كشف الباحث المقدسي المختص في شؤون المسجد الأقصى رضوان عمرو، اليوم الأربعاء 21 سبتمبر، ما يرمي الاحتلال لفرضه من مخططات في منطقة مقبرة باب الرحمة، عبر تكرار الطقوس التلمودية فوق قبور المسلمين، وتغطيتها وشرعنتها بقرار قضائي قانوني على يد محاكمه الصهيونية.
وقال الباحث عمرو خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”، إن إقرار الاحتلال لهذه الطقوس عبر أمرٍ قضائي، يعني أن تصبح هناك حراسة عليها وعلى من يمارسها في هذه المنطقة، تنفيذاً لهذا القرار، وإنما يسعى الاحتلال بذلك لتكريس مقبرة باب الرحمة كساحة براق جديدة، وجعل حائط الأقصى الشرقي ساحة مبكى جديد على غرار الحائط الغربي.
وأوضح عمرو أن الاحتلال يسعى لمحو معالم مقبرة باب الرحمة وإزالتها بجرافات بما فيها من جثامين صحابة رسول الله، ليجعل السور الشرقي للأقصى مكاناً لأداء الطقوس، كما أزال قبل ذلك في عام 1967 حي المغاربة لاتاحة المجال للمستوطنين لإقامة طقوس وصلواتهم عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
ولفت عمرو إلى تكرار مظاهر النفخ بالبوق فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة هي سياسة ممنهجة من الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض، فهو يتدرج في مخططاته بحيث يروض الرأي العام عبر تكرار هذه الممارسات بشكل يومي حتى يمل الناس من سماعها ويعتادون على تكرارها، ليأتي بعد ذلك بتصعيد خطواته والقفز لمرحلة أكثر خطورة.
وشدد الباحث على أن انتفاض الفلسطينيين في هباتهم الشعبية العظيمة هي وحدها القادرة على لجم وإفشال مخططات الاحتلال، قائلاً: “التاريخ ينبأنا عن المستقبل، فعندما اشتعلت هبة القدس عام 1911 ضد باركر الذي أقدم حينها على الحفريات أسفل المسجد الأقصى كانت لأجل القدس والأقصى، وتلتها هبة البراق، ثم الثورة الفلسطينية الكبرى دفاعاً عن القدس والأقصى، وتوالت الانتفاضات والهبات حتى وصلنا إلى هبة الأسباط 2017 وهبة باب الرحمة 2019”.
وأوضح أن الفلسطينيين والمقدسيين منهم على وجه الخصوص لم يفعلو كل ذاك إلا لإيمانهم الراسخ بعقيدتهم وبواجبهم الديني والوطني في الدفاع عن مقدساتهم، فتجدهم عندما يصل الأمر إلى درجة من الخطورة فلا يبقى يبقى أمامهم سوى الانفجار وهو وحده من يكون سيداً للموقف، مشيراً إلى أن الاحتلال يدرك ذلك جيدا فلذلك تجده يتدرج في مخططاته.
ونوه عمرو إلى أن كادر وظيفة “حراس المقابر الاسلامية” موجود منذ سنوات طويلة ضمن هيكل إدارة الأوقاف، وله ميزانيات مخصصة في دائرة الأوقاف، ولكن بسبب نقص عدد حراس الاقصى أصبح يتم نقل حراس المقابر للعمل في الاقصى وتركت المقابر سائبة للمستوطنين.
وأضاف: “لا يوجد ما يمنع دائرة الأوقاف من حماية مقبرة باب الرحمة وإغلاقها قياساً على ما تفعله تجاه المقبرة اليهودية المقابلة المحروسة بعشرات الحراس وأحدث الكاميرات والكشافات والأسيجة والبوابات كأنها معسكر كبير ويعتقل من يتجرأ على دخوله”.
وطالب دائرة الأوقاف بالقدس، بإغلاق بوابات مقبرة الرحمة الشمالية والجنوبية والسماح بدخول الجنائز الاسلامية ومرور المسلمين فقط، مع ضرورة إعادة تعيين حراس دائمين لها.
ويذكر أن محكمة الصلح في القدس المحتلة، أجازت في قرار أصدرته أول أمس الاثنين، النفخ بالبوق وأداء الشعائر الدينية اليهودية عند سور الأقصى الشرقي، قرب مقبرة وباب الرحمة من الخارج.
وجاء القرار بعد رفض المحكمة طلب شرطة الاحتلال إبعاد المتطرفين يهودا غليك واثنين آخرين عن السور الشرقي إلى ما بعد الأعياد اليهودية، واكتفت المحكمة بإبعادهم حتى الساعة السادسة صباح اليوم الثلاثاء.
وعلى إثر ذلك اقتحم غليك وآخرون مقبرة باب الرحمة صباح اليوم التالي من اصدار القرار، لنفخ البوق (الشوفار) للمرة الثالثة على التوالي، بعد نفخه الخميس والأحد الماضيين.