معراج – القدس
تواجه بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة تهميشًا وإهمالًا مستمرين، لكنها تظل رمزًا للصمود والمقاومة. فقد شهدت المنطقة العديد من العمليات التي نفذها أبناؤها، بما في ذلك هجمات دعس استهدفت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.
الموقع والسكان والتسمية
تتموقع بلدة جبل المكبر على تلة مرتفعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس المحتلة. يحدها من الشرق قريتا أبو ديس والسواحرة الشرقية، ومن الشمال تحدها منطقة سلوان والبلدة القديمة، بينما يحدها من الغرب الثوري وصور باهر، ومن الجنوب تقع كل من الشيخ سعد وصور باهر. وتغطي القرية مساحة قدرها 5021 دونمًا.
يصل عدد سكان بلدة جبل المكبر إلى أكثر من 21,127 نسمة، وتضم البلدة مجموعة من العشائر، من أبرزها الجعابرة، السرواخة، البشير، عويسات، شقيرات، مشاهرة، عبيدات، جعابس، والزعتري.
سُميت بلدة جبل المكبر بهذا الاسم نسبة إلى حادثة تاريخية هامة في العصر الإسلامي. يُقال إن الخليفة الراشدي الثاني، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كبّر على تلة البلدة بعد الفتح الإسلامي للقدس في عام 673 ميلادية، وذلك حينما قدم إلى المدينة ليأخذ مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس.
عرفت بلدة جبل المكبر أيضًا بعدة أسماء، من بينها “جبل الحديدية” نسبة إلى موقعه الشرقي من سكة الحديد، و”الجبل الثوري” بسبب وجود ضريح المجاهد الإسلامي أبو ثور بالقرب منه.
كان أبو ثور أحد المجاهدين الذين شاركوا مع صلاح الدين الأيوبي في معركة تحرير بيت المقدس، وحصل على لقبه هذا لأنه كان يركب ثورًا أثناء معركة الفتح.

تم احتلال بلدة جبل المكبر وضمها بشكل غير شرعي في عام 1967. وقد أسفر تقسيم الأراضي في المنطقة عن نقص كبير في الوحدات السكنية، مما دفع العديد من العائلات الشابة إلى مغادرة المنطقة بحثًا عن أماكن سكنية بديلة.
كما تعرضت بلدة جبل المكبر للإهمال المستمر، إذ لم تخصص لها بلدية الاحتلال أي ميزانية، كما هو الحال مع العديد من الأحياء الفلسطينية. نتيجة لذلك، بقيت البلدة دون خدمات أساسية، مما يزيد من معاناة سكانها.
تحتفظ بلدة جبل المكبر بمساحات من الأراضي الزراعية، لكن هذا القطاع يعاني من ضعف كبير. ويعتمد أغلب سكان البلدة على العمل في القطاع الخاص وقطاع الخدمات كمصادر رئيسية للرزق.
مقاومة واحتلال
يشتهر سكان بلدة جبل المكبر بمقاومتهم المستمرة للاحتلال “الإسرائيلي”، حيث قامت سلطات الاحتلال بحصار البلدة عبر الحواجز الإسمنتية وتشديد الإجراءات الأمنية المحيطة بها.
وتتعرض بلدة جبل المكبر بشكل شبه يومي لاقتحامات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تقوم بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في أحياء القرية.
كما يواجه سكانها عمليات هدم مستمرة للمنازل والمنشآت التجارية، مما يؤدي إلى تشريد العديد من العائلات.
هذه الإجراءات تهدف إلى ترهيب السكان وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وتعتبر جزءًا من سياسة الاحتلال الرامية إلى تغيير معالم المدينة والضغط على الفلسطينيين للرحيل عن أراضيهم.