وثقت نشرة “مرصاد” الصادرة عن شبكة معراج المقدسية، تصاعد اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك، خلال شهر ديسمبر/ كانون أول 2022.
نشرة مرصاد حصاد القدس والمسجد الأقصى ديسمبر/ كانون أول 2022
شهر أخر مليء بالمخاطر والانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.. فخلال ديسمبر/كانون أول 2022 لم تتوقف اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في المدينة المقدسة ومسجدها المبارك.
في المقابل سطر المقدسيون أروع أنواع الصمود والتحدي في مواجهة تلك الانتهاكات، وتشبثوا بأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، رافضين كل محاولات تهجيرهم.
(مرصاد) رصدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خلال ديسمبر/ كانون أول 2022، من خلال التقرير التالي.
شهداء المدينة المقدسة
الشهيد: محمد يوسف مطير (28 عاما)
الشهيد: مهند يوسف مطير (24 عاما)
في السابع عشر من ديسمبر/ كانون أول 2022 استشهد الشقيقين المقدسيين محمد يوسف مطير (28 عاما) وشقيقه مهند (24 عاما) من مخيم قلنديا، دهسا من قبل مستوطن على حاجز زعترة العسكري، جنوب نابلس.
وباستشهاد الشقيقين مطير يرتفع عدد شهداء المدينة المقدسة إلى 19 شهيدا منذ بداية العام 2022.
الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال:
23 شهيدا مقدسيا تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني احتجاز جثامينهم في ثلاجاتها ومقابر أرقامها. وفي صرخة مقدسية مدوية للمطالبة بالإفراج عن هذه الجثامين واصل أهالي المدينة المقدسية خلال كانون أول/ ديسمبر 2022 فعالياتهم الاحتجاجية، كان أبرزها في مخيم قلنديا عندما خرجت مسيرة حاشدة تجاه حاجز المخيم ما دفع الاحتلال إلى إطلاق الرصاص وقنابل الغاز تجاه المحتجين.
الإصابات
(45) مصابا برصاص الاحتلال وقنابله الغازية
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المغلف بالمطاط لقمع المقدسيين خلال ديسمبر/ كانون أول 2022، حيث تتعمد قوات الاحتلال إطلاق الرصاص على المواطنين الذين يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم، ويتسبب رصاص الاحتلال في إصابات بالغة، فيما تتسبب القنابل الغازية في اختناقات شديدة، وبالإضافة إلى ذلك لم تتورع قوات الاحتلال في الاعتداء على المقدسيين بالضرب المبرح بالعصي وأعقاب البنادق.
وخلال هذا الشهر رصدت “مرصاد” (45) إصابة برصاص الاحتلال وقنابله الغازية.
الاستيطان يتصاعد
(7) مشاريع استيطانية
في محاولة إسرائيلية متواصلة لكسر حاجز التفوق الديمغرافي الفلسطيني الحالي في القدس المحتلة لصالح المستوطنين، واصل الاحتلال مشاريعه الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة خلال ديسمبر/ كانون أول 2022 فبات يسلب المزيد من الأراضي، ويقدم كافة التسهيلات والامتيازات لصالح المستوطنين من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية جديدة.
خلال كانون أول/ ديسمبر 2022 رصدت “مرصاد” (7) مشاريع استيطانية جديدة في القدس المحتلة: كان أبرزها:
-شقت آليات الاحتلال طريقا استيطانيا جديدا من أراضي المواطنين في بلدة الجديرة شمال غرب القدس المحتلة، بزعم إصلاح أبراج الضغط العالي المغذية لسجن عوفر.
-صادقت لجنة المالية في “الكنيست” على تحويل 50 مليون شيكل لمشروع الطريق الاستيطاني 437، الواصل من بلدة حزما حتى مستوطنات مدينة رام الله، وسيقضم المشروع آلاف الدونمات من أراضي القدس المحتلة خاصة حزما وعناتا والعيسوية.
