احتفت القدس قبل أحد عشر عاماً حالها حال بقية المحافظات الفلسطينية بتحرر 46 أسيرًا مقدسيًا ضمن صفقة وفاء الأحرار التي أجبرت المقاومة الفلسطينية من خلالها الاحتلال الاسرائيلي، على الإفراج عن نحو 1050 أسيرة وأسيراً فلسطيني.
عاد إلى القدس 16 أسيرًا من أصل الـ 46، بينما أُبعد إلى قطاع غزة 16 أسيرًا، وإلى تركيا 9 أسرى وإلى قطر 3 أسرى، وإلى سوريا أسيران، وبعد دخول الأزمة السورية غادرا إلى دول أخرى.
في 18 حزيران/ يونيو لعام 2014، شن جيش الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات بحق 70 فلسطينيا من محرري صفقة “وفاء الأحرار”، من الضفة والقدس المحتلة، وأعاد بحق 50 منهم الأحكام السابقة المؤبدة، وبقي في السجون 49 منهم، عبر حملة كانت دوافعها “الانتقامية” واضحة، بررها الاحتلال حينها بأنها جاءت رداً على اختطاف المقاومة لثلاثة جنود اسرائيليين قرب الخليل.
نالت القدس نصيبها من هذه العملية الإجرامية التي كانت شاهداً عى خرق الاحتلال لكافة المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات المبرمة خرقاً واضحاً، ضارباً بعرض الحائط كل مجرياته ومنحلّا من كافة التزاماته، أعاد الاحتال اعتقال 8 من خيرة شبابها وأبطالها المحررين وهم: الأسير علاء الدين البازيان، والأسير اسماعيل حجازي، والأسير سامر العيساوي، والأسير رجب الطحان، والأسير ناصر عبد ربن، والأسير جمال أبو صالح، والأسير عدنان مراغة، والأسير عدنان أبو عيد.
مجريات المحاكم والتحقيقات التي أجرتها مخابرات الاحتلال، مع المعتقلين، أثبتت أن الهدف المراد من الحملة كان هدفاً انتقامياً من محرري الصفقة، عبر تحويلهم إلى “رهائن” للضغط على المقاومة الفلسطينية، وهو ما أكدته مؤسسات الأسرى التي شددت طوال السنوات الماضية، على أن المعتقلين الذين أعيدت لهم الأحكام السابقة، قبل تحررهم في الصفقة، لم توجه لهم قضايا أو ملفات تستحق هذا الاختطاف وإعادة الأحكام.
منسق مفوضية الأسرى والمحررين والأسير المحرر ضمن ذات الصفقة جهاد غبن، قال في حديثٍ خاص لـ “معراج” اليوم السبت، إن ما قامت به سلطات الاحتلال من إعادة اعتقال اخواننا وزملائنا المحررين وتثبيت أحكامهم هو أمر مؤسف وإجرام متزايد من هذه الدولة التي لم تأبه ولم تلتزم بأية معايير أو اتفاقيات، ولم تحترم أيضاً دور الوسطاء سواءً المصريين أو الألمان الذين ساهموا بإنجاز هذه الصفقة.
وشدد غبن على دور الوسطاء في أي صفقة قادمة أو مستقبلية الذي يتطلب الضغط لتنظيف هذا الملف كاملاً، وإخلاء سبيل جميع الأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم مرة أخرى بعد الإفراج عنهم في صفقة “وفاء الأحرار”، مؤكداً على أن هذا الأمر يتطلب ضغطاً من الفصائل الفلسطينية وكافة الأخوة المشرفين على الصفقة، على الأطراف الشاهدة والتي كانت وسيطاً في هذه الصفقة لإجبار الاحتلال عبر أي شكل من الإشكال للإفراج عن هؤلاء الأسرى.
وأشار غبن إلى أن الأمر الأهم الذي يتطلب الضغط على الاحتلال بشأن هذه القضية، هو أن سلطات الاحتلال لم توجه تهماً جديدة لهؤلاء الأسرى وإنما أعادت إليهم أحكاماً بتهمٍ سابقة سقطت عنهم بمجرد إدراج أسمائهم ضمن هذه الصفقة.
وحول خصوصية أسرى مدينة القدس الثمانية الذين أدرجت أسماؤهم ضمن هؤلاء الأسرى المعاد اعتقالهم قال غبن: “أهلنا في مدينة القدس يدفعون الثمن الكبير في كل مرة وفي مختلف القضايا، سواءً أكان ذلك عبر اعتقال أبنائهمم أو استهداف منازلهم وممتلكاتهم وأرزاقهم أو بما يتعلق بتهويد أراضيهم، وذلك لأنهم حائط الصد الأول في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
ووجه غبن رسالة إلى أسرى الصفقة المعاد اعتقالهم قائلاً: “نحن لم ننساكم وشعبنا ومقاومتنا أيضاً كذلك، فأنتم الذين ظلمتم مرتين المرة الأولى عند اعتقالكم والثانية عند إعادته مجدداً بعد الإفراج عنكم، قضيتهم حاضرة بين أيدينا دائما وهي أولى أولوياتنا ونسعى للضغط على كافة المعنيين لإبراز معاناتكم وإثبات حقوقكم حتى تحريركم قريبا بإذن الله”.