المعقدة في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين فان شعبنا الفلسطيني يدرك حجم التحدي الكبير الذي يتعرض له المسجد الأقصى ومستمرون في رباطهم الذي يمثل ذروة سنام المقاومة بحمايتهم للمسجد الأقصى.
وحقيقة أننا اليوم بحاجة الى أكبر قدر من الوحدة الوطنية لمواجهة مخالب التوسع الشيطاني الصهيوني وجرائمه المستمرة و لعل أفضل سبيل لوقف ذلك هو المقاومة بكافة صورها وأشكالها والتي لعبت دور فاعل في تدفيع الاحتلال الثمن والتكلفة لجرائمه ابتداء من العمليات الفردية وليس انتهاء بمعادلة سيف القدس التي صاغتها المقاومة ولا تزال حاضرة بقوة في وجدان القيادة الصهيونية ومثلت جرحا غائرا في الوعي الصهيوني من خلال وحدة الوطن في مختلف تشكيلاته وأطيافه وساحاته خلف قضية المسجد الأقصى باعتبارها قضية جامعة لكل الوطن والإسلامي.
لقد مرت اليوم 53 عاماً على احراق المسجد الاقصى على يد مسيحي صهيوني متطرف يدعى مايكل دينيس روهان استرالي الهوية صهيوني الفكر آمن بأن إحراق المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي سيعجل بظهور المسيح، ومن هنا علينا أن ندرك الدور الحقيقي لدول كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا خدمة المسيحية الصهيونية المتحكمة بها و التي تعمل من أجل خدمة التوسع الصهيوني وتلعب دور حاسم في تعاظم قدراته العسكرية وتدعمه بالمليارات، وما صفقة القرن الصهيو أمريكية الا بعض من هذه المؤامرات التي تخطها المسيحية الصهيونية، من جانب آخر هنالك عدد من الصعوبات التي تواجه أهالي مدينة القدس والتي بات الاحتلال ينتهج سياسات أكثر تطرفا بالتعاون مع ادواته من الصهيونية العربية التي تعمل بشكل خفي في تسريب العقارات الفلسطينية للاحتلال من خلال عملاء وخونة كل هذا يأتي في إطار تعزيز التفرد الصهيوني وتغيير الواقع السكاني والديموغرافي والوضع التاريخي لمدينة القدس والمسجد الأقصى في ظل صعود اليمين الصهيوني والسير نحو تطبيق مشروع القدس الكبرى وصولا لبناء الهيكل المزعوم فما يحدث اليوم من ارتفاع وتيرة الاقتحامات الصهيونية وأداء الصلوات التوراتية والتقسيم الزماني والمكاني ما هو الا دليل على ذلك يوضح لنا أن النار لا تزال مشتعلة في المسجد الاقصى بفعل سياسات الاحتلال وصمت المنسقين أمنيا والمطبعين العرب المتخاذلين.
ان شعبنا الفلسطيني يوما بعد يوم يبدع في أساليب مقاومة الاحتلال ولعل المقاطعة الاقتصادية للاحتلال و صلاة الفجر العظيم بالمسجد الأقصى باتت نقطة بارزة في مواجهة الإرهاب الصهيوني ومخططاته وتأكيدا للسيادة الإسلامية الأصيلة التي يجب أن تبقى لنا كمسلمين على المسجد الأقصى فلابد من القول أنه يجب قراءة الواقع قراءة دقيقة أن المسجد الأقصى يتعرض لخطر حقيقي بفعل الحفريات الضخمة التي لا تزال مستمرة اسفل المسجد الاقصى من قبل جماعات صهيونية متطرفة تدعمها الإدارة الصهيونية في الحكومات المتلاحقة وأنه يجب استنهاض أحرار الأمة للعمل على نصرة المسجد الأقصى بشكل عاجل وفعال من علماء دين وقيادات شعبية ووطنية وصولا لإطفاء نار الاحتلال من المسجد الأقصى.