وثقت نشرة “مرصاد” الصادرة عن شبكة معراج المقدسية، تصاعد اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك، خلال شهر فبراير/ شباط 2023.
نشرة مرصاد حصاد القدس والمسجد الأقصى فبراير/ شباط 2023
شهر أخر مليء بالمخاطر والانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.. فخلال فبراير/ شباط 2023 لم تتوقف اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في المدينة المقدسة ومسجدها المبارك.
حرب حقيقية.. بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هذا ما عاشته مدينة القدس المحتلة خلال شهر فبراير/ شباط 2023، فالاحتلال الإسرائيلي لم يترك انتهاكا إلا وارتكبه ضد المقدسيين في محاولة لتهجيرهم وتهويد مدينتهم المقدسة، لكن في مقابل هذا كله واصل أهالي المدينة المقدسة صمودهم وتجذرهم في أرضهم رافضين محاولات الاحتلال الهادفة إلى فرض السيادة الكاملة على مدينتهم ومسجدها الأقصى المبارك، ولعل أبرز أشكال المقاومة التي انتجها أهالي القدس خلال هذا الشهر تمثل في الإضراب الشامل والعصيان المدني، رفضاً لجرائم الاحتلال وسياساته العنصرية.
(مرصاد) حاولت مواكبة انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق المقدسيين، وأجملتها لكم في هذا التقرير.. مع العلم أن هذا ليس كل شيء فانتهاكات الاحتلال أكبر من أن تعد أو تحصى.
شهداء المدينة المقدسة
الشهيد: حسيـن خالـد قراقع (32 عاما)
بتاريخ 10 فبراير/ شباط 2023، استشهد الشاب حسين قراقع من بلدة العيساوية، وذلك بعد تنفيذه عملية دعس بطولية أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة أربعة بجراح.
الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال:
خلال شهر فبراير/ شباط 2023 احتجز الاحتلال جثمان الشهيد البطل حسين قراقع، وبذلك يبلغ عدد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال 25 شهيدا مقدسيا.
وقد سلم الاحتلال خلال فبراير/ شباط جثمان الشهيد المقدسي محمد علي محمد علي من مخيم شعفاط، وقد استشهد الفتى محمد علي (17 عاما) في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في مخيم شعفاط، واحتجزت سلطات الاحتلال جثمانه ورفضت تسليمه لعائلته في حينها.
تصاعد الإصابات
(111) مصابا برصاص الاحتلال وقنابله الغازية
عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فبراير/ شباط 2023 إلى تصعيد استهداف المقدسيين بشتى أنواع الأسلحة، فمن الرصاص الحي إلى استخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وليس انتهاء بالقنابل الغازية.
وقد سجلت عشرات الإصابات في صفوف المقدسيين، لعل أبرزها، في 13 فبراير/ شباط عندما أصيب نحو 30 مقدسيا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع خلال مواجهات أثناء هدم قوات الاحتلال منزلين لعائلة بشير في بلدة جبل المكبر، وكان من بين المصابين مصور قناة “الجزيرة” وائل سلايمة. وبتاريخ 14 فبراير أصيبت فتاة مقدسية بكسور في يدها بعدما تعرضت للسحل والإلقاء بقوة على الأرض من قبل جنود الاحتلال في مخيم شعفاط.
وأحصت (مرصاد) نحو (111) إصابة برصاص الاحتلال وقنابله الغازية في مدينة القدس المحتلة، وذلك خلال شهر فبراير/ شباط 2023.
استيطان متواصل
(8) مشاريع استيطانية
عمل الاحتلال الإسرائيلي كل ما في وسعه من أجل تكثيف المشاريع الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، في محاولة لتهويدها وتهجير سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين بدلا منهم، ولوحظ خلال فبراير/ شباط 2023، نشاط استيطاني ملحوظ في مدينة القدس المحتلة سواء من خلال استمرار العمل في مشاريع استيطانية سابقة، أو الإعلان عن مخططات تهويديه جديدة.
وخلال هذا الشهر رصدت “مرصاد” (8) مشاريع استيطانية في القدس المحتلة. وكان أبرز أعمال الاستيطان والتهويد خلال هذا الشهر:
– قرار بمُصادرة ما مساحته (252,395) دونمًا من أراضي بلدة حزما بذريعة توسيع الشارع الرئيسي ما بين بلدتي حزما وجبع شمال شرق القدس.
