لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بحفر النفق الغربي قرب المسجد الأقصى، بل توسع في حفرياته وخرج من أسوار بلدة القدس القديمة جنوبا إلى بلدة سلوان وخاصة في منطقة وادي حلوة، حيث يزعم اليهود أن في تلك المنطقة بنى النبي داود عليه السلام أول مدينة يهودية قبل ثلاثة آلاف عام.
بناء على هذا المعتقد أجرى الاحتلال الإسرائيلي عدة حفريات في منطقة سلوان للبحث والتنقيب عن آثار المدينة المزعومة، إلا أنه لم يجد شيئا ملموسا يؤكد ادعاءه. ورغم ذلك استمر في نشر روايته حتى سمى إحدى الحفريات بمدينة داود.
وحول هذه القضية يقول الدكتور المقدسي جمال عمرو لـ “معراج”، إن الحفريات التي تقوم عليها دولة الاحتلال في منطقة سلوان هي جهود جبارة بذلتها هذه الدولة المحتلة التي تمتلك ميزانيات هائلة جداً.
ويضيف د. عمرو خلال حديثه لـ “معراج”، “في منطقة سلوان حوالي 58 حفرية شملت القصور الأموية والقصور العباسية، واخترقت باطن الأرض وصنعت أنفاق تم توسعتها بالقوة باستخدام آلات ميكانيكية دقيقة ومواد كيميائية”.
وأشار د. عمرو إلى أن دولة الاحتلال تولي هذا الموضوع اهتمام استثنائي بهدف تثبيت وترسيخ جذورها التاريخية برواية توراتية تلمودية مصطنعة.
وأوضح قائلاً: “أصل هذه الأنفاق هي قنوات مائية تاريخية في باطن الأرض كان المقدسيون يستخدمونها قديماً في الوصول لمصادر المياه عندما كانت تتحاصر المدينة ومصادر مياهها، ومنها بئر أو عين أيوب”.
وأضاف: “هذه الأنظمة أوجدها العرب اليبوسيون الكنعانيون قبل حوالي 4000 عام قبل الميلاد، وهي أقدم نظام مائي معقد في الصخور ويطلع عليه علماء الآثار اسم “Jerusalem water system” وهذا المكان التاريخي العظيم الرائع ما كان عليه أن يُمس بهذه الهمجية الصهيونية”.
وشدد د. جمال، على أن الإسرائيليين الصهاينة لم يتوقفوا منذ 50 عام عن عمليات الحفر في مدينة القدس وتفريغ باطن الأرض حتى أصبحت مفرغة تماماً وتداعت على إثر ذلك بيوت أهل سلوان وبالأخص وادي حلوة للسقوط وحصل إنهيارات وتشققات على إثر ذلك أيضا في شارع البلدة الرئيسي.
ونوه إلى أن أبرز الشواهد على هذه الحفريات لربما حادثة انهيار جزء من مدرسة تابعة لوكالة الغوث في منطقة “باب المغاربة” المتاخمة للمسجد الأقصى المبارك في العام 2009 وسقوط مجموعة من الفتيات في هذا النفق على إثرها، نتيجةً للحفريات التي كانت تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب المغاربة لإقامة نفق يمر من تحت المدرسة ويصل إلى منطقة حائط البراق.
وأشار د. عمرو إلى أن شبكات الأنفاق في سلوان بعضها بات معروفاً، وقامت سلطات الاحتلال بافتتاحها وتزويدها بالإنارة وإتاحة المجال للحركة بداخله عبر دفع تذاكر والتجول بداخلها كمزار سياحي يدلل على تاريخهم المزعوم على هذه الأرض المقدسة.
وتابع: “دولة الاحتلال تنتهك أي قدسية للمسلمين في فلسطين المحتلة بأكملها، فالأقصى قد انتهكت حرماته، والقصور الأموية والعباسية انتهكت، حتى مقابر المسلمين دنسها الاحتلال وطحن جثث الجنود المسلمين طحنا دون أن يحرك العالم ساكنا”.
شاهد ما كشفته “معراج” بالصور والمستندات من هنا: https://fb.watch/evqDjPX3r9/