روى رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد د. ناصر الهدمي، خلال حديثٍ خاص مع “معراج” تفاصيل إبعاده عن مدينة القدس المحتلة عدة مرات على يد سلطات الاحتلال وأثر هذه السياسة على المدينة وأهلها.
فقال الهدمي: “تعرضت في الآونة الأخيرة وتحديداً بتاريخ الرابع من أغسطس للعام 2021، لتحديد حركة ومنعٍ من التواصل بأي شكل من الأشكال مع شخصيات معينة داخل مدينة القدس، بحيث منعت من التواجد في الجزء الشرقي من المدينة ورسمت لي سلطات الاحتلال خارطة تحدد مسار حركتي في هذا الجزء من المدينة و في خارجها أيضاً، سواء أكان إلى الضفة الغربية أو إلى الداخل المحتل عام 1948”.
وأضاف الهدمي أن من صور إبعاده أيضاً عن مدينة القدس كان استصدار عدة أوامر اعتقال بحقه وصلت لـ 6 مرات بما مجموعه 4 سنوات أو يزيد داخل سجون الاحتلال بتهم سياسية مختلفة، أبرزها الانتماء لتنظيم إرهابي والتحريض عبر وسائل التواص الاجتماعي، والعمل ضد حكومة الاحتلال .
وأوضح الهدمي خلال حديثه لـ “معراج” أن قرار إبعاده عن مدينة القدس كان “قرار إبعاد جراحي” حسب وصفه، فالاحتلال جعل منه إبعاد جزئي وفقط عن القسم الشرقي من مدينة القدس، لافتاً إلى خبث الاحتلال الذي يراه منعكساً في هذه الصورة حيث أبقى على وجوده بالقرب من المسجد الأقصى المبارك يشاهده عن بعد ويقهر لعدم استطاعته الصلاة فيه وخصوصاً في ظل أجواء شهر رمضان المبارك وما يسود فيها من عبادات مقدسة كالاعتكاف والتراويح .
وأشار الهدمي إلى أن الاحتلال يتمادى شيئاً فشيء في عمليات العقاب والاعتداء على حقوق المقدسيين وحريتهم بممارسات إجرامية تضرب بعرض الحائط كل القوانين التي كفلت للإنسان أبسط حقوقه، منوهاً إلى أنه قد تلقى بالأمس قراراً يقضي بمنعه من السفر وهو قرار ليس بجديد وإنما مستمر من4 سنوات أو يزيد.
وحول أثر هذه السياسة على المدينة المقدسة أكد الهدمي أن الاحتلال عمل منذ اللحظة الأولى على محاربة كل أشكال القيادة في المدينة المقدسة بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام، لافتاً إلى أن هذا الأمر بدا واضحاً جداً بالأخص في مدبنة القدس في محاولات الاحتلال المتتالية لإفراغ أي شكل من أشكال القيادة الشعبية التي يرى أنه لا يستطيع السيطرة عليها ولذلك يقوم باستهدفها بشكل مستمر.
وشدد الهدمي على أن الواقع المقدسي على وجه الخصوص، أفرز قيادة شعبية أفقية من الشباب الثائر والمتمرد على سياسة الاحتلال وهو ما أفشل مخططات الاحتلال باستهداف أشكال القيادة في مدينة القدس.
وتابع: “لا شك أن مدينة القدس تحتاج إلى قيادة عمودية تستطيع ترى الصورة الكاملة وتراكم العمل وتكامله وصولاً إلى الهدف المنشود خلف خطة استراتيجية، ولذلك من الضرورة بمكان أن تظهر قيادة مقدسية ولا يشترط أن تكون من داخل القدس لما يتهددها من خطر الاستهداف من الاحتلال، ولكن على الأقل يجب أن يكون لها اتصال مباشر مع جماهير المدينة وتحركهم باتجاه الانتفاض في وجه سياسات الاحتلال العنصرية بحقهم”.