لم يكتفِ الاحتلال من الوقاحة أن يطرد عائلة صب لبن من منزلها الكائن في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وتسليمه للمستوطنين، بل لاحق العائلة وطالبها بدفع غرامة مالية مقابل عملية الطرد!
أشياء لا تحدث إلا بالقدس، الذي بلغ فيها ظلم وإجرام العدو مبالغ عظيمة! فكيف لمن يطرد من بيته ويرمى أثاثه في الشارع أن يدفع ثمن طرده!
الأمر بدأ حين رفع أعضاء في اليمين المتطرف شكوى ضد عائلة صب لبن يدعون فيها أن منزل العائلة تعود ملكيته لليهود من قبل عام 1948، وأقنعوا محكمة الاحتلال الشريكة في كل جرائمهم والتي بدورها أصدرت قرارًا بطرد العائلة.
وبعد صولات وجولات في محاكم الاحتلال، لم تتراجع المحكمة عن قرارها بل طالبت بتنفيذه، ليداهم الاحتلال المنزل ويطرد العائلة منه نهائيًا، وبعد أيام ألقى المستوطنون عفش المنزل في الشارع!
وقاحة كبيرة
وبعد أن وجدت عائلة صب لبن نفسها وحيدة في الشارع بلا مأوى، نظمت وقفة أمام منزلها للمطالبة بحقها، فما كان من الاحتلال إلا أن قمعها، ولم تترك العائلة أي منبر بإمكانه إيصال صوتها إلا وتحدثت به، متأملة أن تعدل محكمة الاحتلال الجائرة عن قرارها الظالم وتعيد المنزل.
آمال العائلة علقت في المكان الخاطئ، فما كان للاحتلال أن يتحلى بأدنى معاني الإنسانية والرحمة، بل كعادته يستفحل بالظلم، ويتغول بالإجرام، لتصدم العائلة بوقاحة كبيرة يرتكبها الاحتلال بعد أن طالب العائلة بدفع غرامة مالية كبيرة مقابل عملية الطرد!
ووجدت العائلة نفسها مطالبة بدفع 17,187 شيكل للشرطة مقابل 160 ساعة من العمل الشرطي في عملية الطرد، ودفع أكثر من 17,187 شيكل لشركة مقاولات خاصة أخلت المنزل، تضاف هذه المبالغ إلى ديون العائلة البالغة أكثر من 13,000 شيكل للمصروفات القانونية للمستوطنين التي أدت إلى إخلاء المنزل.
سياسة ممنهجة
بدورها قالت صاحبة المنزل المقدسية نورة صب لبن: “الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة ضد الفلسطينيين تهدف لترحيل أكبر عدد ممكن لصالح المستوطنين في القدس المحتلة”.
وأكدت صب لبن أن الاحتلال والمستوطنين يحاولون منذ فترة طويلة السيطرة على المنزل، واليوم جاؤوا تحت دوافع انتقامية ليطالبونا بكل هذه الأموال!
وبينت أن ما يمارسه الاحتلال هو تطهير عرقي بحق الفلسطينيين بالقدس المحتلة، مشيرة إلى أنها وعائلتها ذاقوا من هذا الكأس الذي ذاق منه الكثيرون من أبناء القدس.
وناشدت العالم العربي والإسلامي أن يقف وقفة جدية إلى جانب المقدسيين والفلسطينيين في مواجهة تغوّل الاحتلال ومستوطنيه.
وختمت نورة صب لبن حديثها بالتأكيد على عزيمتها وعزيمة أهالي القدس قائلة: “لن يستطيع الاحتلال كسر عزيمتنا وصمودنا وثباتنا رغم القتل والتهجير وكل الأساليب التعسفية التي يتبعها ضاربًا بعرض الحائط كل القرارات والشرائع الدولية”.