القدس المحتلة – شبكة معراج
حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك لثكنةٍ عسكريةٍ، لتمرير الأعياد اليهودية القادمة وانتهاكات المستوطنين فيها، لتمثل المرحلة الأخطر على المسجد منذ احتلاله.
وأفادت نشطاء مقدسيون أن الاحتلالُ حوّل مدينة القدس لثكنة عسكرية، خاصة بعد تصريحات وزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير، بإدخال مجسات وأجهزة مراقبة داخل المسجد الأقصى المبارك.
وقال المختص في الشؤون “الإسرائيلية” إسماعيل مسلماني، إن هذه التهديدات بحق المسجد الأقصى ترافقت مع إجراءات أمنية مشددة، طوقّت مدينة القدس، وجعلت البلدة القديمة والأقصى ثكنة عسكرية كبيرة.
وأشار إلى أن ما يتم إعداده للاحتفالات هذا العام، ينذر بانفجار كبير في القدس، داعيًا لتكثيف الرباط والحشد في المسجد الأقصى المبارك.
ونوّه مسلماني أن ما تسمى بجماعات أمناء الهيكل، كثفّت من دعواتها الرامية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، عشية يوم الأحد القادم؛ للاحتفال فيما تسمى بـ”أعياد الفصح”.
وأوضح أن هذه الأعياد ستشهد ما يسمى بذبح القرابين كما تحاول كل العصابات اليهودية كل عام، مع إضافة تهديد آخر متمثل بإمكانية ذبح البقرات الحمراء؛ التي جرى إعدادها.
وبيّن أن الخطورة الأكبر تتمثل في تصريحات ما يسمى بوزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير، الذي دعا فيه المساواة في الصلاة بين المسلمين واليهود في الأقصى، ورغبته في إدخال مجسات وأجهزة مراقبة بداخله، في موقف أثار غضب المرجعيات الدينية والقوى في القدس.
ويبدأ ما يسمى بـ”عيد الفصح اليهودي”، يوم الإثنين القادم الموافق الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ويستمر لأسبوع كامل، وينتهي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
ومن أبرز طقوسه، اقتحام المستوطنين للأقصى بأعداد كبيرة، وأداء الصلوات التلمودية، والرقص على أبواب الأقصى، وتأدية طقوس تلمودية عند حائط البراق، أما أخطرها فهي محاولة ذبح القربان داخل الأقصى ونثر دمه عند قبة الصخرة.
وكانت قد قدّمت إحدى الجماعات الاستيطانية منحة بقيمة 50 ألف شيقل لمن ينجح من المستوطنين بتقديم ذبيحة خلال اقتحام المسجد الأقصى في “عيد الفصح” العبري.
وبذبح القربان بحسب الرواية اليهودية يصبح الأقصى هيكلاً من الناحية المعنوية، وتنتقل جماعات المستوطنين من التأسيس المعنوي للهيكل، عبر اقتطاع أجزاء من الأقصى، فيما تبدأ بعد ذلك خطوة إدخال أدوات الهيكل وتحقيق التقسيم المكاني.
ومنذ سنوات تحاول جماعات المستوطنين إدخال قرابين الفصح إلى المسجد الأقصى المبارك وذبحه فيه، وفي العام الماضي أعلنت منظمات الهيكل عن مكافآت مادية لمن يتمكن من إدخال القربان، وفي هذا العام تقدمت بطلب رسمي لذبحه داخل الأقصى ونثر دمه.
وتتواصل الدعوات للحشد والنفير، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومخططات الاحتلال.