منذ إعلان الاحتلال تسيير مسيرة أعلامه الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة في التاسع والعشرين من مايو/ أيار الجاري، والفلسطينيون في سباقٍ مستمر ومتنامٍ، يتدافعو فيه لنيل شرف الذود عن مقدساتهم في صفوف المواجهة الأولى.
فما بين دعوات أهل القدس والضفة والداخل المحتل للنفير إلى الأقصى والرباط فيه، مروراً بتهديدات المقاومة في غزة بأن كل الخيارات باتت مفتوحة لردع أي انتهاكٍ يمس حرمة الأقصى ومن فيه، وليس انتهاءً بمساعي اللاجئين الفلسطينيين في الخارج وحراكاتهم التحريضية، الهادفة لحشد كل الإمكانيات الرسمية والشعبية والدينية والوطنية والشبابية والإعلامية، لوقف كل محاولات الاحتلال المساس بالمدينة المقدسة وأهلها.
فالدعوات الفلسطينية حول ضرورة الرباط والحشد الكبير في ساحات المسجد الأقصى تتواصل، للتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وعلى رأسها دعوات النشطاء المقدسيين للمشاركة الواسعة في فجر“لن ترفع أعلامكم” بالمسجد الأقصى يوم الأحد القادم، إلى جانب أداء صلاة الضحى في باحات المسجد، لإفشال المسيرة الاستيطانية وإحباط مخططات المستوطنين.
وعلى الجانب الآخر تضرب تهديدات المقاومة الفلسطينية في غزة أمن كيان الاحتلال، بعد أن حذرته من مغبة ارتكاب أي حماقة تمس المسجد الأقصى المبارك، وتأكيداً منها بأنها لن تسمح له بكسر قواعد الاشتباك والعودة لمربع الاستفزازات مجددًا.
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس سهيل الهندي قال في حديثٍ خاص لـ “معراج”: “سنراقب سلوك الاحتلال وقطعان مستوطنية في مدينة القدس وداخل ساحات المسجد الأقصى المبارك في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وبناءً على هذا السلوك سيكون للمقاومة الفلسطينية رد واضح”.
وأكد الهندي أن المقاومة هي من تحدد شكل الرد إذا ما تجاوز الاحتلال الخطوط الحمر داخل الحرم القدسي الشريف، لافتاً إلى أن الخطورة تكمن هذه المرة في دعم ما تسمى بـ “المحاكم الصهيونية” وشرعنتها لاقتحام المستوطنين لمدينة القدس بعشرات الآلاف، إضافة لمساندة قوات الأمن الإسرائيلي بوحداتٍ جديدة لهؤلاء المستوطنين في باحات الأقصى.
أما على صعيد “فلسطينيي الخارج”، فتتوالى حملاتهم ومؤتمراتهم الإعلامية وحراكاتهم السياسية والدبلوماسية، سعياً للمناصرة والدعم والتحشيد، على قلب رجلٍ واحد مع أهل الداخل الفلسطيني، وقوفاً عند مسؤولياتهم الوطنية في وجه أي انتهاكٍ يمس ثوابتهم ومقدساتهم وأرضهم وأهلهم.
رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج د. نواف التكروري قال خلال حديثٍ خاص لـ “معراج: “إن دورنا الأهم هو التحريض والتحريك أمام سفارات “الكيان الصهيوني” وكل داعميه والمطبعين معه في كل مكان، بأن هذا العدو مجرم، ولا تنفع معه لغة الدبلوماسية، ولا بد من المواجهة معه والضغط عليه بكل السبل”.
وشدد التكروري على أنه لا يجوز لأي فلسطيني من الناحية الشرعية والأخلاقية والقيمية والوطنية، أن يسمح لهذا العدو بتنفيذ مشروعه بأي حالٍ من الأحوال، لأن تقسيم المسجد الأقصى المبارك انتهاك لحرماتنا جميعاً.
وأشار د. نواف أنه وخلال اليومين القادمين سيتم عقد ملتقاً لعلماء الأمة، سيتم من خلاله العمل على تحريض الشباب ودعوة أهلنا في الداخل والخارج لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.
وأكد بأنه لا ينبغي أن تسير هذه المسيرة بسلام ولا بد أن تتحرك جموع الشباب الفسطيني في الداخل والخارج وفي كل مكان للوقوف في وجه هذه المسيرة النكراء التي تهدف لتقسيم مسجدنا المبارك على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي.
ودعى رئيس هيئة علماء فلسطين لإعادة النظر في مواجهة جريمة الاحتلال في المسجد الإبراهيمي من جديد، وألا ننتظر أن يمارس الاحتلال جرائماً جديدة في مسجدنا الأقصى المبارك.
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول جاهداً منذ زمن وبشكلٍ مركز، وتحديداً منذ عام 2015 تقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانياً وزمانياً، عبر العديد من المحاولات البائسة التي أفشلها صمود أهلنا في القدس والداخل المحتل واحدة تلو الأخرى وأفلح في كل مرة في صد عدوانه وبإذن الله لن تكون هذه المرة أقل فلاحاً.