قال وزير الأوقاف الشيخ حاتم البكري إن الاحتلال الإسرائيلي دنس المسجد الأقصى المبارك 21 مرة ومنع الأذان في الحرم الإبراهيمي 52 وقتاً خلال شهر نيسان/أبريل الماضي، مستبيحاً المسجدين في اعتداء صارخ على حرماتهما.
وبين البكري في بيان صحفي صدر اليوم الأربعاء، أنه وطيلة أيام ما يسمى بعيد الفصح العبري، حشد الاحتلال كل جهوده لترويع المصلين المسلمين الآمنين فيهما، تارة بالاعتداء والضرب وتارة بالاعتقال، وذلك لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين لممارسة شعائرهم.
وأضاف أنه ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967 والاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل حثيث وممنهج للسيطرة عليها وعلى الأماكن الدينية المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين؛ وفي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وغيرهما من الأماكن الدينية وغير الدينية في سعيٍ يومي من خلال أجهزته وإمكانياته الأمنية والسياسية والمالية إلى إفراغها من المواطنين المقدسيين والمصلين المؤمنين وملئها بالمستوطنين المتطرفين، في تعدٍّ واضح على روحية القدس وهويتها العربية والإسلامية.
وأكد البكري على ضرورة الانتباه إلى خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات تهدف إلى تغيير الوضع الحالي والممتد منذ الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967، للسيطرة عليه بشكل كامل من خلال تحديد قواعد إدارة جديدة له، وهو أمر مرفوض ومستنكر بشكل كبير ولن يسمح شعبنا بتمرير هذا الأمر.
وفي التقرير الشهري الذي تعده العلاقات العامة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تم رصد تكرار هجوم قوات الاحتلال على المعتكفين ليلاً، وفي وقت صلاة الفجر، في محاولة يائسة لإخراج المعتكفين من المسجد ليكون ساحة فارغة لمستوطنيه ليمارسوا صلواتهم وشعائرهم التلمودية.
وأضافت الوزارة “إلاَّ أن المقدسي برباطه قطع كل اطماع آلة حرب الاحتلال ومستوطنيه من قيامهم بتقديم قرابينهم داخل ساحاته، في خطوة غير مسبوقة، وخطيرة”.
وأكدت أن الاحتلال مارس انتهاكاته وتعدياته على الأقصى من خلال التعرض للأعداد الغفيرة من المؤمنين الصائمين والتي أمَّت الأقصى لممارسة عبادتهم الدينية بأمن وسلام، فانقض عليهم بالهروات، والأعيرة المطاطية.
كما حاصر المصلى القبلي أكثر من مرة، والقى قنابله الغازية عبر النوافذ التراثية التي حطمها، وقطع اسلاك السماعات الخارجية، بعد دعوات المصلين لأبناء الشب الفلسطيني للمرابطة والتواجد في الأقصى.
أيضا اعتدى الاحتلال الإسرائيلي غير مراع للحرمات والقيم على النساء في محيط قبة الصخرة واعتقل العدي منهن، وأطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط من سطح المصلى القبلي باتجاه المحاصرين داخله.
كما عرقل عمل الطواقم الطبية والصحفية المتواجدة في باحات المسجد، وأطلق الغاز السام ورذاذ الفلفل تجاه المعتكفين داخل المصلى وتعمد استهداف الشبان والمعتكفين في المصلى بالمناطق العلوية من الجسد.
وأشار التقرير إلى أن الشهر الفائت قد شهد عشرات الدعوات من الجماعات المتطرفة الداعية لاقتحام المسجد الأقصى وتقديم القرابين.
ولفت إلى أن العشرات من حاخامات المستوطنات والمعاهد الدينية اجتمعوا خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى لتحديد طبيعة الاحتفال داخل ساحاته.
أيضا أعلنت جماعات “المعبد” المتطرفة، عن تنظيم جدول اقتحامات خلال “الفسح العبري” بصحبة كبار متطرفيها لتحشد جمهوراً أكبر، وأعلنت جماعات “الهيكل” المزعوم عن عقد محاكاة كاملة لـ ”قربان الفصح” في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى المبارك.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي تعرض لها الحرم الابراهيمي خلال الشهر الماضي، رصد التقرير منع الاحتلال رفع الاذان 52 وقتا، واقتحم مئات المستوطنين، الحرم الإبراهيمي الشريف، وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية في ساحاته الداخلية والخارجية بحجة الاحتفال بـ”عيد الفسح” اليهودي.
كما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للحرم، وأعاقت حركة المواطنين ووصولهم إليه، واغلقته لمدة يومين.
ووثق التقرير الانتهاكات التي جرت في احتفالات الطوائف المسيحية في “سبت النور” في البلدة القديمة في القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، والتي حولها الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.
ولفت إلى أن سلطات وأجهزة الاحتلال فرضت قيوداً على أعداد الداخلين إلى “كنيسة القيامة” في القدس المحتلة للمشاركة في هذه الاحتفالات، واقتحمها بسلاحه، واعتدى جنوده على المصلين الآمنين في مشهدٍ غير مسبوق خلال أهم الأعياد المسيحية عدا عن قراراته التي سبقت الاحتفالات بتحديد اعداد المحتفلين.
أيضا واصل الاحتلال الإسرائيلي عمليات الحفر في ساحات الحرم الإبراهيمي مستقدما جرافة لتحميل الاتربة، من مكان الحفريات التي يجريها على مبنى الاستراحة التابع لبلدية الخليل.
كما أقدم المستوطنون على وضع ستار على عرض حديقة الحرم الابراهيمي الشريف بجانب مبنى الاستراحة للتغطية على اعمال الاعتداء التي تقوم بها في المنطقة.