أكدت مؤسسة القدس الدولية أن إدخال القرابين النباتية للأقصى هو عدوان غير مسبوق على الأقصى ضمن إجراءات التأسيس المعنوي للمعبد المزعوم يستوجب المضي نحو مواجهة شاملة دفاعًا عن هويته، واستفراد المقتحمين بالساحة الشرقية يستوجب موقفًا أردنيًا حازمًا قبل خسارة تلك الساحة.
وبيّنت المؤسسة “أن هذا التطور الخطير وغير المسبوق في تاريخ المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 يأتي تتويجًا لمحاولات مستمرة هذا العام من جماعات المعبد المتطرفة والمحاكم وشرطة الاحتلال، إذ تقدمت جماعات المعبد بالتماس لمحكمة الاحتلال “العليا” لإدخال “الأدوات المقدسة” قبيل موسم الأعياد الحالي، وهربت جماعات المعبد القرابين يوم الثلاثاء 10/11، ثم علقت يوم الأربعاء 10/12 عريضة على باب المغاربة مطالبة بإدخالها باعتباره “حقًا شرعيًا”، وعاد قائد شرطة القدس ليحمل تلك القرابين بنفسه على أبواب الأقصى مساء الخميس 10/13، وصولاً إلى إدخالها بشكل علني تحت حراسة شرطة الاحتلال الأحد 10/16، في ختام أيام العرش العبري.
ولفتت المؤسسة إلى أن يوم الأحد 10/16 شهد إدخال “القرابين النباتية” التلمودية إلى الأقصى بشكلٍ علني وتحت حراسة شرطة الاحتلال لأول مرة في تاريخ المسجد، كما شهد استباحةً تامة لمحيط الأقصى في ختام “عيد العرش” العبري بالقرابين والصلوات ونفخ البوق في مقبرة باب الرحمة وفي أبواب القطانين والأسباط والسلسلة والحديد، علاوة على الآلاف الذين أدوا هذه الطقوس في ساحة البراق؛ في استباحة غير مسبوقة وفي موسم عدوانٍ هو الأعتى حتى الآن منذ احتلال الأقصى.
وأمام هذا العدوان غير المسبوق، وجّهت “القدس الدولية” رسالة للاحتلال الصهيوني، جاء فيها: هذا العدوان هو عدوان حكومتكم وأجهزتها بالأساس، ومحاولات إخراجه بتكامل الأدوار بين جماعات المعبد المتطرفة وبين محكمتكم وشرطتكم باتت مفضوحة، وإن عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، وهبات الغضب التي تثور فيها جماهير القدس، هي اللغة الوحيدة التي تفهمونها، وهي قادمة لا محالة ما دمتم تعتدون على أقدس مقدساتنا بكل هذا الانحطاط والاستهتار.
ووجهت المؤسسة رسالتها الثانية إلى الأردن الرسمي، جاء فيها: لقد بات المقتحمون الصهاينة يستبيحون الساحة الشرقية في المسجد الأقصى وكأنها ملك لهم في كل اقتحام، في ظل تغييب تامٍّ لحراس المسجد طوال مدة العدوان الحالي، وهذا ما يريده الاحتلال، وهي سابقة لم تحصل منذ احتلال المسجد، وإننا نتوجه إلى صناع القرار في الأردن برسالة الشقيق والحريص، بأن مشروع الاحتلال في الأقصى هو الإحلال التام، وهو خطر وجودي يستهدف الأردن والأقصى على حد سواء، وإن تراجع أداء الأوقاف الإسلامية يعمق الهوة بين الأوقاف وجماهير القدس بما يسهل استفراد الاحتلال بها، وهذا فخ إسرائيلي منصوب لتسهيل التخلص من دور الأوقاف الأردنية بأسره، وهو هدف لا يخفيه الاحتلال، فنناشدكم الله أن لا تنجروا إليه، وأن تعيدوا النظر في سياساتكم تجاه الأقصى وتجاه مسؤوليتكم التاريخية عنه.
وتوجهت “القدس الدولية”، في رسالتها الثالثة، إلى جماهير أمتنا في القدس وفلسطين وكل العالم العربي والإسلامي، وقالت فيها: إن التأسيس المعنوي للهيكل بالطقوس التوراتية يعني الهدم المعنوي للأقصى بمنع الحضور الإسلامي فيه وتقويض الشعائر والصلوات، وهو يزيد خطورة عن تقسيمه، ولا بد اليوم من خوض معركة جديدة لمنع تصفية هوية أقدس مقدساتنا في فلسطين، كما كانت الجولات من قبل على مدى 42 عامًا.