– الحكومة الإسرائيلية تسعى لتمرير خطة لإقامة حي استيطاني على أراضي مطار القدس الدولي، قرب مخيم قلنديا، وسيبنى على مساحة ألف و243 دونمًا.
– مخطط استيطاني على أراضي بلدة لفتا، يشمل إنشاء مراكز وأبراج تجارية ووحدات استيطانية، على مساحة تقدر بنحو 1.2 مليون متر مربع.
– مخطط لدمج مدرستي الميلوية والعمرية في مدرسة واحدة، وإفراغ مدرسة القادسية لجعلها مستوطنة.
– الشروع بإقامة قاعدة جديدة في حي وادي الربابة ضمن ما يعرف بمشروع الجسر الهوائي المعلق الذي سيسمح بزيادة أعداد المقتحمين من المستوطنين للمسجد الأقصى.
-المصادقة على الجزء الثاني من مشروع استيطاني جنوب القدس، على مساحة 7300 متر، ويشمل بناء ثلاثة أبراج استيطانية و35 وحدة استيطانية، وبناء مرافق رياضية وترفيهية.
-مخطط لتوسيع مستوطنة “جيفعات بنيامين” شمال القدس.
-مخطط لتوسيع مستوطنة (كفار ادوميم) على حساب أراضي قرية عناتا.
المسجد الأقصى.. تواصل التدنيس
(3583) مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى وأدوا طقوسهم التلمودية
خلال الشهر الجاري، تصاعدت انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وسجلت العديد من الانتهاكات بحق المسجد المبارك، التي اعتبرتها جماعات المستوطنين بأنها تأتي في إطار مساعيها للبسط سيطرتها الكاملة على المسجد وصولا إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم بدلا منه.
في المقابل واصل أهالي المدينة المقدسة والضفة والداخل المحتل، رباطهم في المسجد الأقصى المبارك وتصدوا لعصابات المستوطنين، كما عمروا المسجد المبارك خلال صلوات الفجر العظيم، وأيام الجمع التي سجلت حشود غفيرة من المصلين.
من أبرز انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى خلال فبراير/ شباط 2023 كان التالي:
-السجود الملحمي أمام أبواب المسجد.
– منع دائرة الأوقاف الإسلامية من ترميم مصليات الأقصى.
– اقتحام رئيس دولة تشاد للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
-أداء طقوس تلمودية في الجهة الشرقية لسور المسجد.
-دعوات جماعات المستوطنين لاقتحام الأقصى خلال ما يسمى بـ “عيد الفصح” الذي يتزامن مع شهر رمضان المقبل.
ورصدت “مرصاد” (20) اقتحاما للمسجد الأقصى خلال فبراير/ شباط 2023، فيما بلغ عدد المقتحمين نحو (3583) مستوطنا.
إبعاد المقدسيين ومنعهم من السفر
(20) قرار إبعاد ومنع سفر
(1) إبعاد عن مدينة القدس
(6) إبعاد عن المسجد الأقصى
(2) إبعاد عن البلدة القديمة
(10) إبعاد عن بلدات مقدسية
(1) منع من السفر
لا يمر يوم إلا ويمارس فيه الاحتلال الإسرائيلي سياسة إبعاد المقدسيين لا سيما المرابطين وحراس المسجد الأقصى المبارك، بهدف إفساح المجال للمستوطنين المتطرفين باقتحامه، بالإضافة إلى إحكام السيطرة المطلقة على مدينة القدس المحتلة.
وخلال شهر فبراير/ شباط، واصلت سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس وبلداتها، وتتراوح فترات الإبعاد ما بين 7 أيام إلى ستة أشهر، بادعاءات لا أساس لها من الصحة. وكان أبرزها تجديد قرار الإبعاد عن المسجد الأقصى مدة (6 أشهر) بحق الشيخ ناجح بكيرات، نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية بالقدس، وذلك للمرة الـ 30، بالإضافة إلى إبعاد الشيخ عبد الله علقم عن مدينة القدس.
وقد أصدر الاحتلال خلال فبراير/ شباط نحو (20) قرار إبعاد ومنع سفر.
