قال المختص في شؤون القدس الباحث راسم عبيدات، إن سياسة ممنهجة ينتهجها الاحتلال ضمن سياساته في التهجير والطرد والاقتلاع والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين عموماً والمقدسيين على وجه الخصوص، تتمثل عملية استهداف الحجر الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا اللاستهداف يأتي ضمن مخططات الاحتلال التهويدية التي تستهدف واقع هذه المدينة الجغرافي والديموغرافي.
ولفت عبيدات خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”، إلى أن عمليات الهدم في القدس المحتلة تصاعدت بعدما قام الاحتلال في تموز من العام 2019 بهدم أكثر من 73 منزلا في منطقة وادي الحمص، واليوم هناك أكثر من 22 ألف منزل مقدسي مهدد بالهدم في مدينة القدس تحد ذريعة البناء دون ترخيص .
تراخيص البناء ومستلزماتها
وأوضح عبيدات أن الحصول على ترخيص للبناء في مدينة القدس أمر غاية في الصعوبة، فالمقدسي يحتاج إلى أكثر من (10 – 15) عاماً للحصول على رخصة بناء ناهيك عن تكلفتها التي تصل إلى 80 ألف دولار أمريكي،
وتابع: “لم يتبقى للمقدسيين أكثر من 13% من المباني التي تندرج تحط إطار البناء بترخيص، وهذه النسبة أيضا خصص منها الاحتلال ما يقارب 4% لما يسمى الشوارع والمرافق العامة وبالتالي لم يتبقى للمقدسيين سوى 9%”.
وأشار عبيدات إلى أن ما يمنحه الاحتلال من رخص للبناء في مدينة القدس المحتلة لا تتماشى بالمطلق مع الزيادة الطبيعية للسكان، وبالتالي نحن نقف ليس فقط أمام عمليات تهجير للمقدسيين وهدم لمنازلهم، وإنما أمام تغيير جذري للواقع الجغرافي والدموغرافي للمدينة المقدسة، لافتاً إلى أنه ومنذ عام 1967 هدمت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 5800 منزل مقدسي وهذا عدد كبير جداً.
وشدد على شيوع عمليات الهدم في الآونة الأخيرة لافتاً إلى أنه وفي السابق كانت تنفذ هذه السياسة ما بين الحين والآخر بشكل فردي، أما اليوم فهناك عمليات هدم جماعي وتنفذ تزامناً في أكثر من قرية من قرى القدس ولا يكاد يمر يوم دون الحديث عن عمليات هدم تستهدف منازل المقدسيين هنا وهناك.
سبل مواجهة هذه السياسة
وأشار عبيدات إلى أن التصدي لسياسة الهدم التي ينتهجها الاحتلال تحتاج إلى رؤية استراتيجية جماعية تتمثل برفض عمليات الهدم الذاتي والتصدي لعمليات الهدم الآلي التي تنفذها جرافات وآليات الاحتلال العسكرية، بالإضافة إلى التسلح بأشكالة المجابهة الشعبية المختلفة وأن يقف السكان بجانب بعضهم البعض في إطار التصدي لهذه السياسة.
وأضاف لـ “معراج”: “المقدسيين لوحدهم لن يكونوا قادرين على مجابهة هذه السياسة، بل يجب أن يكون هناك مساعي حثيثة تبذل على المستوى الرسمي عبر تحريك عدد من القضايا القانونية والحقوقية والسياسية وتصديرها للرأي العام الدولي حول ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق السكان المقدسيين ومخالفتهم للقوانين والاتفاقيات الدولية”.
وشدد عبيدات على أمر غاية في الأهمية ألا وهو إيجاد سبل دعم وإسناد للمقدسيين لتعزيز صمودهم وبقائهم في مدينة القدس، عبر تنفيذ مشاريع إسكان جماعية تمكنهم من الثبات على أراضيهم .