يواصل المستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، في ثالث أيام ما يسمى “عيد العرش العبري” بعد أن أمنت قوات الاحتلال الطريق لهم من خلال منع المقدسيين من دخول الأقصى وإخراج من استطاع الدخول منهم بالقوة خارجه.
وحولت قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة، إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بعد أن نصبت مئات الحواجز في كل شوارع القدس، وآلاف الجنود، في خطوة احترازية وإضافية لتوفير الأمن الكامل للمستوطنين المقتحمين للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
ولم يكن للمسجد المبارك أحد يدافع عنه غير بعض المرابطين الذين تركوا كل أشغالهم وشدوا الرحال للدفاع عن مسجدهم الذي يحبون، ليقابلهم جنود الاحتلال بالضرب والاعتداء والاعتقال والإخراج.
ثبات رغم الاعتداء
المرابط أبو بكر الشيمي من الداخل المحتل، أكد في حديث خاص لمعراج أنهم ثابتون رغم كل انتهاكات الاحتلال بحقهم ورغم الاعتداء عليهم.
وبين الشيمي أنه تعرض لإصابة قبل أيام إثر دفع أحد الجنود له بالقوة، إلا أنه عاد هذه المرة يرتدي خوذة مؤكدًا أنه لن يمنعه أي أحد من مواصلة معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك حتى يلاقي الله.
فيما قالت المرابطة المقدسية نفيسة خويص لـ “معراج” إنها لن تترك الأقصى وحيدًا موضحة أنها نشأت وترعرعت وتنفست هواء الأقصى منذ أن كانت صغيرة، وستبقى ثابتة مهما كلفها ذلك من ثمن.
المرابطة هنادي الحلواني التي اعتدت عليها إحدى مجندات الاحتلال ودفعتها بالقوة، أكدت لـ “معراج” أن ضريبة الرباط والدفاع عن الأقصى غالية، إلا أنها صامدة وثابتة ولن يستطيع الاحتلال كسر معنوياتها أو تحطيم إرادتها مهما فعل.
أما المرابطة عايدة الصيداوي التي كان لها من اعتداء مجندات الاحتلال نصيب أكدت أن الاحتلال هش وضعيف وسيزول مهما تمادى في إجرامه.
أين الأمة؟!
مرابطو ومرابطات الأقصى استغربوا غياب دور الأمة العربية والإسلامية الحقيقي بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، في ظل أبشع وأشرس هجمة شرسة يتعرض لها منذ سنوات.
وصرخت المرابطة نفيسة خويص متسائلة: أين أنتم يا عرب؟! أين أنتم يا مسلمون؟! الأقصى يدنس.. الأقصى في خطر.
فيما استنجدت المرابطة عايدة الصيداوي بالناصر صلاح الدين القادم، قائلة: نحتاج صلاح الدين جديد لينصر الأقصى ويحرره من دنس هؤلاء الغاصبين.
وتساءلت المرابطة الحلواني:”ماذا تريد أن ترى الأمة العربية والإسلامية لتدرك أن الأقصى في خطر؟!”
القائمة الذهبية تحارب
وفي إطار معركة تهويد الأقصى، فقد وضع الاحتلال قائمة ذهبية تضم أسماء جميع المرابطين والمرابطات المشهورين بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وذلك لاتخاذ إجراءات عنصرية ضدهم في كل مرة ينوي فيها المستوطنون اقتحام الأقصى.
ورغم معرفة المرابطون والمرابطات بأنهم من ضمن هذه القائمة إلا أنهم شدوا الرحال للأقصى غير آبهين بإجراءات الاحتلال بحقهم، وذلك نصرة لمسجدهم المبارك.
واستخدم المرابطون سلاح اليقين والإيمان والدعاء، وهم يدركون أنه خير سلاح لحماية المسجد المبارك في ظل تخاذل الأمة وغياب دورها المفروض عن حمايته.
وكما هو متوقع اعتدى الاحتلال عليهم بالضرب والدفع واعتقل بعضهم فيما أخرج الآخرين خارج البلدة القديمة.