أكد مدير مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك بسام الحلاق أن الاحتلال الإسرائيلي ألحق أضرارًا فادحة في المصلى القبلي وعيادة الأقصى خلال اعتدائه على المصلين المعتكفين، مشددًا على أن الأضرار كانت الأكبر على الإطلاق.
وأوضح الحلاق، أن عيادة الأقصى أغلقت بفعل اعتداء قوات الاحتلال عليها وتدمير محتوياتها بالكامل، لأول مرة منذ إقامتها عام 1990.
وبيّن أن قوات الاحتلال دمرت المعدات الطبية كافة وباب العيادة، بالإضافة إلى الحائط الفاصل بين العيادة وجامع عمر.
وقال خلال حوار مع وكالة الصحافة الفلسطينية “صفا”: “إنها المرة الأولى التي يدمر فيها الاحتلال محتويات العيادة، رغم أنها تقدم الخدمات الطبية للوافدين للمسجد طوال العام، وخاصة في شهر رمضان الفضيل”.
ويوجد عيادتان داخل المسجد الأقصى، إحداهما ملاصقة لمبنى المصلى القبلي، والثانية مقابل سوق القطانين، ومن شأن تدمير إحداها التأثير سلبًا على متابعة الحالات المرضية وعلاجها.
وأشار الحلاق إلى أن قوات الاحتلال حطمت خلال اعتدائها على المعتكفين 3 نوافذ جصية في المصلى القبلي، واحدة في المنطقة الغربية العلوية، واثنتان في الواجهة الرئيسية من الداخل.
وذكر أن النافذتين في الواجهة الأمامية قديمتان، بينما النافذة في المنطقة الغربية العلوية تُعد إحدى النوافذ الستة التي جددتها لجنة الإعمار قبل ثلاثة أشهر.
وأكد أن “كل نافذة حطمتها قوات الاحتلال تحتاج جهدًا وتعبًا لستة أشهر حتى تجديدها، لأنها من النوافذ المعشقة الغالية وتحتاج للحفر اليدوي”.
ولفت إلى أن الاحتلال حطم النوافذ في الواجهة الرئيسية لأول مرة، عدا عن تحطيمه زجاج معظم نوافذ المصلى القبلي، والتي يبلغ عددها نحو 22 نافذة.
وأوضح الحلاق أن خسائر كبيرة لحقت بعيادة الأقصى، إذ دمرت قوات الاحتلال محتوياتها كافة من المعدات الطبية والأسرة وغيرها من المستلزمات.
وكانت قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على المعتكفين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى فجر أمس واليوم، وأطلقت قنابل الصوت والأعيرة المعدنية على المعتكفين من نوافذ المسجد، ما تسبب بإصابة العشرات منهم، واعتقلت نحو 400 منهم، قبل الإفراج عن معظمهم بشرط الإبعاد عن المسجد.
ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل حطمت قوات الاحتلال بابين أساسيين بالمسجد، الأول يؤدي إلى السدة التي يستخدمها رافعو الأذان في المصلى القبلي، والثاني تحت السدة، بالاضافة إلى تدمير المعدات الكهربائية، وفق الحلاق.
وقال الحلاق إن قوات الاحتلال حطمت أيضًا باب غرفة الأذان، وهو جديد تم تركيبه قبل شهر فقط.
وبيّن أن قنابل الصوت والأعيرة المعدنية التي أطلقتها قوات الاحتلال تسببت بحروق كثيرة في سجاد المصلى القبلي، كما حطمت خزائن الكهرباء وغرفة الحراس خلف محراب المصلى القبلي.
وأشار أن قوات الاحتلال حطمت الباب المؤدي إلى الأقصى القديم، والباب المؤدي إلى المكتبة الختنية داخل الأقصى القديم، بالاضافة إلى خلع باب الطوارئ رغم أنه حديد، وخزائن الأحذية وطاولات المصاحف.
وردًا على العدوان الإسرائيلي على المعتكفين في المسجد الأقصى، أطلقت المقاومة في قطاع غزة فجر الأربعاء والخميس نحو 25 صاروخًا باتجاه مستوطنات النقب الغربي وغلاف غزة؛ ما تسبب بأضرار مادية.
كما شهدت مناطق في القدس وأحيائها القديمة مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال، بالتزامن مع مواجهات أخرى على نقاط التماس في بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن الداخل الفلسطيني المحتل تخللها بعض المواجهات مع شرطة الاحتلال؛ تنديدًا بالعدوان على المسجد الأقصى.