بقلم: أسامة جاويش
مذبحة الفجر، مذبحة خان يونس، مذبحة المستشفى الاهلي المعمداني، مذبحة خيام النازحين في رفح، مذبحة الشجاعية، اغتيال إسماعيل الغول، اغتيال عائلة وائل الدحدوح والقائمة تطول من مذابح إسرائيلية ممتدة على مدار أكثر من 300 يوم في قطاع غزة ولا حياة لمن تنادي.فجر اليوم ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بشعة حين قصف مصلى مدرسة التابعين والتي تؤوي أكثر من 2000 نازح وهي مسجلة كمنطقة آمنة لدى الأمم المتحدة فأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 100 شهيد بينهم أطفال ونساء.الاحتلال هو المسؤول وهو المجرم وهو الجاني وهو البلطجي الذي لا يردعه أحد ولا يوقفه أحد.. ولكن مهلا لم يكن ليجرؤ هذا البلطجي على فعلته وارتكاب مجازره لولا تواطؤ حفنة من الموظفين لدى بنيامين نتنياهو يعرفهم العالم خطأ باسم حكام الأنظمة العربية.قبل المذبحة بساعات قليلة كانت وكالات الأنباء العالمية والقنوات الإخبارية العربية والغربية تتحدث عن بيان ثلاثي للوسطاء الثلاثة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وبيانات أخرى تدعم بيان الوسطاء الثلاثة وترحيب عربي ومباركة غربية وترقب للرد الإسرائيلي على هذا البيان الثلاثي.جلست الولايات المتحدة الأمريكية مع مصر وقطر وأقنعتهم بأنها تلعب دور الوسيط وبأن إسرائيل وحماس على وشك الاتفاق ثم خرجت من الاجتماع لتمنح إسرائيل 3.5 مليار دولار منحة جديدة من المساعدات العسكرية.قبلت إسرائيل الهدية الأمريكية على الفور، وسخرت من الوسطاء العرب في مصر وقطر ومن بارك بيانهم ثم ارتكبت مذبحة الفجر بأموال أمريكية ومباركة أمريكية ودعم كامل من إدارة بايدن.هكذا هي المعادلة التي لا يريد الحمقى فهمها، أمريكا ليست وسيطا ولن تكون، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا كلهم اجتمعوا على قرار واحد وهو دعم اسرائيل الكامل في انهاء جريمة الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.ولكن إن الغرب مشاركا في تلك الجريمة فإن الأنظمة العربية ليست وسيطا ولن تكون، الأنظمة العربية ليست ساذجة ولن تكون، الأنظمة العربية متواطئة بشكل كامل مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي وداعميه في قطاع غزة، باختصار أصحاب المعالي والفخامة والسمو أياديهم ملوثة بدماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.