الاعتقالات.. حرب مستعرة
(164) حالة اعتقال في مدينة القدس
صعد الاحتلال الإسرائيلي في شهر فبراير/ شباط 2023 من حملة استهدافه وملاحقته للمقدسيين، وشن حملات اعتقال بحقهم، في محاولة لتغييب دورهم في الدفاع عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه الاعتقالات، بالتزامن مع حملة تحريض واسعة يمارسها قادة الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين، ويقود هذه الحملة ما يسمى بوزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، ولعل أبرز الاعتقالات طالت عائلة الفدائي حسيـن خالـد قراقع، وذلك بعد تنفيذه عملية دعس بطولية أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة أربعة بجراح.
وسجلت (مرصاد) خلال شهر فبراير/ شباط (164) حالة اعتقال في مدينة القدس.
المستوطنون.. انتهاكات تزداد شراسة
(19) اعتداء نفذه قطعان المستوطنين
تلبية لدعوة المتطرف بن غفير بتصعيد الانتهاكات في مدينة القدس المحتلة، عمد قطعان المستوطنين إلى تكثيف اعتداءاتهم بحق المقدسيين خلال شهر فبراير/ شباط 2023، حيث شهد هذا الشهر شراسة في هذه الانتهاكات، وسط حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأصيب عددا من المقدسيين بجراح جراء الاعتداء عليهم من قبل عصابات المستوطنين، ففي 2 فبراير/ شباط أصيب الشاب المقدسي عامر أبو ميالة قرب باب الأسباط، جرّاء دهس مستوطن له. ونفذ قطعان المستوطنين العديد من أعمال السلب والنهب، والاستيلاء على الأراضي وتجريفها.
كما طالت اعتداءات المستوطنين أماكن العبادة في المدينة المقدسة، ففي 2 فبراير/ شباط قام أحد المستوطنين بتحطيم بعض محتويات كنيسة “حبس المسيح” في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وقبلها بيوم واحد اقتحم مستوطنون مصلى في كلية “هداسا” بالقدس، واعتدوا عليه برمي المصاحف أرضاً وإلقاء القمامة فيه.
هدم منازل المقدسيين يتصاعد
(36) عملية هدم وتجريف نفذها الاحتلال بالقدس
كثف الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية فبراير/ شباط، من عمليات الهدم في مدينة القدس، تحت ذريعة البناء دون ترخيص، وسط مخاوف من اشتداد الهجمة خلال الفترة المقبلة، وتحديدا مع دعوة وجهها ما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى مفتش شرطة الاحتلال كوبي شبتاي، طالبه فيها بتسريع هدم المنازل في القدس.
وسياسة هدم المنازل في القدس المحتلة ليس مجرد أرقام وإحصائيات أو خسائر مادية؛ بل هي جريمة مركبة تمس الروح والعقل والكرامة الإنسانية، وتهدف إلى إنهاء وجود الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.
وخلال فبراير/ شباط 2023، أطلق نشطاء التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية بعنونا #أوقفوا_هدم_القدس احتجاجًا على سياسة الاحتلال بهدم منازل المقدسيين. وأيضا ابتكر أهالي المدينة المقدسة العديد من الوسائل لمقاومة سياسة الهدم لعل أحدثها سكب الزيت في الشوارع في محاولة لعرقلة دخول آليات الاحتلال إلى البلدات المقدسية.
وفي 6 فبراير/ شباط 2023، تجمهر الأهالي واصطفت عشرات المركبات أمام 5 محلات تجارية كان ينوي الاحتلال هدمها في حي الصلعة في بلدة جبل المكبر، الأمر الذي أعاق دخول الجرافات، وأجبرها على الانسحاب. وقبلها بأيام، أغلق أهالي البلدة الشوارع بحاويات النفايات وأشعلوا الإطارات المطاطية، ما أعاق عملية هدم منازل في البلدة.
ورصدت “مرصاد” (36) عملية هدم وتجريف، في مدينة القدس المحتلة خلال هذا الشهر من بينها (9) عمليات هدم ذاتي.
وأبرز عمليات الهدم التي شهدتها المدينة المقدسة والتي رصدتها “مرصاد” كانت كالتالي:
-هدم منزل المقدسي أكرم عميرة في بلدة صور باهر.
