بقلم: خليل أحمد شاهين
منذ السابع من أكتوبر المجيد، وما حصل فيه من أحداث أسطورية، أكرم الله بها المجاهدين في المقاومة الفلسطينية ببركة “وأعدوا” ظهرت جلية بوادر التغيير الكوني، من خلال سلسلة أحداث متلاحقة ملأت أسماع الدنيا وبصرها، لتؤكد مرة تلو المرة، قدسية وعدالة القضية الفلسطينية، وأحقية الفلسطينين بالعيش بكرامة وحرية فوق أرضهم التاريخية، كما تؤكد بأن القضية الفلسطينية هي قضية عقدية مركزية، ومحورية على مستوى الكرة الأرضية رافعة خافضة، كاشفة مُمايزة، مَن نصرها اعتزّ، ومن تآمر عليها اهتزّ عرشه وذل.
حيث ظهرت جليةً في معركة *طوفان الأقصى* بركاتٌ لابد من تسجيلها في نقاط:
تثبيت القضية الفلسطينية، قضية أولى للعرب والمسلمين ولكل إنسان حر وشريف في العالم، فهي مفتاح السّلْم والحرب ورمانة الميزان لكل العالم.
مكانة المسجد الأقصى وقدسيته، أول قبلة، وثاني مسجد، وثالث حرم شريف تُشد إليه الرحال.
جبروت الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود والتأقلم والتعايش مع كل الظروف، فهو شعب يأبي الضّيم ولا يعرف للهزيمة أو للانكسار طريق، عزيز بعز قضيته، وشامخ بشموخ رجاله وبسالة أطفالة وشجاعة نسائه، جاهز دائماً للتضحية بالغالي والنفيس بالمال والأهل والولد، ولسان حاله بكل مكوناته وألوانه وأطيافه وشرائحه: “ربنا خذ من دمائنا وأموالنا وفلذات أكبادنا حتى ترضا”، وفي المقابل يحب الحياة ويشق طريقه إليها ما استطاع لذلك سبيلاً.
بسالة المقاومة الفلسطينية البطلة التي أظهرت قوة الإيمان والعقيدة، أحيت فينا أمجاد وبطولات خالد وسعد وجعفر وأبو القعقاع، حيث قاتلت عدوها بهذا الدين وعدالة قضيتها لا بعدة أو عتاد، حتى قال عنهم عدوهم لا يعرفون للاستسلام سبيلاً يقاتلون حتى الموت، مشاهد بطولة لا عدّ لها أو حصر واستبسال لم يعرفها التاريخ الحديث من قبل.
قيادة المقاومة الأمينة على القضية الفلسطينية وثوابتها، والتي لم تتنازل في أي مرحلة، مستمدة قوتها من الله، ومن ثم صمود شعبها وبسالة مقاومتها، فكانت خير من يمثلنا والأمينة دوماً على تضحياتنا.
هشاشة وضعف هذا الكيان المزعوم، وأنه أوهن من بيت العنكبوت، ولولا قوى الظلم والاستكبار العالمي لسقطت ما يسمى ب”إسرائيل” من أول يوم، وبعد هذه الحرب بالتأكيد لن تعود “إسرائيل” مطلقاً كما كانت وهي أقرب ما يكون للزوال بإذن الله تعالى.
استحالة قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، واليقين بتفكك الكيان الإسرائيلي أصبح متجذراً في عمق وجدان الصهاينة علاوة على حتمية زوال كيانهم المزعوم قريباً بإذن الله تعالى.
تدويل القضية وانتصار المظلومية والسردية الفلسطينية رغم كل ما أُنفق من أموال لسنوات طوال من قوى الشر العالمية في الإعلام وكافة الوسائل لغزو العالم فكرياً بما يخدم مصلحة ما يسمى ب”إسرائيل” ومظلوميتها وأحقيتها بأرض فلسطين على حد زعمهم.
وأخيراً فإن بركة الدماء والأشلاء والدمار حاضرة بل أثمرت قرباً من الله ومعرفة لحقيقة الحياة، وعزاً في الدارين بإذن الله (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين)، فثقة بالله بأنه لن يضيعنا فقد ستر عوراتنا، وآمن روعاتنا، ورحم ضعفنا، وجبر كسرنا، ولن يخذل جنده فهو أرحم بنا من الأم بولدها.. (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر).*طيب الله وعيكم وزاد عزكم (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).