لا يترك الاحتلال أي فرصة سانحة يستطيع من خلالها تهويد القدس إلا ويستخدمها، بل تجاوز الأمر من دائرة الانتهاكات والتضييق إلى دائرة الاعتداء المباشر، فأصبح يضع يده بالقوة أو يتبع أساليب التفافية في محاولة لإثبات وجوده.
ومؤخرًا خرج الاحتلال بأكذوبة القبور، إذ يحفر المئات منها ويضع فوقها شواهد ويدعي أنها قبور يهودية من آلاف السنين! ثم يدعي أن الأرض التي بنيت فوقها القبور هي أرض يهودية ويأخذها بالقوة من أصحابها تحت هذه الذريعة الواهية.
ويكثف الاحتلال في الوقت الحالي زراعة القبور في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وخاصة في حي وادي الربابة، والذي يسعى اليوم لتهويده بشتى الطرق، فمؤخرًا افتتحت بلدية الاحتلال الجسر التهويدي المعلق فوق أراضي سلوان، واليوم يزيد من زراعته للقبور الوهمية في أراضيها.
قبور وهمية
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب أكد في حديث خاص مع شبكة معراج المقدسية، وجود آلاف القبور الوهمية فوق أراضي بلدة سلوان.
وبين أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة الادعاء بوجود يهودي في هذه المنطقة بالذات لقربها من المسجد الأقصى المبارك، والذي يزعم أنه “الهيكل المزعوم”.
وأوضح أن هدف الاحتلال الرئيسي هو الاستيلاء على أراضي سلوان وخاصة أراضي حي وادي الربابة لإطباق حزام استيطاني حول المسجد الأقصى المبارك، في إطار خطته التهويدية للبلدة القديمة بالقدس المحتلة.
خطر محدق
وتشكل القبور الوهمية خطرًا كبيرًا على أراضي القدس، إذ أن الاحتلال ما زال ماضيًا في زراعته لآلاف القبور تباعا، وتحت ذات الذريعة يقوم بمصادرة مئات الدونمات.
وهو ما يقهر المقدسيين وأهالي الحي لأنهم يرون أراضيهم تسرق أمامهم بقوة السلاح دون المقدرة على إفشال هذا المخطط بسبب تغول الاحتلال والصمت الدولي والعربي أمام هذه الجريمة النكراء.
وكشف أبو دياب أن الخطر الأكبر يكمن بتوسع الاستيطان وابتلاعه أراضي القدس خاصة القريبة من المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يسهل ويمكن الاحتلال من تنفيذ مخططه الأسمى وهو هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم!