اقتحام متكرر، تدنيس بالأحذية، تفتيش دقيق، تخريب وعبث بالمحتويات، وملاحقة واعتقال الرواد، كل تلك الانتهاكات الخطيرة، يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من قوات الاحتلال، التي تصاعد أعمالها الإجرامية فيه.
مشاهد أصبحت متكررة في الآونة الأخيرة، على مرأى ومسمع العالم، دون أن يحرك ساكنًا، أو يندد لو بمجرد الكلام بكل هذه الأفعال الإجرامية التي تحدث هناك.
المستوطنون لهم الدور الأكبر، فاقتحاماتهم المتكررة، وتعمدهم أداء طقوس تلمودية داخل باحاته الشريفة، وخاصة في المنطقة الشرقية، ليس عبثًا، إنما هو مخطط مدروس يهدف إلى المرور بالتقسيم الزماني والمكاني، والانتهاء بالسيطرة الكاملة على الأقصى، ما يؤدي بعد ذلك إلى هدمه وإقامة ما يسمونه الهيكل المزعوم.
وفي آخر هذه الانتهاكات، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم مصليات المسجد الأقصى المبارك، وعاثوا فيها خرابًا، ودنسوها بأحذيتهم، ومن بين هذه المصليات مصلى باب الرحمة، الذي يواجه النصيب الأكبر من عدوان الاحتلال ومستوطنيه.
عدوان ممنهج
المختص في شؤون القدس بسام أبو سنينة، أكد لمعراج مساعي الاحتلال الحثيثة للاستفراد بمصلى باب الرحمة، ومنع وصول المرابطين إليه بشتى الطرق.
وتابع قائلًا: “الاحتلال يريد السيطرة على مصلى باب الرحمة، لذلك يلجأ إلى عمليات الاقتحام والتفتيش المستمرة ومعاقبة رواده بالإبعاد أو حتى الاعتقال”.
وبين أن هذه الهجمة ما هي إلا عدوان ممنهج يهدف إلى تكريس سياسة التقسيم الزماني، والوصول إلى التقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك.
في حين أكيد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد أن الاحتلال يريد أن تنتهي أي سيطرة إسلامية على المسجد الأقصى المبارك، ونقل كامل السيطرة إليه.
وأشار إلى أن الاحتلال يريد أن يمارس انتهاكاته بحق المسجد الأقصى المبارك، دون أن يواجه أي ردة فعل من المقدسيين أو الفلسطينيين بشكل عام، من خلال مواصلته للضغط والملاحقة والاعتداء.
إقصاء دائرة الأوقاف
وفي إطار حربه المستعرة على الأقصى، يحاول الاحتلال أن يقصي دائرة أوقاف القدس عن دورها في المسجد الأقصى المبارك، بصفتها القائمة على إدارة شؤونه.
وقال أبو سنينة: “الاحتلال منع بالفترة الأخيرة لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك من ممارسة عملها في المسجد الأقصى، بهدف إغلاق مصلى باب الرحمة”.
وأردف: “الاحتلال يريد أن ينهي وجود دائرة أوقاف القدس، حتى يتسنى له الاستفراد في الأقصى، وهو ما سيسهل عليه تكريس التقسيم الزماني والمكاني”.
وحذر من تداعيات هذا الأمر وخطورته التي قد تصل إلى اقتطاع المنطقة الشرقية لصالح بناء كنيس يهودي في مكان مصلى باب الرحمة، ثم الانتقال إلى الخطوة الأكثر خطورة، وهي هدم الأقصى بالكامل وبناء الهيكل المزعوم”.
دعوات الرباط
وفي ظل هذا العدوان الخطير، دعا أبو سنينة الأهالي في مختلف أماكن تواجدهم، لشد الرحال وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك، لحمايته من مخططات الاحتلال الخطيرة.
وأطلق نداء استغاثة لأحرار العالم، بضرورة نصرة المسجد الأقصى المبارك، وجعله القضية الأهم والأبرز، لأنه أقدس مكان للمسلمين في فلسطين.
وناشد الكل الفلسطيني، لوقفة جادة، وموقف موحد، لإيقاف الاحتلال عند حده، ومنعه من التمادي في انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك.
وبرغم كل ما يشهده رواد الأقصى من ملاحقة وانتهاك واعتداء من قوات الاحتلال، إلا أن أعداد المرابطين آخذة بالازدياد، في إطار تكثيف دعوات الرباط والمناشدات بضرورة نصرته، الأمر الذي يستجيب له الأهالي ويترجموه عمليًا من خلال التواجد بالآلاف في الصلوات، والاستجابة لنداء الفجر العظيم، والرباط في باحاته بشكل مستمر، مؤكدين بذلك أنهم حماة الأقصى، وسده المنيع.