-الإعلان عن حصول إحدى الشركات الاستيطانية على ثلاثة عطاءات لمشاريع بناء ألف وحدة استيطانية في القدس، منها 600 في مستوطنة “بسغات زئيف”، ونحو 240 وحدة في “حي أرنونا” بجبل المكبر، وحوالي 160 وحدة في “تلبيوت” القديمة.
-الإعلان عن مشروع استيطاني لبناء حوالي 380 وحدة في مستوطنة التلة الفرنسية.
– الاحتلال يصادق على ميزانية قدرها 46 مليون شيكل لمخطط طرق استيطانية جديدة شرق القدس، وإنشاء مجمع مستشفيات وعيادات في ما يسمى مركز “هرتسوغ” الطبي بقرية لفتا المهجرة، ويتمركز المخطط على 18 موقعًا رئيسيًا تمتد من الشمال إلى الجنوب، بما في ذلك تقاطع العيسوية، وطريق وادي الجوز، وطريق حي وادي قدوم في سلوان.
اقتحامات المسجد الأقصى.. انتهاكات خطيرة
(4319) مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى وأدوا طقوسهم التلمودية
شهد المسجد الأقصى المبارك خلال ديسمبر/ كانون أول 2022 انتهاكات بالجملة من قبل الاحتلال وجماعات الهيكل المزعوم، إذ تزامن ما يسمى عيد (الحانوكاه) العبري خلال هذا الشهر، وفي تصعيد خطير شهد المسجد الأقصى أداء قطعان المستوطنين لطقوس ما يسمى “السجود الملحمي” بشكل جماعي داخل المسجد، كما نفذوا الرقص والغناء بشكل استفزازي، بالإضافة إلى أداء بعض الطقوس التلمودية الأخرى.
كما اقتحم المسجد قادة أحزاب اليمين المتطرف وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، وعلى رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير، والمتطرف تسڤيكا فوجيل، بالإضافة إلى المتطرف يهودا غليك.
وواصلت قوات الاحتلال خلال ديسمبر 2022 التضييق على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد الأقصى، واحتجزت الهويات الشخصية للمئات عند بواباته الخارجية.
ورصدت “مرصاد” (21) اقتحاما للمسجد الأقصى خلال ديسمبر/ كانون أول 2022، فيما بلغ عدد المقتحمين نحو (4319) مستوطنا.
الإبعاد عن الأقصى والقدس
(28) قرار إبعاد ومنع سفر
(13) عن المسجد الأقصى
(9) عن البلدة القديمة
(1) إلى الخارج
(5) منع سفر
صعد الاحتلال الإسرائيلي خلال كانون أول/ ديسمبر 2022، سياسته العنصرية المتمثلة في إبعاد المقدسيين.
ويمارس الاحتلال الاسرائيلي سياسة الإبعاد بحق المقدسيين عبر أشكال متعددة، الإبعاد عن المسجد الأقصى أو البلدة القديمة أو القدس بكاملها، كما حصل مع المحامي المقدسي صلاح الحموري الذي تم إبعاده هذا الشهر إلى فرنسا، بعد 9 أشهر من اعتقاله إداريا.
وقد أصدر الاحتلال خلال ديسمبر نحو (28) قرار إبعاد ومنع سفر، منهم (13) عن المسجد الأقصى، و(9) عن البلدة القديمة، و(1) إلى الخارج، بالإضافة إلى (5) قرارات منع سفر.
الاعتقالات.. حرب مستعرة
(158) حالة اعتقال في مدينة القدس
من بينهم (31) طفلا وقاصرا و(8) نساء وقاصرات
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال ديسمبر/ كانون أول 2022 حملة اعتقالات طالت مئات المقدسيين، ولا يكاد يمرّ يوم دون أن تسمع عن اعتقالات تطال المقدسيين سواء من داخل منازلهم ليلا، أو أثناء رباطهم في المسجد الأقصى المبارك، أو أثناء مرورهم عبر حواجز الاحتلال المنشرة في أرجاء المدينة.
