معراج – القدس
حارة الواد، المعروفة أيضًا باسم “طريق الواد”، تقع في قلب الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة في القدس. تمتد من باب العامود وصولًا إلى مدخل حائط البراق، وتتميز بوجود العديد من المعالم التاريخية والإسلامية، إلى جانب مقامات الأولياء.
تعد الحارة هدفًا رئيسيًا لسياسات الاحتلال، حيث استولت السلطات الإسرائيلية على عدد من المنازل وحولتها إلى مدارس يهودية. كما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون ببناء منزل له داخل هذه الحارة، ما يعكس حجم الاستهداف الذي تتعرض له.
حارة الواد تُعد الشريان الرئيسي المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث تمتد من سوق باب العامود بجوار مسجد الشوربجي شمال القدس، وصولًا إلى الحاجز الأمني “الإسرائيلي” عند مدخل حائط البراق جنوبًا.
تتصل هذه الحارة في نهايتها بسوق باب السلسلة، الذي يوازي سوق خان الزيت، وترتبط بها عدة عقبات بارزة مثل عقبة التوت، قناطر خضير، عقبة المفتي بطريق الآلام، عقبة التكية، وعقبة الخالدي، بالإضافة إلى عقبة الأصيلة التي تصلها بباب الأسباط والجانب الشرقي للحرم الشريف.
تشتهر الحارة بمعالمها الأثرية التي تشمل مواقع إسلامية ومسيحية ومقامات الأولياء، إلا أنها تواجه استهدافًا متواصلًا من قبل الاحتلال، فقد تم الاستيلاء على العديد من منازلها وتحويلها إلى مدارس يهودية، كما سيطر المستوطنون على المحال التجارية فيها، إلى جانب إقامة مركزين للشرطة “الإسرائيلية” داخل الحارة.
معالم الحارة الأثرية
سوق طريق الواد
كانت أسواق طريق الواد، الواقعة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، من أبرز الوجهات التجارية في المدينة. قبل عقود، اشتهر السوق كمركز رئيسي لتجارة الحبوب مثل القمح والشعير، بالإضافة إلى الطحين والأرز والعدس والأعلاف. مع مرور الوقت، تغير طابع السوق ليصبح موطنًا لمحلات الحرف والملابس.
طريق الآلام
طريق الآلام الذي يمر بحارة الواد يعد من المعالم الدينية المهمة، إذ يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى عليه السلام سار فيه حاملاً صليبه قبل أكثر من ألفي عام. يمتد هذا الطريق لمسافة تزيد على 200 متر في الحارة، مما يجعله أحد أكثر الأسواق حيوية، حيث يعبره المصلون المسيحيون المحليون والزوار الأجانب حاملين الصلبان والمباخر خلال الاحتفالات بالأعياد المسيحية.
نزل الهوسبيس النمساوي
يُعد الهوسبيس النمساوي من أبرز المباني الأثرية على طريق الواد. تأسس في أواخر القرن الـ19 كنزل سياحي خاص بالنمساويين. في عام 1948، تم تحويله إلى مستشفى عسكري من قبل وزارة الصحة البريطانية، ولاحقًا إلى مستشفى مدني تحت إدارة المملكة الأردنية. استمر المستشفى في تقديم خدماته حتى عام 1985، حين أعيد المبنى إلى النمسا، التي قامت بترميمه وتحويله مجددًا إلى فندق سياحي يستقبل الزوار.
حمام السلطان
يُعد حمام السلطان من أبرز حمامات البلدة القديمة في القدس، ويقع على طريق الواد مقابل نزل الهوسبيس، في الموقع الذي يمثل المحطة الثالثة من محطات طريق الآلام.
تأسس الحمام خلال الحقبة العثمانية بأمر من خاصكي سلطان (روكسلانه)، زوجة السلطان سليمان القانوني، عام 959 هـ/1551م، كما ورد في وقفيات تكية خاصكي سلطان.
عقبة التكية
تمثل عقبة التكية إحدى الأدراج التاريخية التي تربط حارات البلدة القديمة بالقدس، وقد أُنشئت العديد من هذه العقبات خلال الفترة الأيوبية وسُميت بأسماء عائلات أو شخصيات بارزة.
تقع عقبة التكية، المعروفة أيضًا باسم “عقبة الست”، داخل أسوار البلدة القديمة، وتمتد بين طريق الواد ونهاية سوق خان الزيت. وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى تكية خاصكي سلطان التي كانت توزع الطعام على الفقراء، ولاحقًا أصبحت جزءًا من مدرسة دار الأيتام الإسلامية.
سبيل طريق الواد
هو أحد السُبُل الحائطية الستة التي أمر بإنشائها السلطان سليمان القانوني. يقع السبيل على الجانب الشرقي من طريق الواد، بالقرب من المدخل الجنوبي الغربي لسوق القطانين.
أنشئ السبيل عام 943 هـ (1536-1537 م) ويتميز بتصميمه المستطيل، مع أعمدة مجدولة على جانبيه تعلوها تيجان منحوتة بدقة، مما يجعله شاهدًا على روعة العمارة العثمانية في القدس.
سبيل باب الناظر
يقع سبيل باب الناظر عند تقاطع طريق باب الناظر مع عقبة التكية، وقد أُسس في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني (926-974 هـ/1520-1566 م). يتميز بتصميمه الحائطي الذي يتألف من حنية مزخرفة بعقد يحتوي على نقوش نباتية وهندسية. يتوسطه حلية دائرية حجرية تعلو لوحة كتابية بخط الثلث العثماني، وفي الأسفل حوض مستطيل كان يستخدم لجمع المياه.
سوق القطانين
سوق القطانين يُعد من أهم أسواق القدس، وسمي بذلك لاختصاصه ببيع المنتجات القطنية والحريرية. يقع السوق على الجانب الغربي من سور المسجد الأقصى، بين باب المطهرة وباب الحديد، مقابل قبة الصخرة. أنشئ في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون على يد الأمير سيف الدين تنكز الناصري.
يمتد السوق بطول 100 متر وعرض 10 أمتار، وله مدخلان: أحدهما من طريق الواد غربًا، والآخر من المسجد الأقصى شرقًا. سقفه عبارة عن قبو نصف برميلي مدعوم بـ30 عقدًا مدببًا، وعلى جانبيه صفوف من الدكاكين. يضم السوق ممرًا يؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى.
يتوسط السوق حمام الشفا، ويوجد في نهايته الغربية حمام العين. بالقرب منه تقع دار الأيتام الإسلامية، كما يربط السوق بحارة القرمي وخان الزيت.
حمام العين
يقع حمام العين على الجهة اليمنى من سوق القطانين بالقرب من طريق الواد. سمي الحمام نسبة إلى عين ماء “عين العروب”، وأنشأه الأمير المملوكي سيف الدين تنكز الناصري عام 1337 في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
يتشابه تصميمه مع حمام الشفا ويُعتبر جزءًا من مجمع سوق القطانين. استُخدم الحمام منذ العصر المملوكي، لكنه هُجر في ثمانينيات القرن العشرين. يُعد الحمام ملكًا لعائلة نسيبة المقدسية.