قرر ما يسمى وزير شؤون القدس، الإسرائيلي المتطرف زئيف الكين، تخصيص 2.5 مليون شيكل لتطوير مشروع استيطاني يستهدف الشارع الرئيس القديم -الكاردو- في البلدة القديمة من القدس المحتلة، واللي طالته تصدعات وتشققات كثيرة نتيجة للحفريات والأنفاق التي تجريها جمعية “العاد” الاستيطانية أسفل احياء البلدة وخاصة في المنطقة الجنوبية من باب المغاربة وحارة المغاربة ومنطقة القصور الاموية جنوبي المسجد الأقصى.
ويعتبر “الكاردو”، الشارع القديم في القدس الذي يخترق حي المغاربة “الحي اليهودي” في البلدة القديمة، هو اكتشاف أثري قديم يعود للحقبة الرومانية تم اكتشافه بعد حفريات وتنقيب بعد حرب الأيام الستة عام 1967، حيث يشتمل الشارع القديم على طريق من الأعمدة المحفوظة من أيام الاحتلال الروماني للقدس، وأقبية وأقواس حجرية.
كما كشفت ما تسمى وزارة شؤون القدس، عن مجموعة مشاريع استيطانية تهويدية للبلدة القديمة، منهم المشروع الذي يستهدف شارع الكاردو والتقدم المحرز في بناء مصعد حائط المبكى، وترميم كنيس (مجد إسرائيل)، وهما مشروعان صادق عليهما الوزير الكين.
وخلال الحفريات الإسرائيلية الأخيرة – المجيرة لخدمة المشروع التهويدي للبلدة القديمة – والتي ما زالت مستمرة في حارة المغاربة، تم الكشف عن بقايا شارعٍ جميل فيه صف من الأعمدة، ولم تحدّد سلطات الاحتلال ماذا ستفعل بهذا الكشف الجديد الذي يعود إلى القدس الرومانية-البيزنطية.
وتعود شبكة شوارع القدس القديمة الحالية، للعهد الروماني، والتي صمّمت وفقاً للمباني العامة التي أنشئت آنذاك مثل معبد “أفروديت” آلهة الجمال، وهي موقع كنيسة القيامة اليوم، وكان من أهمّ هذه الشوارع، شارع “الكاردو” الروماني، الشارع الرئيس لإيليا كابتولينا.
وتمّ اكتشاف هذا الشارع المتميز بأعمدته، ورممه الاحتلال، ووضع بين الأعمدة القديمة المهيبة مجسمًا للشمعدان اليهودي عنوانًا لا يخلو من دلالة سياسية وأيدلوجية مقحمة على تاريخ هذا الشارع.
ووفق المسارات التهويدية الإسرائيلية يتوجب على السياح الدخول والانطلاق في الجولة من حيث الشمعدان اليهودي، ليتفقدوا الشارع بأعمدته والتي تفضي إلى متاجر رومانية أعيد ترميمها، واستخدامها من قبل التجار يهود ومستوطنين، حيث تقع هذه المتاجر في رواقٍ ممتد مسقوف، وتُباع فيها التحف واللوحات الفنية والكتب التي تقدّم تاريخ المدينة من وجهة نظر وزارة شؤون القدس الإسرائيلية.
ويعتبر هذا الشارع الشريان الرئيس للقدس الرومانية، وشاهدًا على عظمتها ومكانتها، من حيث التصميم والتنظيم والمباني الشامخة والحجارة الضخمة العملاقة التي تسعى سلطات الاحتلال، إلى إضفاء الطابع اليهوديّ عليها، وعلى المواقع الحضارية والعمرانية في البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة، والتي تعود للمراحل التاريخية والحضارية السابقة للمدينة.
وصمّم شارع “الكاردو” ليبدأ من الشمال إلى الجنوب، ويتكوّن من الجزء المفتوح، والذي حافظ على قِدَمه، باستثناء الرموز اليهودية التي تم زجها وادخالها على هذا الشارع وهذه الآثار مثل الشمعدان الكبير.