-هدم غرفة خشبية للمقدسي صلاح حجازي في حيّ العباسية ببلدة سلوان.
-هدم مقهى يعود للمواطن عوض أبو صبيح في بلدة بيت حنينا.
-هدم منشأة زراعية في تجمع العراعرة بمنطقة الكسارات.
3 شباط 2023
-إجبار المقدسي صلاح القنبر على هدم منزله ذاتياً في جبل المكبر.
7 شباط 2023
– هدم غرفة زراعية تعود للمواطن أحمد سرحان بحي الثوري في بلدة سلوان.
– إجبار المقدسي آدم سمرين على هدم غرفتين زراعيتين بشكل ذاتي قسري في بلدة سلوان.
11 شباط 2023
-إجبار المقدسي محمد الأعور على هدم بقية منزله ذاتياً، في بلدة سلوان.
-إجبار المقدسي عثمان هاجس على هدم منزله ذاتياً، في بلدة جبل المكبر.
12 شباط 2023
-الاحتلال يغلق منزل عائلة الشهيد حسين قراقع في بلدة الطور ويهدم جدرانه الداخلية.
13 شباط 2023
– هدم منزل المقدسي إبراهيم بشير ومنزل نجله أدهم وتجريف أرض، في بلدة جبل المكبر.
-هدم سور للمقدسي أمجد جعابيص في بلدة جبل المكبر.
– جمعيات استيطانية تجرف أرضًا محاذية لأرض الحمراء في بلدة سلوان.
14 شباط 2023
-إجبار المقدسي زكريا محيسن على هدم شقته التي مازالت قيد الإنشاء في بلدة العيساوية.
-هدم بركس وموقف للمركبات، تعود للمقدسي علاء غيث، في ببلدة سلوان.
15 شباط 2023
-إجبار المقدسي حسن زكريا محيسن على هدم أجزاء من منزله ببلدة العيساوية.
-تجريف أرضاً في بلدة الرام.
– هدم 7 محلات تجارية في بلدة شعفاط، بحجة عدم الترخيص.
16 شباط 2023
-إجبار المقدسي علي أبو صوي على هدم منزله قسرًا، في حي وادي قدوم ببلدة سلوان.
-هدم كرفانات وبركسات لتربية الخيول في قرية الولجة.
22شباط 2023
– هدم غرفة سكنية و3 خزانات مياه إضافة إلى بركسين زراعيين، في تجمع وادي جمل شرقي بلدة العزيزية.
– هدم ثلاثة منازل في بلدة الولجة.
26 شباط 2023
– الاحتلال يجبر المقدسي عطا العباسي على هدم منزله ذاتيا في حي سويح ببلدة سلوان.
28 شباط 2023
-هدم منزل المقدسي إيهاب الحصيني في بلدة جبل المكبر.
– استكمال هدم منزل المقدسي حسن محيسن في بلدة العيساوية.
– الاحتلال يجبر المقدسي حمزة كيلاني على هدم منزله في حي رأس العامود ببلدة سلوان.
مقدسيون خلف أسوار السجن
(21) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالسجن الفعلي
(31) مقدسيين صدر بحقهم دفع غرامات مالية
(31) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالحبس المنزلي
(16) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالاعتقال الإداري
تعد المحاكم من أبرز الوسائل التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في التضييق على المقدسيين، إذ إن هذه المحاكم تعمل ضد المقدسيين وتفرض عليهم الأحكام الجائرة التي لا تمت للعدالة بصلة.
وأصدرت محاكم الاحتلال خلال شهر فبراير/ شباط عشرات الأحكام الجائرة بحق المقدسيين، وتنوعت هذه الأحكام ما بين الحبس المنزلي والاعتقال الإداري ومنع التواصل، ومنع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وفرض الغرامات المالية الباهظة، بالإضافة إلى السجن الفعلي.
المقدسيون يبدعون في مقاومة الاحتلال
(4) قتلى صهاينة
(6) مصابون صهاينة
(2) عمليات إطلاق نار
(6) عمليات إلقاء زجاجات حارقة
(5) عمليات تصدى للمستوطنين
(68) نقطة مواجهة
(11) عملية إلقاء مفرقعات نارية
(5) عمليات إلقاء عبوات ناسفة
(2) عمليات طعن
(1) عملية دهس
لم يمر تاريخ 10 فبراير/ شباط 2023، مرور الكرام على الاحتلال الإسرائيلي، فبعد سلسلة من الجرائم الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام وأهالي القدس بشكل خاص، جاءت عملية الدعس البطولية التي نفذها الفدائي البطل حسين قراقع في حي “راموت” الاستيطاني بالقدس، وأدت لمقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين، لتشكل صفعة على وجه قادة الاحتلال.
