بمشاعر متناقضة بين الحزن والفرح، الشوق والعزة، الحنين والثبات، وبحشرجة كانت واضحة في أصواتهن، رغم إرادتهن الكبيرة، وصفت مرابطات القدس المبعدات عن الأقصى لـ “معراج” مشاعرهن في عيد الأضحى المبارك، بعيدًا عن أقصاهن الذي أحببن.
فالاحتلال على كبر جيشه، وكثرة عتاده، وقوة سلاحه، باتت مجموعة من المرابطات يقلقن ليله، ويؤرقن باله، فقط لأنهن حملن في صدورهن حب الأقصى، وتعاهدن على حمايته والدفاع عنه بقوة الكلمة، وكثير من الحب والوفاء.
فاختلق سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، في محاولة للنيل من عزائمهن، وصدهن عن واجبهن اتجاهه، وظن أنه بذلك سيفرغه من نشطائه ورواده، ما يسهل عليه تنفيذ مخططاته الهادفة إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا.
إلا أنه تفاجأ بإصرار المرابطات على واجبهن تجاه مسجدهن المبارك، حتى وهن في الإبعاد، فلم تتوقف المرابطات المبعدات عن واجبهن تجاه الأقصى، فأدين الصلوات عند أقرب نقطة يمكنهن الوصول إليها في طريق المجاهدين بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وواصلن تصريحاتهن الإعلامية، وتذكير العالم بقضية الأقصى.
وهو ما أغاظ الاحتلال مجددًا، فقرر زيادة فترة الإبعاد لهن، ففي كل مرة يجدد لهن قرار الإبعاد، حتى وصل الأمر لسنوات من الإبعاد عند بعضهن، ليحرمهن بذلك من رؤية الأقصى ولو في يوم العيد.
قلوب متلهفة على الأبواب
المرابطة المقدسية المبعدة عن الأقصى هنادي الحلواني بينت لـ “معراج” لهفتها على أبواب الأقصى وهي تقف لترى الأهالي يتوافدون إليه لأداء صلاة عيد الأضحى، في حين لا تستطيع هي الصلاة بداخله بسبب قرار إبعادها الجائر.
وقالت الحلواني: “إن الاحتلال لا يهتم بمناسباتنا، ولا أعيادنا، ويبعدنا لشهور وسنوات عن المسجد الأقصى المبارك”.
وتابعت بغصة:” لي سنوات لم أصلي مع عائلتي داخل الأقصى، لي سنوات لم أستطع الاحتفال مع أبنائي وزوجي بداخله، عندما كان ابني صغيرا اعتدت أن أشتري له بالون في العيد داخل الأقصى، ومنذ ذلك الوقت حرمني الاحتلال من هذه اللحظة”.
وتصف المرابطة المقدسية التي استلمت قرارًا جديدًا بإبعادها عن الأقصى هذه القرارات “بالظالمة والجائرة والتي يتعمدها الاحتلال في محاولة لكسر إرادتنا وعزيمتنا، وكنوع من العقاب على حبنا الكبير لمسجدنا المبارك”.
حرمان قاهر
أما المرابطة المقدسية المبعدة عن الأقصى عايدة الصيداوي فتقول لـ “معراج” :”إني أشعر بقهر وألم والمسجد الأقصى على بعد أمتار مني إلا أنني لا أستطيع دخوله والصلاة فيه”.
وتتابع بصوتٍ أقرب للبكاء:” والله إني مقهورة، أرى الأهالي يدخلون للصلاة في الأقصى وأنا يمنعني غريب عن وطني ومدينتي من دخول مسجدي الذي هو حق خالص لي كمسلمة وكابنة لهذه المدينة”.
تشاركها المشاعر المرابطة المبعدة أيضًا عن الأقصى خديجة خويص، والتي قالت:” نشعر بالحقد ومزيدًا من البغض تجاه هذا العدو لأنه يصر على إبعادنا عن مسجدنا”.
وبينت كيف يمنع الاحتلال المرابطين والمرابطات من الدخول للأقصى في أعياد المسلمين، بينما يسمح للمتطرفين ويؤمن اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك.
أسباب الإبعاد
وتكشف المعلمة خويص لـ “معراج” أسباب الاحتلال التي تدفعه لإبعادهن عن الأقصى، وهي أنه يرى أنهن “عنصر شغب وإخلال بالأمن بالاقصى، متناسيًا أنه هو السبب الرئيسي للشغب والإخلال بالأمن”.
وتتابع: “صد الاقتحامات ومواجهتها وتحريض الناس على الرباط في الأقصى، وإدخال الأطعمة وصناعة الحلويات، كل ذلك يعتبره الاحتلال أسبابًا يستحق من يفعلها الإبعاد”.
وتشير إلى أنها أعدت في أحد الأيام الكنافة في مصلى باب الرحمة وجمعت حولها الفتيات، وأعدت رفقة المرابطات مقلوبة، فكان ذلك سببًا دفع الاحتلال لإبعادهن!
إصرار على الثبات
وأكدت المرابطات مجتمعات أنهن مصرات على مواصلة معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ولن يردعهن الإبعاد أو حتى الاعتقال عن حماية الأقصى وتذكير العالم أجمع بأهميته.
وقالت المرابطة المبعدة عايدة الصيدواي: ” سأبقى أدافع عن الأقصى لآخر يوم بعمري ولن يثنيني هذا الاحتلال مهما تمادى بانتهاكاته وجرائمه”.
في حين قالت المرابطة خديجة خويص:” لن أبرح حتى أبلغ.. لن أبرح الأبواب والأعتاب حتى أصل إلى المسجد الأقصى المبارك، ولن أمل وسأظل على هذا العهد مع الله ورسوله والمسرى إلى أن يأتي يوم النصر الموعود”.
وتشبثت المرابطة المبعدة هنادي الحلواني بذات العزيمة والوفاء قائلةً: “سنفرح رغمًا عن الاحتلال ولن نستسلم لأننا أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب المكان، وسنشارك أهلنا فرحة العيد وكل أفراحنا، لأننا نؤمن أن الاحتلال إلى زوال”.
رسائل إلى العالم
ووجهت المرابطة خديجة خويص رسالة إلى العالم متسائلة: “أين حقوق الإنسان الدينية التي تتغنى بها؟ ولماذا يحرم المسلمون فقط من أداء شعائرهم؟ لم نسمع بمسيحي أبعد عن كنيسة أو يهودي أبعد عن كنيس! لماذا لا يكون هناك تحرك دولي وإسلامي وعربي في الجانب القانوني لإنهاء ملف الإبعاد؟”
ودعت أهالي القدس والضفة إلى شد الرحال والرباط في الأقصى “حتى لا يتوهم الاحتلال أنه بإبعادنا استفرد بالأقصى.
ونقلت المرابطة هنادي الحلواني رسالتها للعالم، أنهن صامدات ومحتسبات وثابتات ولن يستسلمن للاحتلال وسيواصلن تحدي قرارات الاحتلال حتى لو بالوقوف على الأبواب”.
فيما ذكرت المرابطة عايدة الصيداوي الأمة الإسلامية بأن الرباط والدفاع عن الأقصى فرض عين على كل مسلم ومسلمة، مشيرة إلى أن الأقصى ليس فقط للمقدسيين وإنما للمسلمين أجمعين في مختلف أماكن تواجدهم، وحملت الأمة أمانة الدفاع عن الأقصى قائلة:” الأقصى أمانة في أعناقكم فهبوا للدفاع عنه وتحريره قبل فوات الأوان”.