استكمالًا لتهويد مدينة القدس الذي لم يتوقف منذ وقوعها تحت الاحتلال عام 1967، تعود بلدية الاحتلال لفتح ملف المشروع الاستيطاني الذي يستهدف أحد أهم أحياء القدس وأكثرها حيوية لتقلبه من “وادي الجوز” إلى “وادي السيلكون”.
حددت ما تسمى “لجنة التخطيط والبناء المحلية” في بلدية الاحتلال جلسة لها يوم الأربعاء المقبل للبحث في مخطط “مشروع وادي الجوز هاي تك”: “وادي السيليكون” الاستيطاني الذي يهدف إلى تعزيز السيطرة والضم لمدينة القدس الشرقية المحتلة.
ويهدد الاحتلال نحو 200 منشأة تجارية وصناعية بالهدم لإتمام “الخطة” التي تهدف لإنشاء منطقة صناعية عالية التقنية ونحو 900 غرفة فندقية، وافتتاح حديقة في الحيّ، حسب زعمه.
وكانت بلدية الاحتلال، علقت في السابع من شهر شباط الماضي إعلانات تهدف إلى إخلاء المنشآت التجاريه والخدماتية والورش، على المحلات والشوارع في المنطقة الصناعية وادي الجوز كخطوة وتحضير لتنفيذ مخطط ما يسمى “بوادي السيليكون” لإقامة منطقة أو مجمع تكنولوجي استيطاني في المنطقة.
وأعلنت بلدية الاحتلال في بداية شهر حزيران 2020 عن خطط لبناء حديقة تكنولوجية مستوحاة من وادي السيليكون في الولايات المتحدة تسمى “وادي السيليكون” لتحل محل المنطقة الصناعية الواقعة في حي وادي الجوز الفلسطيني.
ووافقت “لجنة التخطيط والبناء المحلية” الاحتلالية على المخطط العام، مما يمهد الطريق لوضع مخططات تفصيليه لتطبيقه وبحجة “خدمة السكان “الأصليين في القدس، في تجاهل تام لاحتياجات السكان الفلسطينيين المقدسيين.
ويعتبر وادي الجوز اليوم مركزًا اقتصاديًا وصناعيًا للفلسطينيين في القدس المحتلة، حيث توجد فيه ما يزيد على مائتين منشأه من ورش إصلاح السيارات والميكانيكا والمحلات التجارية والخدمات الأخرى.
ويشير الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس، أنه خلال السنوات الـ 56 الماضية من الاحتلال والضم “الإسرائيلي”، دأبت “إسرائيل” على تنفيذ سياسات وممارسات مخطط لها ممنهج وتمييزي من الاستعمار والتمييز بهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية ونقل السكان الفلسطينيين الأصليين من أراضيهم، في موازاة ذلك، توسع “إسرائيل” المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية وتنقل سكانها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد الائتلاف انه بعد صعود اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو أصبحت الهجمة اقوى واعتى وتستخدم “إسرائيل” القانون المحلي والتخطيط الحضري لـ “تهويد” القدس، ولهذه الغاية تمت مصادرة 35% من 71 كم 2 التي ضمتها إسرائيل عام 1967 لبناء المستوطنات، و30% أخرى مخصصة كمناطق غير مخططة، و 22% مخصصة كمناطق خضراء وبنية تحتية عامة.
وهكذا في القدس الشرقية، موطن معظم الفلسطينيين المقدسيين، 87% من الأرض غير متاحة للبناء الفلسطيني، و13%فقط من الأراضي مخصصة للاستخدام الفلسطيني، على الرغم من أن معظم هذه المناطق مبنية بالفعل ومكتظة.
وقال الائتلاف :”صنفت بلدية القدس وادي الجوز على أنه “منطقة خضراء”، و تم تطوير هذه “الحدائق” من قبل البلدية لتعزيز أجندتها السياسية الخاصة، وبشكل أكثر دقة لضمان أغلبية يهودية في القدس.