وجن جنون الاحتلال بعد العملية، فعمد إلى تصعيد وتيرة اعتداءاته وإجراءاته العنصرية بحق المقدسيين وممتلكاتهم، في محاولة لزيادة الضغط عليهم، وإضعاف مقاومتهم وصمودهم، لكن أهالي المدينة لم يستسلموا لهذه الإجراءات وقاوموها بشتى الطرق والوسائل، وعلى رأسها رشق القوات المقتحمة بالحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة، وإطلاق النار على حواجز الاحتلال العسكرية، وسكب الزيت في شوارع المدينة لعرقلة اقتحامها من قبل الاحتلال، بالإضافة إلى التصدي لقطعان المستوطنين وتحطيم مركباتهم.
واحتجاجا على سياسة الهدم والتهجير في جبل المكبر، وإجراءات التفتيش والتنكيل على حاجز مخيم شعفاط، شهدت عدة بلدات مقدسية خلال فبراير/ شباط 2023 عصيانًا مدنيًا، وإضرابًا شاملًا لعدة أيام، أغلق خلاله الشبان الطرقات ومداخل البلدات بالحجارة، والإطارات المشتعلة والأخشاب والحاويات. وفي 23 فبراير 2023 عمّ الإضراب الشامل، قرى ومخيمات القدس استنكارًا وحدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدينة نابلس.
اقتحام البلدات المقدسية
(114) عملية اقتحام
لم تسلم أي بلدة أو حي مقدسي، من الاقتحامات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال، ويتخلل هذه الاقتحامات مداهمة المنازل، واعتقال الرجال والنساء، ونصب الحواجز العسكرية على مداخل الأحياء والقرى، وتحرير المخالفات وفرض الغرامات المالية.
التعليم.. معركة ثبات
عمل الاحتلال خلال فبراير/ شباط بكل قوة من أجل التضييق على المسيرة التعليمية في المدينة المقدسة، ومحاولة حرف بوصلتها، لكن الأهالي واصلوا تصديهم له وأفشلوا مخططاته.
وشهدت المدينة المقدسة في 25 فبراير/ شباط وقفة للأهالي ولجنة أولياء الأمور في مدرستي العمرية للذكور والمولوية للبنات بالبلدة القديمة، رفضا لقرار بلدية الاحتلال دمج المدرستين في مدرسة واحدة مختلطة. كما أعرب المحتجون عن رفضهم القاطع لهذا القرار الجائر، وإخلاء مدرسة القادسية للسيطرة عليها، بعد دمج طالباتها بمدرستي المولوية والعمرية.
وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية تجاه جامعة القدس أبو ديس أكثر من مرة ما أدى إلى إصابة العشرات بجراح، وأيضا عرقل الاحتلال وصول الطلبة إلى مدارسهم عبر فرض تشديدات على حاجز مخيم شعفاط.
خاتمة
ينتظر مدينة القدس أياما عصيبة.. هذا ما يجمع عليه المتابعون للشأن المقدسي، لا سيا في ظل تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي لا ينفك يتوعد المقدسيين بمزيد من الانتهاكات… وأيضا تستعد قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز تواجدها العسكري ونشر المزيد من قواتها، وفرق الخيالة في المدينة المقدسة، مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل، الذي يتزامن هذا العام مع ما يسمى بعيد “الفصح” اليهودي الذي تحشد له جماعات المستوطنين، منذ الآن للاحتفال به في رحاب المسجد الأقصى المبارك.. ما ينذر بتصاعد المواجهات في المدينة. لكن أياً يكن فإن إرادة المقدسيين صلبة ولا يمكن لكائن من كان أن ينال من تمسكهم بأرضهم وأقصاهم.. ما يشكل رسالة للاحتلال بأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.. وستبقى… ولا يمكن لقوة غاشمة أو محتل عابر أن يغير هذه الحقيقة الثابتة.