تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها ومخططاتها المتصاعدة بحق المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لتقسيمه زمانياً ومكانياً، ثم هدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
آخر هذه المخططات هو إطلاق أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، اليوم الإثنين، لوبي جديد، تحت اسم “من أجل حرية اليهود في جبل الهيكل”، ويأتي هذا المخطط انطلاقاً من مساعيه الحثيثة لفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن اللوبي سيناقش أهمية الحرم القدسي في النسيج الإسرائيلي ومكانته في الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة.
وأوضح القائمون على المبادرة بأن الغرض من هذا اللوبي الترويج “لحرم الهيكل” (المسجد الأقصى)، وعلاقته باليهود، كما يهدف إلى زيادة عدد المقتحمين للأقصى وتعريفهم بأهمية هذه الخطوات.
الباحث والمختص في الشأن المقدسي د. جمال عمرو، أكد في حديثٍ خاص لـ”معراج” بأن الاحتلال ووفق مخططات استراتيجية ممنهجة، يستبيح كل ما يخص القضية الفلسطينية ويرنو لتدميرها بشكل نهائي، وإحلال كل ما يتعلق بمعتقداته مكانها.
ويؤكد د. عمرو بأننا اليوم أمام مرحلة خطيرة جداً تتمثل بـ “انكشاف الأهداف”، يسير مخططها بمحاولة إقناع وكسب ود المستوطنين بالمزيد من الجرائم والاعتداءات والانتهاكات وعلى رأسها السيطرة على المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً.
ويضيف الباحث بأن أخطر الأمور التي تهدد المسجد الأقصى المبارك اليوم هو تشكيل هذا اللوبي الجديد الذي أطلقه أعضاء من الكنيست بهدف تقسيم الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، مشدداً على أن الحكومة الصهيونية هي أبرز المنخرطين في التقسيم، فكيف لا وهي التي تضم أبرز متطرفي العصابات الصهيونية وجماعات المستوطنين الإرهابية القديمة.
ويشير إلى أن حكومة الاحتلال كشفت عن وجهها الحقيقي وهي “جماعات إرهابية فاشية” اقترفت قديماً أكثر من 123 مجزرة بحق الفلسطينيين، واليوم قادة هذه المنظمات تحكم دولة الاحتلال ونجدهم أعضاء كنيست ووزراء وليس فقط بن غفير وسموترتش، بل غالبية وزراءهم وأعضاء الكنيست هم كذلك أيضاً.
ولفت الباحث إلى أن التقسيم الزماني والمكاني الذي يسعى الاحتلال لفرضه، ليس بالسيطرة على مكان أو جزء معين وترك مكان آخر للمسلمين، بل بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والسماح في المرحلة الأولى للمسلمين بالصلاة بأجزاء منه، ثم السيطرة عليه تماماً وطرد المسلمين منه بشكلٍ نهائي.
وأوضح خلال حديثه لـ “معراج” بأن الاحتلال يلحظ حالة الضعف والتهاوي الشديد الذي تمر بها منظمة التحرير الفلسطينية ويدرك جيداً أنها مغيبة عن كل ما تمر به القضية الفلسطينية، وأنها اليوم باتت حبيسة بعض الأفراد الذين ليس لديهم أي موقف جدي تجاه الانتهاكات بحق الأرض والإنسان والمقدسات.
واستدرك قائلاً: “الاحتلال بعد إدراكه لهذه الحالة بدأ بالنزول لجمع الغنائم عبر تصعيد العدوان المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر جوهر وقضية الصراع مع الاحتلال، وكذلك العدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية عبر شرعنة آلاف البؤر الاستيطانية والمصادقة على عشرات المخططات يومياً”.