معراج – القدس
روّجت سلطات الاحتلال لستة مشاريع استيطانية جديدة في القدس المحتلة منذ تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في 20 يناير، وذلك بالتنسيق مع منظمات المستوطنين، وفقًا لجمعية “عير عميم” الإسرائيلية المختصة بشؤون القدس.
وأكدت الجمعية أن تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني يعكس استغلال حكومة الاحتلال لعودة ترمب كضوء أخضر لإحياء وتسريع خطط استيطانية جُمّدت سابقًا بسبب الانتقادات الدولية.
وأوضحت أن من بين المشاريع المخططة إحياء مشروع استيطاني ضخم في “عطروت” (مطار قلنديا)، يشمل بناء 9000 وحدة سكنية، إضافة إلى مشروع معهد “أور سميّح” الديني بحي الشيخ جراح، وكلاهما كان مجمّدًا لسنوات بسبب قضايا قانونية وبيئية.
وحذرت الجمعية من أن مخطط (أم هارون) في الشيخ جراح يهدد بإزالة تجمع سكاني فلسطيني كامل تحت ذرائع التجديد العمراني، مما يشكل سابقة خطيرة للتهجير القسري عبر استغلال ثغرات قانونية.
كما أشارت إلى خطط توسعة مستوطنة “نوف تسيون” في جبل المكبر، التي تمت الموافقة عليها مطلع فبراير، والتي تشمل زيادة عدد الوحدات السكنية وإنشاء مدرسة للمستوطنين فقط، رغم معاناة التجمعات الفلسطينية من نقص المدارس والبنية التحتية.
وبيّنت الجمعية أن الاحتلال يخطط أيضًا لتوسيع مستوطنة “جفعات شاكيد” بإقامة 400 وحدة استيطانية في حي بيت صفافا، بالإضافة إلى بناء مستوطنة “نوفي راحيل” التي ستضم 659 وحدة استيطانية في حي صور باهر-أم طوبا.
واعتبرت أن إحياء خطة الاستيطان في عطروت يوم تنصيب ترمب يعكس ثقة متزايدة لدى الحكومة الإسرائيلية بمواصلة التوسع الاستيطاني، متجاهلةً القانون الدولي، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية حتى نهاية 2024 نحو 770 ألفًا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة رعوية وزراعية.
وفي السياق ذاته، أكد الباحث في جمعية “عير عميم” أفيف تتارسكي أن الحكومة “الإسرائيلية”، بالتوازي مع دفع مشاريع الاستيطان، سرعت عمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال هدمت منذ بداية 2025 نحو 27 مبنى في شرقي القدس، بينها 18 وحدة سكنية، في خطوة تهدف لإبعاد الفلسطينيين بالتزامن مع توسيع المستوطنات.