تأتي ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام في ظل هجمة شرسة متصاعدة تحيط بالمدينة المقدسة وأهلها عموماً والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، تقودها حكومة إسرائيلية وصفت بأنها الأشد تطرفاً وعنصرية في تاريخ “إسرائيل”، ضمت أكثر الأحزاب السياسية والدينية تطرفا في المجتمع الإسرائيلي والمعروفة بمواقفها العنصرية ضد العرب والمسلمين من جانب، وتوجهاتها لتعزيز دخول جماعات يهودية الى باحات المسجد الأقصى، وتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس من جانب آخر.
أما على أرض الواقع، فليس ببعيدٍ عن تشكيل هذه الحكومة المتطرفة، شهد المقدسيون تحولاتٍ تاريخية في المدينة، فما بين تصاعد الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى ومجازر الهدم القسري التي تطال أحياء المقدسيين ومنازلهم، وبين الاعتداءات اليومية بالتنكيل والاعتقال والإبعاد والحبس المنزلي، واشتداد معركة التهويد وأسرلة المناهج التعليمية، تأتي هذه الذكرى وسط تغولٍ جديد من حكومة الاحتلال طال الأسرى والمحررين في حرب ضروس ابتداءً بإقرار قانون سحب الإقامة الدائمة والجنسية منهم وعائلاتهم وليس انتهاءً بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم ومركباتهم والحجز على حساباتهم البنكية.
وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة قال في حديثٍ خاص لـ “معراج”، إن أكثر الملامح التي تبدو لنا من نعمة الإسراء والمعراج إلى بيت المقدس ومنه إلى السماء، أن هذا الإسراء جاء بشرى مفعمة بالأمل بعد كآبة شديدة تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة في شعب أبي طالب وبعد وفاة زوجته خديجة عليها السلام ووفاة نصيره عمه أبي طالب.
وأضاف أبو عرفة: “المسلمون اليوم عامة والفلسطينيون خاصة هم في أشد هذه كآبة والحلكة فيا يتعرضون له من ظروف، وهم أهل لأن يستبشروا بخاتمة هذه المرحلة شديدة السواد، فطوبى إن شاء الله للمقدسيين المرابطين بأعمالهم الصالحات وليستبشروا وليتفاءلوا.
ولفت إلى أن المقدسيين اليوم يحتفون بالقدس والمسجد الأقصى المبارك ويفدونه بأرواحهم، فنجد الرجال والنساء، الأطفال والشباب والشيوخ يبذلون لأجله الغالي والنفيس من عرقهم وأوقاتهم وأموالهم، مشدداً على أن هذه العلامات هي علامات استبشار وليس هناك ما يدعوا للتشاؤم أو الرجوع القهقرة أو القعود.
وشدد أبو عرفة على أن الصمود والثبات والرباط كان خلال العقود والسنوات الماضية شعاراً وتاجاً للرؤوس وسيبقى كذلك بإذن الله تعالى طالما على هذه الأرض محتل كهذا.
ووجه أبو عرفة رسالة للعدو الإسرائيلي قائلاً: الظلم ظلمات وما من ظالم متجبر إلا وله نهاية وخاتمة وقد طفح الكيل بكم وحريٌ بكم أن تردوا عن ذلك أنتم ووكلاؤكم لو بقي لكم نصيب من حياة على هذه الأرض.