وسجلت (مرصاد) خلال شهر ديسمبر/ كانون أول 2022 (158) حالة اعتقال في مدينة القدس، من بينها (31) طفلا وقاصرا، و(8) نساء وقاصرات.
المستوطنون يواصلون انتهاكاتهم
(16) اعتداء نفذه قطعان المستوطنين
صعدت جماعات المستوطنين من اعتداءاتها وممارساتها الاستفزازية خلال هذا الشهر، واعتدت على المقدسيين، وأغارت على أراضيهم الزراعية، وسرقتها، وكان أبرزها استيلاءها وبغطاء من حكومة الاحتلال على أرض الحمرا ببلدة سلوان، حيث تعد هذه الأرض من أهم قطع الأراضي على الإطلاق في سلوان من الناحيتين التاريخية والجغرافية، كما تعتبر جزء من النظام المائي لعين سلوان التاريخية.
مجزرة الهدم متواصلة
(16) منزلا ومنشأة هدمها الاحتلال بالقدس
كما هو الحال كل شهر.. يعد الهدم أبرز سلاح تحارب فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي مدينة القدس المحتلة، في محاولة لتهجيرهم عن مدينتهم. ولعل تسليم سكان بناية وادي قدوم ببلدة سلوان البالغ عددهم 100 فرد، إخطارات بهدم بنايتهم المكونة من 11 شقة تعد المأساة الأبرز خلال هذا الشهر، كما سلم الاحتلال مجمع أبو نوار شرق القدس أربع إخطارات بوقف البناء وأمهل المواطنين مدة 10 أيام للاعتراض، بالإضافة إلى إصدار قرارًا بهدم منزل الشهيد عدي التميمي منفذ عمليتي حاجز مخيم شعفاط ومستوطنة معاليه أدوميم.
ورصدت “مرصاد” (16) عملية هدم وتجريف، في مدينة القدس المحتلة خلال ديسمبر/ كانون أول 2022، من بينها (3) عمليات هدم ذاتي.
وأبرز عمليات الهدم التي شهدتها المدينة المقدسة والتي رصدتها “مرصاد” كانت كالتالي:
- 1 كانون أول 2022 .. هدمت جرافات الاحتلال مغسلة للسيارات في بلدة قلنديا.
- 7 كانون أول 2022 .. شقت آليات الاحتلال طريق استيطاني جديد من أراضي المواطنين في بلدة الجديرة وهدمت بركسات خيول وطيور وأغنام تعود ملكيتها لعائلة الطويل في بلدة بيت حنينا.
- 12 كانون أول 2022 .. أجبر الاحتلال المقدسي ثائر عبيد على هدم منزله قيد الإنشاء في بلدة العيساوية.
- 13 كانون أول 2022 .. تنفيذ عمليات هدم في بلدة الجيب شمال غرب القدس، شملت منشآت زراعية وتجريف أراض وهدم محل تصليح سيارات.
- 17 كانون أول 2022 .. أجبر الاحتلال عائلة زحايكة على هدم منزلها في بلدة جبل المكبر.
- 20 كانون أول 2022 .. هدم الاحتلال ما تبقى من منزل عائلة أبو فرحة في حي رأس العامود ببلدة سلوان، كما هدم ممرًا يربط بين منزل عائلة أبو رجب والشارع الرئيسي في حي البستان ببلدة سلوان.
- 25 كانون أول 2022 .. هدم الاحتلال بركسًا زراعيًا يعود لعائلة ناصر في بلدة العيساوية.
- 31 كانون أول 2022 .. الاحتلال يجبر المقدسي مصطفى عرامين من حي وادي الجوز على هدم منزله قسريا بحجة البناء بدون ترخيص، كما هدم بركسات تعود لعائلة شقيرات في برية السواحرة بالقدس المحتلة.
