بعد أن كانت مخططاتهم تسري في الخفاء، أصبحت اليوم علنية، وبمنتهى الوقاحة، بعد أن أمنوا العقاب، وزادهم جرأة وجود حكومة يمينية متطرفة، تسعى لإرضائهم وتحقيق أحلامهم، فكان لهم ما تمنوا منذ عقود.
مؤتمر طلمون، يأتي في هذا الإطار، حيث اجتمع مستوطنون متطرفون من جماعات الهيكل في كنيس نيريا بمستوطنة طلمون شمال غرب رام الله، للتحضير لاقتحام هو الأكبر للمسجد الأقصى المبارك، فيما يسمونه ذكرى خراب الهيكل.
اجتماع من شأنه أن يغير الوقائع، بعد أن نفذه حاخامات كبار في هذه الجماعات، وعلى رأسهم الحاخام إلياهو ويبر رئيس مدرسة جبل الهيكل، والموجه الروحي لهذه المدرسة الحاخام يوسف إلباوم، وأيضًا الحاخام إليشع وولفسون رئيس الجوانب الطقوسية في المدرسة.
تصعيد خطير
وبات من الواضح جدًا أن جماعات الهيكل اتخذت مسارًا أكثر خطورة وأكثر جرأة فيما يخص مدينة القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة، فأصبحت انتهاكاتهم تتزايد يوما بعد يوم.
المختص في شؤون القدس بسام أبو سنينة، يقول لـ “معراج” :”من الواضح أن جماعات الهيكل المزعوم وبرعاية الحكومة الصهيونية قد شرعوا باتخاذ خطوات عملية من أجل تقسيم المسجد الأقصى مكانيا تمهيدًا للاستيلاء عليه بشكل كامل”.
وأيده الخبير في شؤون القدس أمجد شهاب، والذي أكد لـ “معراج” أهداف جماعات الهيكل الواضحة والعلنية والتي تريد الوصول بأي ثمن كان لإقامة الهيكل المزعوم.
وبين شهاب أن هذه الجماعات أصبحت جريئة في انتهاكاتها وتتخذ منحى متصاعد فيها، فبعد اقتحام الأقصى أصبحت تنفذ طقوسا تلمودية داخله، وتطور الأمر لصلوات تلمودية وسجود ملحمي، وأفعال أخرى أكثر جرأة.
الضفة الانطلاقة
وبين أبو سنينة أن المستوطنين أرادوا من الضفة المحتلة أن تكون انطلاقة لهم، للتأكيد على أنهم يسرحون ويمرحون بالضفة وأنها أرض لهم، في ظل تقاعس السلطة عن دورها، وتفشي الاستيطان والاحتلال في أراضي الضفة المحتلة.
وأوضح أن في ذلك رسالة يريد إيصالها المستوطنون أنهم قادمون من الضفة التي يعتبرونها أرضهم إلى القدس التي ستصبح لهم حسب أحلامهم.
وأشار إلى أنهم يعتبرون الضفة المحتلة دولتهم الناشئة ومكانهم الطبيعي الذي يمارسون فيها كل ما يحلو غير مبالين بردود الفعل، مؤكدًا على هدفهم الأسمى وهو فرض مزيد من السيطرة على الضفة والقدس.
خطورة بالغة
وشدد الباحثان على ضرورة الوقوف في وجه هذه المخططات بالغة الخطورة، والتي تستهدف بشكل واضح وصريح المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وبينا أن جماعات الهيكل تتحضر لاقتحام خطير للمسجد الأقصى المبارك، فيما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”، حيث سيحاولون حشد أكبر عدد من المستوطنين لهذا الاقتحام.
ولتسهيل الاقتحام الخطير فإن الجماعات اتفقت على تسيير مسيرة أعلام صهيونية عشية الذكرى تصل إلى أبواب الأقصى، لمنع وصول المقدسيين إلى الأقصى وتركه فارغا لليوم التالي.
وهو ما اعتبراه أمرًا بالغ الخطورة، ويحتاج إلى وقفة جادة من الكل الفلسطيني لإفشال هذه المخططات الخبيثة، ومنع الاحتلال من إطباق يده على المسجد المبارك.