بثبات ويقين.. تحدثت الطالبة المقدسية المتفوقة آسيا، كريمة وزير شؤون القدس السابق والمبعد عنها خالد أبو عرفة لـ “معراج” عن تجربتها الفريدة في الثانوية العامة.
قصة فريدة وملهمة، تكشف كيف تكون الفتاة الفلسطينية المسلمة ثابتة رغم الظروف، وقوية رغم كل ما يحيط بها من عوائق، كلمات بسيطة تحدثت بها كانت كفيلة لأن تكشف أصالة المعدن وطيب التربية.
بمعدل 94.7% كان التفوق الباهر حليفها، لتحقق توقع والدها وزيادة والذي سبق وتوقع لها معدل 94%، لتفرحه وترفع رأسه داخل زنزانته في سجون الاحتلال.
تنظيم الدراسة
بهدوء ودون توتر، بهذه الطريقة شقت آسيا طريقها خلال السنة الدراسية، فلم يهمها التوتر الذي يفرضه المجتمع على طلبة الثانوية العامة، بل ركزت على أهدافها وتعاملت مع هذه السنة كما لو كانت أي سنة دراسية عادية.
وعن الطريقة في الدراسة فاتبعت طريقة والديها كما تقول.. وهي طريقة الفهم والربط خلال الشرح، وهكذا كانت تتعامل مع كل درس فلا تتجاوزه إلا حين تكون قد فهمته تماما.
نظمت وقتها، وجمعت دروسها، وألمت في المنهاج، وحافظت طيلة الوقت على نفسيتها وهدوئها، فالنفسية كما تصف هي الأهم لطالب الثانوية العامة.
ثبات رغم الاعتقال
وعن أعظم التحديات فقد كان اعتقال والدها أثناء تقديمها للاختبارات التجريبية، فقد كانت ظروفًا سيئة، إلا أن هدوء والدها وحكمته في التعامل مع الاعتقال خفف من حدة روعها، وجعلها تتمالك نفسها.
تقول:”هذه ليست المرة الأولى لوالدي في السجون، ولا الأولى في حياتي، فيعد هذا الاعتقال الحادي عشر في حياته والخامس في حياتي”.
وتتابع ممازحة: “عندما يعتقل أبي لا نخاف عليه، بل نخاف على من يعتقلوه.. أبي يملك لسان وعناد يهزم عدوّه وبذات اللسان يطمئن أحبابه”.
وبهذا استطاعت تجاوز محنة اعتقال والدها، بل كان ذلك حافزًا أكبر لها بأن تجتهد أكثر لتدخل الفرحة والسعادة على قلب والدها في معتقله، خاصة أنها الابنة الأخيرة له وبالتالي فهي آخر فرحة.
وتقول: “لو كانت الظروف أفضل كنت أستطيع أن أحصل على معدل أعلى، ولكنني راضية بنتيجتي وفخورة أنني استطعت تحقيقها بعد كل هذه الظروف”.
سر النجاح
وعن سر نجاحها فتقول: “أمي ثم أبي”، موضحة الدور الكبير الذي قامت به والدتها طيلة عامها الدراسي، ودعم والدها الكبير حتى وهو خلف قضبان الأسر.
ووجهت رسالة لطلبة الثانوية العامة في العام القادم تقول فيها:” نعم التوجيهي سنة مهمة، لكنها ليست حياة أو موت، وهناك حلول لكل مشكلة -بإذنه تعالى-“.
وتتابع: “علاقتكم مع الله أولاً، وحافظوا على صحتكم النفسية ثانياً، وبروا بوالديكم -حفظهم الله- ثالثاً، والتزموا بالدراسة بلين أخيراً”.