مقدسيون خلف أسوار السجن
(18) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالسجن الفعلي
(6) مقدسيين صدر بحقهم دفع غرامات مالية
(18) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالحبس المنزلي
(14) مقدسيا صدر بحقهم حكما بالاعتقال الإداري
العشرات من الأحكام الجائرة أصدرتها محاكم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي المدينة المقدسة، تنوعت ما بين الحبس المنزلي، والاعتقال الإداري، والغرامات المالية، والمنع من استخدام مواقع التواصل، بالإضافة إلى أحكام السجن الظالمة.
المقاومة مستمرة .. ما دامت القدس محتلة
(70) عملية مقاومة ونقطة مواجهة
(2) مصابون صهاينة
(7) عمليات إلقاء زجاجات حارقة
(11) عملية تصدى للمستوطنين
(38) نقطة مواجهة
(5) عمليات إلقاء مفرقعات نارية
(7) عمليات إلقاء عبوات ناسفة
الانتفاضة مستمرة مادامت القدس محتلة.. هذا هو شعار أهل مدينة القدس المحتلة خلال ديسمبر/ كانون أول 2022 وفي كل شهر.. حيث واصلوا مقاومتهم للاحتلال من خلال إشعال نحو (38) نقطة مواجهة، ونفذوا العديد من عمليات المقاومة التي تنوعت ما بين إلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية والتصدي لقوات الاحتلال وعصابات المستوطنين ورشقهم بالحجارة.
اقتحام بلدات القدس
(94) عملية اقتحام
بشكل يومي.. شهدت أحياء مدينة القدس المحتلة اقتحامات من قبل قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، وعمد الاحتلال خلال اقتحاماته إلى اقتحام المنازل وتخريب ممتلكاتها واعتقال الشبان والتنكيل بهم؛ وتصدى الشبان لهذه القوات وأمطروها بالحجارة والمفرقعات النارية ما أجبرها في كثير من الأحيان إلى الهروب.
ورصدنا نحو (94) اقتحام لقرى وبلدات وأحياء مدينة القدس المحتلة خلال هذا الشهر، وتخلل معظم هذه الاقتحامات مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان المقدسيين.
معركة التعليم في القدس
لم تسلم المسيرة التعليمية من انتهاكات الاحتلال خلال هذا الشهر، فتنوعت انتهاكات الاحتلال ما بين الاعتداء على الطلبة، ورشهم بقنابل الغاز، واقتحام حرم جامعة القدس أبو ديس.
وكانت أبرز اعتداءات الاحتلال في 20 ديسمبر/ كانون أول عندما حاولت طواقم الاحتلال اقتحام المدرسة الابراهيمية لفحص وتفتيش المنهاج الذي يدرس، لكن الحراس تصدوا لهم ومنعوهم من الدخول الى المدرسة.
وفي 21 ديسمبر/ كانون أول 2022 أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب حرم جامعة القدس ببلدة أبو ديس بالقدس ما أدى إلى إصابة العديد من الطلبة بالاختناق.
ختاماً.. لا يختلف شهر ديسمبر عن باقي شهور العام لدى المقدسيين، فكما استقبلوا عام 2022 بمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية.. يودعوه أيضا بمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية.. ديسمبر الذي ارتقى فيه محمد ومهند مطير ليلتحقا بـ 17 مقدسيا ارتقوا خلال هذا العام الفائت برصاص الاحتلال..
الكثير من الانتهاكات سجلت خلال هذا الشهر بحق المدينة وسكانها ومقدساتها، يرافقها حالة من الإحباط لشعور أهالي المدينة باكتمال حلقات المؤامرة بحقهم وسط حالة من الصمت الدولي المريب… لكن مقاومتهم هي الضمان الوحيد لإفشال هذه المخططات الخبيثة.