تصحبكم شبكة “معراج” المقدسية في جولة أسبوعية في المسجد الأقصى المبارك، عبر سلسلة من الحلقات للاستكشاف والبحث في تاريخ الأقصى المبارك، معالمه وأروقته، أبوابه ومصلياته، باحاته وقبابه، برفقة الباحث المقدسي رضوان عمرو، مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك.
نبدأ هذه السلسلة في الحديث عن أبواب المسجد الأقصى المبارك .. تاريخها وأسماؤها وحالتها فلنتابع سوياً..
أبواب المسجد الأقصى المبارك
يؤكد الباحث رضوان عمرو أن أبواب الأقصى المفتوحة تتركز في الضلع الشمالي والضلع الغربي للمسجد الأقصى فقط، أما الضلع الجنوبي والضلع الشرقي فليس فيهما أبواباً مفتوحة، مشيراً إلى أن جميعها قد أغلقت لدواعي أمنية في عهود سابقة منذ التحرير الأيوبي للمسجد الأقصى إلا يومنا الحاضر حيث كانت تغلق هذه المنافذ بين الفينة والأخرى حتى أغلقت بالكامل.
وفي توصيف لعدد وحالة أبواب الأقصى في جميع أضلاعه وجدرانه يقول الباحث عمرو، إن أبواب الأقصى المفتوحة في الضلع الشمالي 3 أبواب وهي: باب الأسباط من ناحية الشمال الشرقي، وباب حطة، وباب الملك فيصل أو ما يسمى بباب الدويدارية.
أما الأبواب المفتوحة في الضلع الغربي للمسجد الأقصى فهي 7 أبواب وهي: باب الغوانمة في الشمال الغربي، وباب المجلس أو ما يسمى بباب (الحبس – الناظر)، وباب الحديد، وباب القطانين، وباب المطهرة وهذا الباب من الأبواب المفتوحة جزئياً، فهو يفتح أحياناً في مواسم الضغط في شهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر، بحيث يكون نافذ إلى خارج المسجد الأقصى وليس إلى مطهرة الأقصى، ثم يأتي بعده باب السلسلة، وباب المغاربة إلى الجنوب الغربي.
ويشير عمرو إلى أن الجدير ذكره بأن الضلع الغربي للمسجد الأقصى يحوي أيضاً أبوابًا مغلقة، وهم : باب حطة القديم وهذه التسمية منذ العهد الأموي وهو أعلى باب في أبواب الأقصى ارتفاعاً فيبلغ ارتفاعه حوالي 15 متراً، وكل الظن أنه هو باب حطة الذي ذكر في القرآن الكريم لوجوده في ذات الموضع، وهذا الباب أغلق في الحجارة وبني فوقه باب المغاربة الحالي وأصبح جزء منه مصلى البراق، والبعض يسميه بباب البراق ولكن لا علاقة لهذا الباب بطائر البراق نهائياً ولم يدخل منه النبي أصلاً والحلقة الموجودة في ذلك الباب هي حلقة عثمانية حديدية تذكارية ليس لها علاقة بالإسراء والمعراج ولا بطائر البراق.
ويتابع، يلي هذا الباب باب السكينة المغلق أيضاً في الجدار الغربي للأقصى، ويجاوره تماماً باب السلسة المفتوح، فهما باب واحد مزدوج دفة السكينة مغلقة ولكن ليس بالحجارة، ودفة السلسلة مفتوحة، ويذكر أن هذا الباب كانت تفتح دفتيه قبل سنوات في مواسم الضغط بالمسجد الأقصى كشهر رمضان وأحياناً أيام الجمعة، ولكن قبل حوالي عقد من الزمن منعت شرطة الاحتلال فتح هذا الباب نهائياً، فهو مغلق منذ ذلك الحين.
أما الأبواب المغلقة في الضلع الشرقي للمسجد الأقصى فهما بابان: باب الرحمة وباب التوبة وهما باب واحد مزدوج “له قوسي – مدخلين” دفة منه تسمى الرحمة والدفة الأخرى تسمى التوبة، والتسمية الصليبية لهذا الباب هي “الباب الذهبي”، أما في التسمية الإسلامية فهو بابي الرحمة والتوبة المزدوج “له قوسي – مدخلين” في الجدار الشرقي للأقصى، ثم يأتي إلى الجنوب منه باب الجنائز المزدوج وهو مغلق أيضاً منذ عصورٍ قديمة، لكن آثاره لا زالت موجودة.
في الضلع الجنوبي للمسجد الأقصى يؤكد الباحث أن هناك 3 أبواب مغلقة وهي: الباب المنفرد وهو باب صغير يقال أنه تم فتحه في العهد الصليبي لإدخال المياه والأعلاف للدواب المربوطة في المصلى المرواني عندما حوله الجيش الصليبي لاسطبل لخيولهم، وهو في الجنوب الشرقي للمسجد الأقصى، ثم يليه الباب الثلاثي، ثم يليه بابي النبي وهو باب مزدوج مغلق “له قوسي – مدخلين” أيضاً ويقع تحت المصلى القبلي تماماً، وسمي بهذه التسمية لاعتقادنا بأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) دخل من هذا الباب ليلة الإسراء والمعراج وهو باب قائم في المسجد الأقصى من عهود النبوة السابقة قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، هو بابي الرحمة والتوبة.