منذ سنواتٍ طويلة وسلطات الاحتلال تسعى لتهويد المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتحديدًا باب الرحمة، تجري إغلاقاتٍ وحفريات مستمرة، وتمنع ترميمها وتبليط ساحتها، وتحاول إقامة كنيس يهودي في ذات المكان.
ومنذ ذلك الوقت وقوات الاحتلال تفرض إغلاقًا محكمًا على المنطقة الشرقية، وصولًا إلى المسجد الأقصى وباب الرحمة، فلا يسمح للفلسطينيين بالبناء فيها، ولا حتى مرور المركبات.
توالت إجراءات الاحتلال التهويدية في تلك المنطقة، ففي عام 2003 أغلق الاحتلال مصلى باب الرحمة بحجة استخدامه من قبل لجنة التراث الإسلامي لأنشطة سياسية، وبقي المسجد مغلقا حتى عام 2019.
وفي السادس عشر من نوفمبر عام 2019 قامت قوات الاحتلال ومن باب إحكام السيطرة على مصلى باب الرحمة، بوضع أقفال على الباب الحديدي الخارجي، الأمر الذي أثار حفيظة المقدسيين وأدى لاندلاع مواجهاتٍ عنيفة، إلى أن نجح المقدسيون في الثاني والعشرين من الشهر ذاته بافتتاح المسجد وإعادته إلى ما كان عليه قبل 2003.
وفي إطار مضايقاتها المستمرة للمقدسيين والمرابطين، أقدمت قوات الاحتلال اليوم الاثنين 16 من مايو 2022، على قطع أنابيب ثلاجات المياه الموجودة في مصلى باب الرحمة، سعياً منها لتقييد التواجد المقدسي في هذا المكان.
الخبير المقدسي د. جمال عمرو، وتعقيباً على هذا الأمر، قال إن إقدام قوات الاحتلال على قطع أنابيب ثلاجات المياه الموجودة في مصلى باب الرحمة عمل إجرامي وهمجي، وإنما يدل على تخبط الاحتلال.
وأشار د. عمرو خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”، أن الاحتلال يتعمد قطع سبل الحياة والتواجد المقدسي للمرابطين في منطقتي باب الرحمة وباب التوبة، باعتبارهما جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى، وكأنما يريد أن يوصل رسالة مفادها بأنه هو المتحكم الفعلي بالمكان حتى على مستوى شربة الماء.
وأضاف: “ما حدث هو ترسيخ لمخططات الاحتلال في السعي للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وبما أنه يمس أقدس المقدسات، فهو لا يقل خطورة عن اغتيال “شيرين أبو عاقلة” واقتحام “المستشفى الفرنسي” بالقدس”.
وشدد عمرو على أن تخبط الاحتلال المستمر والمتكرر وإقدامه على كل هذه الأفعال الهمجية في الآونة الأخيرة إنما هو رسالة بأن هذا الاحتلال يستكمل شروط زواله من هذه الأرض، فهو يحاربنا من دم الشهيد إلى شربة الماء.
وأكد د. جمال أن السجال بين قوات الاحتلال والمقدسيين سيستمر ولن ترفع في المسجد الأقصى راية بيضاء، وأن المرابطين سيعيدون وصل أنابيب المياه شاء الاحتلال أم أبى، كما فعلوا ذلك سابقا عندما كسروا الأقفال التي وضعها الاحتلال على البوابات.