عشرات العائلات المقدسية كبارها وصغارها شيوخها وأطفالها، أكبرهم 70 عاماً وأصغرهم 5 أعوام، تنافست في مشهدٍ مهيب على لقب “العائلة القرآنية”، بمشاركة 600 مقدسي معظمهم من الأطفال.
مسابقةٌ قرآنية أعلن عنها مركز زيد بن ثابت لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم حملت أجواءً تنافسية بين العائلات المقدسية سعياً للتتويج بلقب “العائلة القرآنية” الأولى في تخريج أكبر عدد من أبناءها في حفظ سورٍ من القرآن الكريم، عقدت داخل أروقة المصلى المرواني بالمسجد الأقصى المبارك.
وضمت المسابقة وفق القائمين عليها 4 مراحل، توزعت على الفئات العمرية: الأولى من عمر 5 إلى 7 سنوات لحفظ سورة (الملك)، والثانية من 8 حتى 11 عاما لحفظ سورة (الواقعة)، والثالثة من 12 حتى 14 عاما لحفظ سورة (الإسراء)، والرابعة من عمر 15 فما فوق لحفظ سورة (الأنعام).
الأستاذة نادية دويات إحدى المحفظات القائمات على مركز زيد بن ثابت قالت في حديثٍ خاص لـ “معراج”، هذا المركز أنشأ في عام 1999 في بلدة صور باهر بمدينة القدس، واختص بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتجويده لكافة المراحل العمرية، وكان يُعنى بمتابعة المراحل العمرية الصغيرة عبر المدارس والمساجد في مختلف مناطق مدينة القدس المحتلة.
وأضافت: “تم نشر فكرة هذه المسابقة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولامسنا إقبالاً ورواجاً كبيرين من قبل العوائل المقدسية، كما شهدت المسابقة أجواءً تنافسيةً وحماسيةً بين العوائل غير مسبوقة”.
وتابعت: “امتد التسميع على مدار يومي السبت والأحد، وتقدم خلالهما 600 مشارك مقدسي معظمهم من الأطفال، أمام لجان تحكيم مكونة من 14 محفّظا ومحفّظة قاسوا أداء المتسابقين وفق إتقان الحفظ وأحكام التجويد، حيث اختار كل متسابق بطاقة عشوائية من مجموعة بطاقات تحتوي مواضع التلاوة من كل سورة قرآنية”.
وأكدت أن المركز وضع عدة معايير لضبط جودة الحفظ والإتقان في القراءة تناسب مع جميع الفئات العمرية، كإتقان أحكام التجويد وسلامة مخارج الحروف وإتقان الحفظ، حيث كان عدد الطلبة الأوائل الذين حظوا بدرجة 100% في الحفظ والإتقان 124 طالب وطالبة في جميع المستويات، أما المرتبة الثانية التي حظيَ فيها الطلبة على علامات ما بين 99 و 90 % وصل عددهم إلى 225 طالب وطالبة.
وأوضحت دويات أن نجاح هذه المسابقة في الوصول إلى أكبر قدر وعدد من العوائل المقدسية، كان نابعاً من نجاح المركز في استمرارية التواصل مع الطلبة المهتمين في هذا الشأن وعوائلهم، عبر تواجد المحفظات في مدارس مدينة القدس في الفترات الدراسية، إضافةً إلى تواجدهم أيضاً ومتابعتهم للطلبة في كافة مراكز التحفيظ القريبة على منازلهم في فترات العُطل والإجازة الصيفية.
من جانبها لفتت السيدة أم إبراهيم النتشة، إحدى السيدات المشاركات برفقة أطفالها الثلاثة مع عائلتها الفائزة بلقب “العائلة القرآنية” إلى أن المركز كان على متابعة دائمة مع الطلبة واتبع كافة أساليب التعزيز المادي والمعنوي مع أبناءنا لتوطيد الترابط بينهم وبين القرآن الكريم.
وأوضحت السيدة أم إبراهيم في حديثٍ خاص لـ “معراج”، أن عائلة النتشة كانت من أكبر العائلات المشاركة في هذه المسابقة القرآنية حيث وصل عدد أبناءها المشاركين إلى قرابة 60 طالب وطالبة، وحصل غالبيتهم على المرتبة الأولى والثانية في الحفظ والإتقان.
وتابعت: “كنا على درجة كبيرة من الحرص على وصول أبناءنا إلى تمكين الحفظ وإتقان قواعد التجويد ومخارج الحروف مع المحفّظين والمحفّظات، للوصول للجاهزية التامة عند موعد إجراء امتحان المسابقة”.
وأضافت: “كنا في مشهدٍ مهيب، غايةٍ في الروعة عندما كان يقف كل أب مع أبناءه يسردون آياتٍ وسورٍ من القرآن الكريم ويرتلونها بإتقانٍ عالٍ في مكان مقدس كالمسجد الأقصى المبارك، فكل الشكر للقائمين والداعمين لهذا المشروع العظيم”.